أحترم حرّيته في الإلحاد ، ولا يحترم حرّيتي في الإيمان .. فلماذا !؟
( أحترم حرّيته ، واختياراته في الحياة ، ومنها: عقيدته ، وعباداته ، وشكل لباسه ، ولباس أهله.. ولو لم أتفق معه ، في شيء منها ! لكنه لا يحترم شيئاً ، من ذلك ، عندي.. فلماذا !؟ ) .
1) لماذا أحترم حرّيته في الإلحاد !؟
أحترم حرّيته في الإلحاد ، لأنه اختار أن يكون ملحداً ! ومِن صميم حرّية الإنسان ، أن يَحقّ له اختيار طريقه ، إلى الإيمان ، أو إلى الكفر! ولو أجبِر، على أحدهما، لَما كان له فضل ، في إيمانه ، إذا آمَن.. ولا قامت عليه حجّة ، بكفره ، إذا كفر!
وأحترم حرّيته في الإلحاد، لأن الله الذي أومن به ، وبنبيّه الذي أتبعه..أمَر نبيّه ، أن يقف ، عند مهمّة التذكير، فقال له : ( فذكّر إنّما أنتَ مذكِّر. لستَ عليهمْ بمسَيطر) .. فإذا كان النبيّ ، المرسل من الله ، لايحقّ له ، أن يسيطر على الناس ، فغيره من باب أولى !
وأحترم حرّيته في الإلحاد، لأن الله ، أنزل على نبيّه ، الذي أتّبعه ، الآية الكريمة : ( لا إكراهَ في الدينِ قدْ تَبيّنَ الرشْد مِن الغَيّ ) .
وأحترم حرّيته في الإلحاد ، لأن الذي خلقه وخلقني ، ترك الإيمان والكفر، رهناً بمشيئة الإنسان نفسه .. فقال : ( فمَن شاءَ فليؤمنْ ومَن شاءَ فليكفر).
وأحترم حرّيته في الإلحاد ، لأن الله ، خالقَ الخلق ، قال لنبيّه : (ولو شاءَ ربّكَ لجَعلَ الناسَ أمّةً واحدة أفأنتَ تُكره الناسَ حتّى يكونوا مؤمنين ) .
2) لماذا لايحترم حرّيتي في الإيمان !؟
من الأسباب التي عرفتها، مايلي: ( وأذكّر، هنا، بأن الذي أتحدّث عنه ، إنّما هو نمط ، يشمل نماذج شتّى من الناس ، ولكلّ نموذج أسبابه ، التي قد لا تكون هي أسباب النموذج الآخر. فمَن وجَد أسباباً لا تنطبق عليه ، فلا يَعجلْ بنفيها ، لأنها لنموذج آخر، غيرِه !) .
الإيمان الديني ، عامّة ، يدعو الناس إلى أخلاق سامية ، تَضبط أقوالهم وأفعالهم .. وهذا النمط من الناس ، لا يحبّ أن ينضبط بأيّ قيد ، من أيّ نوع ! ولذا ؛ يَكره الإيمان وقيودَه ، ويَكره المؤمنين ، الذين يقيّدون أنفسهم بها ! وتدفعه نفسه الحاقدة ، إلى توجيه الشتائم إلى المؤمنين ، دون أن تكون لديه قدرة ، نفسية أو عقلية .. على ضبط انفعالاته الحاقدة ، وصبّها في إطار حضاري مهذّب !
الجهل المركّب ، وهو الجهل الذي يسيطر، على عقل صاحبه ، تماماً، ويجعله يحسب ، من شدّة جهله ، أنه أعلم الخلق ، وأقواهم تفكيراً !
العُقد النفسية المدمّرة ، التي تدفع المرء إلى التظاهر، بأيّ شيء يحسبه يَرفع من شأنه ، حتى لوكان مؤذياً له ، أو مدمّراً لعقله ، ولمكانته بين الناس .. بما في ذلك الاعتداء ، على مقدّسات الناس ، والسخرية من اختياراتهم : الفكرية والعقَدية !
( ولن أتحدّث ، هنا ، عن أصحاب العقائد الدينية المختلفة ، التي يرى معتنقوها ، كلّ من يؤمن بغيرها: ضالاً، أو منحرفاً.. ويظهرون له ، العداء والاحتقار! فالحديث ، هنا، منصبّ على الملاحدة ، من المحسوبين على سائر الملل ، الإسلامية.. وغيرها ، داخل البلاد الإسلامية ، وخارجها ! ) .
وكلّ يَعمل على شاكِلتِه !
وسوم: العدد 720