لماذا يجمع خلف مشركي العرب الكفر والعمالة

جواب مقالة العبد عيد

بسم الله ... منذ فجر الإسلام الأول عمد مشركو العرب إلى عقد الأحلاف مع الروم والفرس لمحاربة الدين الجديد حفاظا على صنمهم التليد فحاربهم أبو عبيدة وخالد بن الوليد وغيرهما وكسروهم وردوا عاديتهم في جهالتهم وجهالتهم في صدورهم, ثم لم تزل طوائف من مشركي العرب مردوا على النفاق ينطحون نطاح التيس في صخرة الإسلام فلما لم يجدوا لقرونهم أثرا عمدوا إلى محاربة الدين بالضلالة والتزوير فتفتقت زعنفة رافضة ابن سبأ والتي فرخت ايران, وورمت مرضا لا سمنة زنمة الحشاشين والتي باضت النصيريين والذي خبث لا يخرج إلا نكدا, ولقد عانى الإسلام ومايزال من هؤلاء الذين رضوا لأنفسهم بالذل والتبعية لأعداء العرب والإسلام وما ذاك إلا لذلة مهينة في أنفسهم وصغار لبسهم حتى شملهم وعممهم, إني لن أدعو هؤلاء في عجالتي هذه إلى الدين فليس هو مقصودي من مقولتي ولكني أدعوهم لبحث ومناقشة في وطنيتهم وانتمائهم للعروبة التي يتبجحون فيها حتى يصل الأمر ببعضهم إلى تقمص دور بطل الصمود والتصدي الزائف المجرم الغارق في العمالات والخيانات حافظ أسد لعنه الله وأخزاه ... 

كتب اليساري عبد الرزاق عيد مقالة بعنوان "بوكو حرام ... وكيف ندافع عن إسلامنا المدني والحضاري؟!!؟" ملأها بالعجائب والمتناقضات والتي صاغها بعبارت الجهل بالأصول والركاكة الإنشائية باقحام المفردات في غير محلها ومدلولها كما القواعد في غير محلها وسياقها الفقهي والتاريخي ناهيك عن الضلالة والبهتان في اتهام الإسلام ثم خلط الأوراق بين قواعد الإسلام في السياسة العامة وممارسات المسلمين ثم لم يكف الكاتب هذا حتى أقحم الإخوان المسلمين في سلك داعش وبوكو حرام !!! , فالإسلام الذي يرتضيه الكاتب للأمة هو وفقط هو الإسلام الذي يراه "إسلامه التنويري" الذي يزعم الدافع عنه والذي ضل فيه علي عبد الرزاق وتاب منه آخر عمره كما وثّقه الشيخ محمد الغزالي, أما طه حسين فأترك التعليق فيه إذ متى كان هذا المركب العمى في البصر والبصيرة قدوة في الدين حتى يصير عماه هو النور !؟ 

لا إخال الكاتب إلا وقد أعماه الحقد على الإسلام والإخوان فشن الغارة على الإسلام ثم غمز بالإخوان, إن من القواعد العلمية البديهية أن لا يتكلم امرؤ في شيء إلا بعد أن يسبر غوره ويعرف كنهه ويضبط حرفه فقول الكاتب مثلا تأويل حرفي مما يتعجب منه ويستهزا فهو كقولك قام قاعدا فالتأويل هو صرف المعنى الظاهر لمعنى آخر يقتضيه السياق والنظر الكلي أو سبب النزول وهو عكس الأخذ بالظاهر أي الحرفي الخشبي على حد تعبير الكاتب, وقواعد النوازل هي قواعد الضرورات إن قصد باستثناء النوازل من الحوادث على أنها الشدائد الغير عادية, ودوران الأحكام في الفروع والمعاملات المتعلقة بالعادات لا في النصوص والكليات المعتبرة أو التي انعقد عليها الإجماع إلا أن تكون في أمر ضروري ملجئ كما أسلفت فالعجب ممن لا يحسن الصلاة ولا يتورع عن المحارم ولا يلتزم بشيء من الدين البتة أن ينبري ليشرح لنا ديننا !!؟ ثم لا يكتفي حتى يغير عليه جملة وتفصيلا بلسان غربي مستشرق معاد للدين الإسلامي .

