إذا جادلتك زوجتك اذهب إلى فراشك
اختلف الزوجان، وهما يتناولان طعام العشاء، حول موضوع لا صلة له بحياتهما، وكاد نزاع يقع بينهما؛ لولا قول الرجل لزوجته: دعينا نؤجِّل بحث ذلك إلى الغد؟ أُحسّ بنعاس شديد.
ردّت زوجته: تريد أن تهرب؟!
ابتسم وقال: غداً يا حبيبتي نتابع حوارنا بإذن الله، تصبحين على خير.
هذا زوج حكيم، أدرك أن جدالاً لافائدة منه قد يتطور إلى شجار حاد مع زوجته، فانسحب بلطف ورفق مُطيعاً للنبي «صلى الله عليه وسلم» الذي حثَّنا على ترك الجدال وإن كنا على حق: «أنا زعيمُ بيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقاً». حديث حسن- صحيح الجامع1464 .
حتى الدراسات العلميّة تُشير إلى أن التوقف عن مشكلة أُثيرت والذهاب إلى النوم هو خير حلٍّ لها.
فقد أكدت دراسة أميركية أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا أن الأحلام التي يراها النائم تزوّده بعلاج نفسي وعصبي للذكريات والأحداث السيئة والمؤلمة التي وقعت قبل النوم مباشرة.
ذكَر الباحثون أن الإنسان حين يستسلم للنوم ويبدأ يحلُم؛ يتعطل لديه النظام المسؤول عن التوتر والضغط العصبي في مخِّه.
وأضافوا أنه بعد إجراء مسح بأشعة الرنين المغناطيسي على خلايا المخ تبيَّن أن أداء المركز المتحكم في المشاعر والأحاسيس يقِلّ تدريجياً بعد النوم مباشرة، ويستمر التحسُّن بمرور الوقت وأَخْذِ النائم قسطاً كافياً من الراحة والنوم.
فيا أيها الزوجان الغاليان توقفا عن أي جدال يثور بينكما، وتوجَّها إلى فراشكما، ولاتنسيا أذكار ما قبل النوم: (اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لاملجأ ولامنجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت). صحيح البخاري.
وقال «صلى الله عليه وسلم»: (باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك أرفعه، إن أمسكت روحي فارحمها ، وإن أرسلتها فاخصها بما تخص به عبادك الصالحين). متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوِّذات ومسح بها جسده). متفق عليه.
هكذا ينجح الزوجان، بتوفيق الله، في منع أي خلاف يقع بينهما من أن يتطوّر إلى جدال قد يُنغِّص عليهما ليلتهما، ويحرمهما هناءة نومهما.
وسوم: العدد 718