نحو استراتيجية جديدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

لقد وصلني الفيديو أعلاه من عدة جهات فلفت انتباهي مشهد سفيرة الكيان الصهيوني( إليزا بن نون)

 في لقائها مع    طلاب كلية العلوم السياسية في جامعة  رين في فرنسا يوم 30 مارس 2017

 فأكد لدي كثير من القناعات التي دافعت عنها عبر أربعة عقود من الزمن انه لأمر مفرح ومليء بالأمل والتجربة عسى ان نبادر الى تغير مفهوم الأكثرية منا  بأن الشعوب الأوربية ليست عدوة لنا ولكن للأسف نحن قصرنا بإيصال قضايانا وشرح حقوقنا المسلوبة الى الشعوب  الحرة بشكل عام  وتركنا ألات التزييف والكذب والخداع  والإجرام هي من يقدمنا ويعرف الناس  بنا  عبر مكنة الإعلام الرهيبة المزيفة للحقائق والتي يحسن  إستخدامها  القتلة المجرمين وللأسف سلمنا  ورضينا بذلك وأصبحنا نحاول أن ندفع عن أنفسنا ما يلصق بنا وبحضارتنا وبعقيدتنا وبقيمنا من تهم لا تبت لنا بصلة بل هي من صفات هؤلاء القتلة والمزورين للحقيقة   بيدهم القلم وألة الإعلام والإمكانيات

   فالمدافع عادة موقفه ضعيف  مهزوم مقهور وخاصة 

في المعركة الغير متكافئة  والتي تديرها اليوم كل هذه القوى الشريرة مجتمعة وقد حددت مسبقا الزمان والمكان للمنازلة

 إن ما تشاهدونه في الفيديو اعلاه  حول القضية الفلسطينية وقضايانا العادلة هو درس عملي للإستفادة منه  ومما هو متاح من وسائل وامكانيات ومؤسسات في الغرب اضف الى تفعيل  العلاقات  والإستفادة من  

قيم الغرب نفسه لتسويق قضايانا  ومشاركين أحرار العالم في الدفاع عن الإنسان وقيمه 

  المطلوب منا اليوم  ان نتعلم كيف نبادر  وكيف علينا ان لا نستسلم للمجرمين وتجار الحروب وأذنابهم مهما تحالفوا علينا  فمنذ عام  1819 وهو تاريخ أول مؤتمر اجرامي بحق

الحرية والإنسانية  وهو تاريخ مؤتمر

هرتزل مع المنظمات اليهودية والصليبية الصهيونية والداعي الى تفكيك الخلافة العثمانية أنذاك  وإزالتها من الوجود  وتقاسمها بين الوحوش الكاسرة والدول المتأمرة ومن ثم سلب فلسطين وتسليمها الى اليهود وقتل  وتشريد أهلها الأصليين

ولتنفيذ بنود هذا المؤتمر الإستراتيجي  فقد تابع  وأكمل  مقراراته رئيس وزراء بريطانيا هنري كمبل من خلال مؤتمرات استمرت عامين من 1905 الى عام 1907  مع سبعة من ملوك وحكام من أوربا

( بريطانيا وفرنسا و هولاندا وأسبانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال )  تمخضت وخرجت بوثيقة إجرامية بحق الإنسانية  والعرب والمسلمين  تقضي بتقسيم العالم العربي الى دويلات وكنتونات ذات بعد عرقي وديني وإبقاء شعوبها جاهلة متخلفة متناحرة لبقاء سيادة  الحضارة الأوربية بل سيادة الرجل الأبيض  ذو السلوك العدواني المسعور  لتبقى هذه   السيطرة اللا إنسانية والغير أخلاقية  فسميت هذه الوثيقة التي بإسم

( وثيقة هنري كامبل بانرمان) والتي قام على اساسها

 اتفاقية سايكس بيكو 1916

ومن ثم وثيقة وعد بلفور عام 1917

وعندما  انتقلت القوة  وريادة الغرب  الى أمريكا وبادرت  بريطانيا في التنازل الى أمريكا في ادارة حكم الشرق الأوسط عام 1947  اقامت أمريكا سياستها بالتوافق مع بريطانيا والغرب حسب ما يروية أحد مؤسسي وكالة الإستخبارات الأمريكية السيد  مايلز كوبلاند في مذكراته (حيث يقول  ان سياسة أمريكا في الشرق الأوسط وأفريقيا تقوم على دعامتين أساسيتين الأولى أن الحلال والحرام والعيب  ليس لها مكان في سياستنا  وانما مكانهما في  الكنيسة أما الدعامة الثانية 

