حول جريمة قصف المدارس وقتل الأطفال
من يقتل أطفالنا في مدارسهم ؟!
زهير سالم*
المدارس كما المستشفيات كما المساجد كما الأفران كما كل التجمعات السكنية أهداف استراتيجية لمجرم الحرب القاتل بشار الأسد ، الذي لم يعد من الحق أن يستغرب عاقل جاد منه شيء أو أن يستنكر عليه شيء ..
بالأمس 29 / 4 / 2014 كان الهجوم على أطفال مدرسة شرعية في حي الشاغور في دمشق ، واليوم 30 / 4 / 2014 استرسل المجرم في متعته بقتل المزيد من الأطفال بقصف جوي على مدرسة ابتدائية في حلب . مدرسة تحمل اسم عين جالوت ، كم يكره أعداء تاريخ هذه الأمة القادسية واليرموك وحطين وعين جالوت والزلاقة وملاذكرد ..؟!
راح ضحية الجريمة المنكرة المستهترة المتحدية المعلنة أكثر من ثلاثين طفلا في سن العاشرة بل دونها أو فوقها بقليل . لم يعد يجدينا شيئا ا أن يتساءل المتسائلون من ارتكب الجريمة فقد قطع المجرم الشك باليقين ليقول للعالم أجمع متحديا ومستهترا أنا قتلتهم وعلى متن طائرة روسية وبصاروخ فراغي روسي وأنا ذاهب إلى رئاسة الجمهورية ، وبعدها إلى استئصال الملايين من السوريين وأنتم أيها الأصدقاء الحلفاء أعلى ما في خيلكم تركبون ..
بالنسبة إلينا نحن السوريين ومع تمنياتنا السلامة لكل أطفال العالم ، لم نعد نعتقد أن قاتل أطفالنا في مدارسهم أو وهم يحتضنون رغيف خبزهم ، هو المجرم النازي الفاشي بشار الأسد ؛ وإنما غدا واضحا لدينا وبما لا يقبل اي نوع من الشك أن قاتل أطفالنا الحقيقي هو بان كيمون بوصفه الأمين العام للمؤسسة الأولى في العالم المسئولة عن حماية السلم والأمن الدوليين وعن سلامة المدنيين وحماية حياتهم ولاسيما الحلقات الأضعف في مجتمعات الصراع ( الأطفال والنساء ) ..
قاتل أطفالنا على الحقيقة هم قادة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن حماة القانون الدولي والمسئولون المباشرون عن صيانته ووضعه موضع التنفيذ ..
قاتل أطفالنا بكل وسائل القتل هم كل هذه المنظمات التي تدعى زورا وبهتانا بالإنسانية ، وفي مقدمة هذه المنظمات منظمة اليونسيف المسئولة أصلا عن رعاية الطفولة وقبل رعايتها حمايتها من القتل والوأد والتجويع والتعذيب ..
قاتل أطفالنا بحق هم كل هؤلاء الملهوفين الذين استبدوا بقرار الثورة السورية والمعارضة السورية ثم تفرغوا لاجترار عجزهم وضعفهم وتنازعهم . ثلاث سنوات ولم تهدهم عقولهم المشحوذة ليفتك بعضهم ببعض إلى آليات نظرية وعملية لإجبار المجرم عن وقف جريمته ، ودفع الشركاء إلى المبادرة للأخذ على يده . وما أقرب ذلك إلى متناول أيديهم لو أرادوا ..
ستطرد قوافل الشهداء واحدة تلو الأخرى من الأطفال والنساء والمستضعفين من الرجال مادام المجتمع الدولي في عطالته المقصودة ومادامت قيادة المعارضة السورية في شللها الفكري وعجزها العضوي الذي تفرح به وتؤثر أن تعيش فيه . وسيدفع شعبنا وتدفع ثورتنا المزيد والمزيد ثمنا لتوحش المجرم ولامبالاة أدعياء الإنسانية والمزيد المزيد ثمن لعجز المستبدين بالقرار المنفردين به ..
رحم الله الشهداء ، وجبر كسر قلوب أهليهم ، وسكب السكينة والسلوان في قلوب الأمهات والآباء والأخوة والأخوات ..
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية