ماذا تريد أمريكا ، من سورية ، ومن عربها ، ومن كردها !؟
تريد محاربة داعش !؟ حسناً : أليست هي صانعة داعش ، باعترافاتٍ عدد ، من كبارساستها !؟ فهل صنعتها ، لتحاربها بالأكراد ، ولا شيء ، بَعد ذلك !؟
إذا صحّ هذا ، فهو يذكّرنا بالطرفة القديمة :
رأى الملك ووزيرُه ، سراجاً يضيء في الصحراء ، فوق كومة أحجار، ولا أحد حوله .. فسأل الملك الوزير : لمَ هذا السراج !؟
قال الوزير: ليضيء على الأحجار !
قال الملك : ولمَ الأحجار !؟
قال الوزير: لتحملَ السراج !
فإذا لم تقف أمريكا ، عند حدود هذه الطرفة ، فماذا تريد ، تحديداً ، من سورية وأكرادها !؟
قد يقال:
أمريكا إمبراطورية عظمى ، لها مصالح ، في أنحاء العالم ، ومنها سورية !
ويظلّ السؤال قائماً : مامصالحها ، في سورية !؟
هل تنوي احتلالها ؛ وقد مضى زمن الاحتلالات !؟
هل تنوي إبادة شعبها، كما أبادت الهنود الحمر- في بداية تأسيسها- وساستُها يُعلنون، أنهم يشفقون على الشعب السوري ، الذي يتعرّض للإبادة ، على أيدي حكّامه، والفرس ، والروس.. ومرتزقة الشيعة ، من أنحاء العالم !؟
هل تريد النفط السوري ، ولديها ، من نفطها ، ونفط حلفائها العرب- الذي تأخذه، وتصادر، بأوهى الحجج ، أثمانه المودعة في بنوكها – وغيرهم ، مايغرق العالم ، أو يحرقه !؟
هل تريد مناكفة الروس والفرس ، وهي تراهم يعربدون ، في سورية ، فتمارس حقها في العريدة ، بصفتها إمبراطورية عظمى ، وتساومهم على أشياء أخرى ، في مناطق مختلفة ، من الكرة الأرضية !؟
وإذا كان الكرد - في سورية وغيرها – أكاريدَ ، يرفض أكثرُها ، شعارات المجموعات المتطرّفة ، ومتاجراتها بالقضية الكردية .. والعربُ - في سورية وغيرها- أعاريب ، أكثرها مسالم مضطهَد .. فلمَ تصرّ أمريكا ، على أن تسلط مجموعات متطرّفة ، من كرد سورية - اختطفت قضيّة الأكراد السوريين، وصارت تتاجر بها - ، تسلطها على عربها، بحجّة محاربة داعش، بينما مقاتلو العرب ، المقيمون في مناطق احتلال داعش ، قادرون ، على قهر داعش ، ومن لفّ لفها ، حتى بلا مؤازرة من أحد.. فإذا آزرتهم تركيا، حليفة أمريكا في الناتو، قضَوا على داعش، بأيام قليلة !؟
فهل يمكن ، أن يكون احتضان أمريكا ، لكرد سورية ، وتمويلهم وتسليحُهم ، مناكفة لتركيا ، ذاتها ، حليفتهم في الناتو، التي ترى مطامح الكرد ، أخطر عليها ، وعلى أمنها القومي ، من داعش : الدمية الدامية الشرسة ، التي نبتت نباتاً شيطانياً ، بزراعة أمريكية ، في مناطق عدّة ، من العالم ، والتي يَسهل اقتلاعها، بمجرّد كفّ أمريكا، عن دعمها الظاهر الخفيّ ، لها، بصناعة المناخات المناسبة ، لنموّها وتمددها !؟
وإذا كانت أمريكا ، تريد تقسيم سورية ، عبر الكرد ، فهل لها ، هي ، ذاتها ، مصلحة حقيقية ، في هذا !؟ أم المصلحة ، في هذا ، هي لجارة سورية : إسرائيل !؟
أسئلة شتّى ، لانعرف إجاباتها ، الموزّعة ، في دوائر صنع القرارالأمريكي ، بين: البيت الأبيض ، والبنتاغون ، والسي آي أيه .. الخاضعة ، كلها ، لضغوط اللوبيات المتنوّعة ، مثل : آيباك ، وبارونات صناعة الأسلحة ، المتغلغلين ، في المؤسّسات العليا الأمريكية !
وسوم: العدد 719