 اذا اقتضت مصلحتنا أن نضحي بدولة حليفة أو رئيس حليف فلا غضاضة ولا بأس في ذلك ) من لا يستحضر هذه المنطلقات والأساسيات في النهج السياسي الأمريكي والغربي لن يستطيع أن يفهم ما الذي يحدث ؟ ؟ ؟ انقلابات عسكرية تطيح بحكومات ديمقراطية 

وصلت الى الحكم عن طريق ارادة الشعب  فالغريب ان بإعتقادهم ان هذه الشعوب يجب أن تبقى جاهلة وجائعة  ومن هنا  هذه الإنقلابات بإنقلاب  حسني الزعيم في سورية على أول حكومة ديمقراطية نبتت في الوطن العربي في التاريخ الحديث  وأشرف على هذا الإنقلاب الظالم  مايلز كوبلاند بنفسه وهكذا استمرت الإنقلابات حتى يومنا هذا    فكان أخرها انقلاب السيسي  ومحاولة انقلاب تركيا الفاشلة، 

دول تفكك وتدمر وتهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وملايين من القتلى والجرحى من النساء ولأطفال ولشيوخ تذبح كالنعاج او تقتل بالغازات كالحشرات  أو تعبر الحدود 

لتركب البحر  هربا من الموت ويا لها من مأسي  على مرأى ومسمع من دعاة الحرية وتجار الديمقراطية وتجار الحروب   بل بمشاركة ايران دولة ولاية الفقيه  الشريك الإستراتيجي فيما يحدث في منطقتنا اليوم ..... 

 كل هذا أمر طبيعي 

في سياسة أمريكا والغرب بناء على مايحدث من اجرام وابادات جماعية وتغيير ديمغرافي وعقائدي في كل من العراق وسورية وفلسطين واليمن

وغيرها  فما ذكره مايلز كوبلاند!!! في مذكراته هو الحقيقة والواقع 

لايوجد حلال أو حرام أو عيب

ولإكمال المشهد الذي نحن بصدده

  هاجر اليهودي المتخصص في التاريخ الإسلامي برناد لويس من بريطانيا الى أمريكا عام 1974 ليصبح الأب الروحي للمحافظين الجدد أمثال رامسفلد وبوش الأب وبوش الأبن وديك شيني وولتر وبريجنسكي حيث كان الأخير مستشارا للأمن القومي في عهد الرئيس كارتر 1977  فصاغا سوية وثيقة سميت بإسمهما وهي امتداد وتكملة لوثيقة هنري كامبل تضمنت التأكيد على الإستمرار في تفكيك العالم العربي والإسلامي الى كانتونات ودويلات ذات بعد عرقي 

وديني والبقاء على هذه الدول وشعوبها  متخلفة وجاهلة 

ومتناحرة فيما بينها حيث تم اعتماد

هذه الوثيقة مجددا في عهد بريجينسكي لتكون الوثيقة السرية الإستراتيجيةللكونغرس الأمريكي  والتي تحكم اليوم  سياسة أمريكا والغرب في البلاد العربية والإسلامية 

بغض النظر  من هو الرئيس جمهوري أو ديمقراطي  فهناك ثوابت تقوم عليها المؤسسات الحاكمة

في أواخر السبعينات برنارد لويس 

مع بريجنسكي رسما خارطة الصراع في المنطقة وبناء عليه تم  التنسيق مع فرنسا لإخراج خميني وأعوانه  من ايران الى ضواحي باريس ليتم تهيأتهم وتحضيرهم بل  واعدادهم ليقودوا  جزء من المرحلة التي نعيشها اليوم فهذه الحقائق والتحديات التي أمامنا اليوم  ليست قدرا علينا أيها الغيورين يا أبناء هذه الأمة بل إنني أصر وأؤكد أن  ألية التغيير بأيدينا وبصدق إيماننا بحقنا  وسعينا  للحياة الحرة الكريمة  وهذا لابد له من ايجاد ارادة التغيير في نفوسنا  وفرضها واقعا  على من استباح بلادنا ودمائنا  وهذا يحتاج الى رؤية وأدوات وأليات  معاصرة لإنتزاع الحرية والكرامة والسيادة وإجبار المتجبر والمعتدي للتعاطي مع الواقع الذي سيفرض على الأرض والمبادرة التي يفرضها من هم أهل  الحق والميدان وبناء عليه لابد من سلوك هذا الطريق والنهج  والتعامل معه من خلال معادلات وثوابت جديدة تحتم  ايجاد تقاطع المصالح المتبادلة