الرقص على إيقاع المخابرات، استراتيجيات الإلهاء العشر
من المفيد جداً استعراض استراتيجيات الإلهاء العشر لدى أجهزة المخابرات، للمفكر العالمي نعومي تشومسكي... لخصتها لكم مع إضافة بعض الأمثلة..
(1) استراتيجيّة الإلهاء: و تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب، إلخ. للمحافظة على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، لجعل الشعب منشغلا، بصفة دائمة، لا يملك أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات.... مثال.."كل الإعلام العربي"
(2) خلق المشاكل ثم تقديم الحلول: يصنعون أزمة أو مشكلة، يثيرون ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، فيطالبهم بالإجراءات التي يريدون تبريرها و تمريرها و يقبلها....مثال: إدارة و تشجيع العنف، تنظيم تفجيرات دامية، ينتشر الخوف و القلق، يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته.!!!
(3) استراتيجيّة التدرّج: يستخدم لسحب الدعم و انتقاص الحقوق و رفع الأسعار بصفة تدريجيّة، لتجنب تغيير فجائي قد يفجر ثورة.....مثال: عهد مبارك.
(4) استراتيجيّة التأجيل: بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل مع حملة إعلامية بأن كل شيء سيكون أفضل في المستقبل فيوافق الشعب الساذج، الذي غالباً لا يدرك مغبة هذه القرارت طالما لا يرى لها اثراً حاضراً، آملاً في أنه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة مستقبلاً، و مع الوقت يتعوّد الشعب على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها،...مثال: "انفصال جنوب السودان"- "موافقة السيسي على بناء سد النهضة".
(5) مخاطبة الشعب بمنطق طفولي: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، تقترب من مستوى التخلّف الذهني، و الهدف مغالطة المُشاهد، لأن مخاطبة شخص بلغة طفولية بسيطة ، تؤدي في معظم الأحيان إلى ردة فعل طفولية ساذجة خالية من الحس النقدي فيتشرب الرسالة بسهولة. مثال "أغلب إعلانات التلفزيون المصري "
(6) استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور إلى اللاوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات. مثال : "حالة الكراهية الغير مبررة و اللامنطقية ضد الإخوان المسلمين.!!!
(7) تكريس الجهل: ليصبح الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. بتقديم نوعيّة التّعليم بدائية متدنية للطبقات السّفلى، للحفاظ على هوّة معرفيّة تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا فلا تفهم ما يدبر لها.... مثال: قارن بين التعليم الحكومي و المدارس الأجنبية.
(8) تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من “الرّائع” أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا...مثال: "أفلام السبكي و محمد سعد و غيرهم.."
(9) تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه، وهذا يولّد دولة اكتئابيّة، أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة،...مثال" محاضرات مشايخ السلطان في مصر"
(10) معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: فالتطوّرات العلميّة المذهلة أهدثت هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة البسيطة للعوام والمعارف الخاصة التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل “النّظام” إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي، أصبح النّظام معها قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام – في أغلب الحالات – يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.. . مثال: التحول الفكري للعديد من قادة الجماعات الجهادية بعد السجن و التعذيب.
..........................منقول بتصريف عن نعومي تشومسكي..
المصارحة بالمرض غالباً صادمة لكنها أفضل طريقة لدفع المريض للعلاج، يبدوأننا حتى في صفحات الشرعية نرقص على إيقاع المخابرات.!!!
لقد تحول نحو نصف المحتوى الإعلامي على صفحاتنا إلى محتوى تافه لا يعدو مجرد تسالي، منشورات تطرح أسألة بلهاء من تحب و من تكره؟، المذيع الفيلاني تنحنح، الممثلة الفلانية فستانها انقطع، عزت العلايلي شخر في فيلم قديم، طفل بثلاثة أرجل؟، تتشل في إيدك يا اللي ما تكتبش الصلاة على النبي، صور السيسي محبوس و مشنوق و مهبول و شحات و رقاص و عريان و نايم و قايم و غاطس و عايم....... و لازال مسلسل الإلهاء مستمراً يمتصون به غضب الشباب في الصور و يمنحونحم انتصارات في العالم الافتراضي بينما يذبحونهم على أرض الواقع، و خلف هذا السيل من توافه المنشورات و الأخبار المعتوهة التي لا قيمة لها تتوارى الحقائق و تختفي الفضائح و تنسى القضية الأم..
الرئيس الشرعي و رموز الثورة تحدد موعد إعدامهم و لا زال ناشرونا سعداء بنشر صورة السيسي بالكمبلزون و ذبحه على الفوتوشوب.!!!
أدركوا حجم المسؤولية و خطورة و أهمية هذه الفترة الحاسمة، و ليسأل كل ناشر نفسه ما هي الرسالة التي وراء هذا المنشور و ما الفائدة من نشره؟؟؟ لا ترقصوا على إيقاع أعدائكم........أفيقوا يرحمكم الله..
وسوم: العدد 702