نعم إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ولا أعرف للكاتب ولا لكتاب العرب عامة عندما يرومون فصل الدين عن الدولة سببا غير اتباع أعقاب مفكري الغرب في معضلتهم مع نظم البابوية وحكومة "الثيوقراطية" تلك التي لا تعلق للإسلام بها البتة وإن كان ثمة وجه للشبه فمن سوء ممارسة السلطة والإسلام منها بريء وإنما يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال ودين الإسلام هو أول من تنبأ وحذر من الخوارج وسلوكهم بل وَعَد عظيم الأجر على من يستأصل شأفتهم عند خروجهم وأول من حرّم الثيوقراطية ولكم يطول العجب مع هؤلاء الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا كفرق الطابور الخامس الذي ينهش في جسد الأمة كالقرضة في فترة هي في أشد الحاجة معها إلى تماسكها وتضافرها ويكونوا بمحصلة فعلهم سلاحا آخر بيد أعداء العرب والمسلمين ومتى رأى هؤلاء قط كاتب غربي يغير على النصرانية بالحق وليس بالباطل وأمته في حرب مع المسلمين ؟ فأي شيء يعني إقحام الإخوان مع كل ما يماشون ويصانعون به هؤلاء (العلمانيون والشيوعيون واليساريون والكاتب منهم جملة) حتى على حساب دينهم وربما بعض مبادئهم حتى يجعلهم في زمرة ألد خصومهم العقدين أي داعش ؟ لمصلحة من يصب هذا الفعل وهذا النهج ؟ ثم ما شأن هؤلاء في عداوتهم للإسلام المبطنة بدعوة نصرة التنوير والكاتب أول كافر بالتنوير وبالإسلام ملازم لصنم مُرام ؟ ألا يستحي هو وأشكاله وهم العرب والإسلام دين العرب أن يشن الغارة على الإسلام من أمثال المؤرخ أرنولد توينبي القائل : "أدعو العالم إلى الأخذ بمبدأ الإخاء والمساواة الإسلامي" ثم يستطرد فيقول "الإسلام أمل العالم كله" ولا من قول يوهان فولفجانج غوته "التشريع الغربي ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية" فاستمع لنصحه نابوليون بونابارت فحمل أصول الشرع الإسلامي من الأزهر في مصر ثم أسس القانون الفرنسي عليه أولا يستحون من قول الكونت الروسي ليفنيكولا تولولستوي "الإسلام سيسود العالم برمته لانسجام تعاليمه مع العقل والحكمة" بله قول لامارتين وديوارنت وهارت في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وليكتفي بقول من كان له قدوة ورائدا حينا من الدهر وأعني كارل ماركس إذ يقول "محمد أعظم عظماء العالم والدين الذي جاء به أكمل الأديان ... جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض ... هذا النبي افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة حري أن تدون أقواله وأفعاله " نعم هذه أقوال كارل ماركس أستاذ  العبد عيد فإنه لن ينفك عن العبودية وإن حسب أنه تفلّت من عبودية الله رب العالمين (وهو القاهر فوق عباده) فلقد دخل في عبودية وأمريكا واسرائيل من حيث لا يعلم ...

عبد الله القن المنصور الشافعي 

من أقول الكاتب : 
*لا يمكن لشجرة الإسلام السياسي (الأخواني الأصل- معرفيا وابستميا ) أن تفرع من جذعها الأصلي الواحد إلا مثالاتها وأشباهها ونظائرها الجينية، ولا يمكن أن تنتج نقيضها السياسي إلا بدولة العسكر كرد مجانس ومماثل شموليا لدولة الدين !!!!!! ... أقول : أي هو يعتبر نظام السيسي ردا طبيعيا لنظام الإخوان في مصر فما تعليله لنظام بشار وحافظ أسد ومتى حكم الإخوان في الشام ؟ بل متى حكم المسلمون منذ سقوط الخلافة وهل يتركهم العالم يحكمون ؟
*لا يمكن للعالم أن يصدق (اعتدال ) أي مذهب، مادام يحمل ممكنات معرفية ذاتية في بنيته العضوية قادرة أن تنتج (بوكو حرام) !!! أقول : قال تعالى (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) فمن يمارس الثيوقراطية الإلحادية ؟!!!؟