إيران والتقارب منها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن ما تم تداوله بين الأخوة الكرام
حول إيران والتقارب منها أوالتعامل معها أمر غريب وعجيب من وجهة نظري إن دل فإنما يدل عن غياب الميزان والبوصلة في أن واحدة وبناء عليه أود ان أبين النقاط التالية في
هذا الشأن علها توضح الأمر
أولا: من الناحية الشرعية والإعتقادية فحري بنا أن نتبين عن طريق العلماء الثقات المتخصصين
هل ايران دولة ولاية الفقيه بما تعتمد عليه من معتقدات ومرتكزات إعتقادية شيعية حول القرأن الكريم الذي بين أيدينا وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن الصحابة الكرام أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وعن نظرتهم تجاه المسلمين السنة في العراق وسورية واليمن بل المسلمين السنة داخل ايران !!!!!
وبناء على الفتاوى المتعددة من دولة ولاية الفقيه بإستحلال
دمائهم وأعراضهم وما يجري على أرض الواقع اليوم في سورية والعراق
في بلاد المسلمين ؟ ؟ وهل هم يعتبروننا مسلمين ؟ ؟ حقيقة بناء على معتقداتهم لا تصريحاتهم السياسية والتقية التي يدينون بها
فالجواب هنا إخواني جواب شرعي محدد حري ان يكون بعيد عن العواطف والأمزجة
والجواب أجاب عليه كل العلماء الثقات في الماضي الحاضر المعاصر وأرى ان لا نضيع الوقت بإجتهادات غير متخصصة وتبريرات بعيدة عن علوم العقيدة
مرفق رأي العلامة محمد الحسن الدودو
(لعل لبسا حصل لدى بعض الإخوة بين إيران كدولة و نظام معاد لما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم و مباين للاعتقاد الذي ترك عليه المسلمين من بعده و مجاف للقرآن و السنة اللذان هما أساس هذا الدين و معتمد في مقابل ذلك على الخرافة و الأوهام المناقضة للعقل و الوحي و الفطرة و يحمل روح العداء لهذه الأمة و يتحالف مع أعدائها و يغزو ديارها و يدمر كل ما قدر على تدميره دون مراعاة لإنسانية و لا أخلاق. و بين إيران الشعب الذي ينطق جمهور أفراده بالشهادتين مع ما يقع فيه أكثرهم من ما يناقضهما. فإيران بالمفهوم الأول لا جرم أنها تمثل الكفر كله و العداوة كلها و الإجرام كله. و إيران بالمفهوم الثاني يقال في أفراد الشعب إن الأصل في من نطق بالشهادتين عصم دمه و ماله و عرضه ما لم يعتد و عدم تكفير العوام قبل قيام الحجة عليهم و الله يوفقنا و إياكم لكل خير)
ثانيا: ما هو المشروع السياسي للدولة الإيرانية دولة ولاية الفقيه
وماهي استراتيجيتهم لتصدير الثورة الى دول الجوار والدول العربية والإسلامية وفرض معتقدات ولاية الفقيه على شعوب المنطقة بالقوة وإقامة دولتهم وامبراطوريتهم على أشلائنا وركام بلداننا
فكما كتب في دستور الدولة الإيرانية وكما وضحه إمامهم الخميني وخاميئني الجنرال الهمداني وكما هو مكتوب في كتاب نظرية أم القرى مؤلفه جلال لاريجاني أخو علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني ويدرس اليوم في جامعات طهران وقام بترجمته الى العربية الدكتور نبيل العتوم من مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية
وكما يتم اليوم تدريس الطلاب الإيرانين في كتب التربية والتعليم الإيرانية عن صورة العرب الهمج الذين هدموا الإمبراطورية الفارسية !!!!!! وكما يحدث اليوم بشكل عملي وواقعي في كل من العراق واليمن وسورية
من قتل وداء واستباحة للأعراض وذبح وتقتيل للأطفال ودمار يرافقه تصريحات وتأكيدات من خامئني ومن القيادات الدينية والعسكرية في دولة ولاية الفقيه حيث يؤكدون أن حربهم وجهادهم في هذه الدول هو قتال مع الكفار والمشركين أحفاد يزيد ومعاوية ويجب أن يستمر القتل حتى يبلغ عدد القتلى ألف ألف من الكفار من ذرية زيد ومعاوية ليسرع ويهيء ظهور المهدي المنتظر وللوصول بعدها الى القدس عن طريق حلب فأمل من الأخوة قبل الكلام عن ايران والدفاع عنها أو الهجوم عليها ان يأخذوا بالمنهاج العلمي الذي يحترم العقل وبعدها يصدروا أحكامهم واجتهاداتهم الصائبة إن شاء الله
هذا من ناحية أما الناحية الأخرى أرى أننا أصبحنا أمة وللأسف أمة كلام وتنظير بعيدا عن الواقع ونواميس الكون ولوازم التغيير بل هروبا من الواقع الأليم حيث لا نريد أن نخرج من المستنقع الذي وقعنا فيه
فمن الحري بنا أن نأخذ بأسباب القوة
بكل جوانبها ومعانيها بالعمل والسلوك والواقع لا بالكلام فقط والتنظير فما وصلت إليه أمتنا ودولنا من مراتب الضعف والهوان أغرى بنا هرتزل وهنري كامبل وسايكس بيكو وبلفور وبرنارد لويس وبريجينسكي وهنري كسينغر وشاه ايران وخميني وخامئني و قاسمي وبوش وأوباما وترامب !!!
كيف لا ونحن أمة ضعيفة مشتتة
إرتضت اليوم أن تكون ذليلة مستعبدة يعربد في أرجائها صهيوني لئيم وصليبي حاقد وايراني رافضي خسيس متأمر على أمتنا عبر التاريخ يطعنها من الخلف بخنجره المسموم الحاقد
والذي أتمناه من المدافعين عنه أن يذكروا لي معركة واحدة خاضتها ايران لنشر الإسلام في بلد غير مسلم
أو أن يذكروني ببلد غير مسلم فتحته هؤلاء الروافض ؟ ؟ ؟
سنبقى على هذا الحال ما لم ننهض
ونأخذ بأسباب القوة كلها وهي تبدأ من النية الصادقة وإرادة التغيير الذاتية والإعتماد بعد الله على أنفسنا وما نملك من الإمكانيات البشرية والموارد الإقتصادية والرصيد الحضاري من القيم والثقافة ورفض العبودية وإحياء فريضة الجهاد وأخواتها المكملات لها وعندها يحق لنا بل من الضروري أن نبادر الى رسم ومشاركة العالم بمستقبله بل نحن من يرسم التقاطعات في المصالح مع الإيراني و الصليبي ويبادر الى ايجاد العلاقات بأنواعها مع الصديق والعدو
وسوم: العدد 708