كيف أكسب مودة والدة زوجي ورضاها ؟
استشارة
السؤال :
أقيم مع زوجي في بيت أهله ، حيث والدته وشقيقتاه ، وخلافاتي معهن لا تهدأ قليلاً حتى تثور من جديد . طلبت من زوجي أن نترك بيت أهله لنقيم في بيت مستقل فرفض ذلك قائلاً : وأمي وأختـاي لمن أتركهن ؟ ليس لهن بعد الله غيري ! حاولت أن أصبّر نفسي لكنني أخفقت .. وإن كنت أنجح أحياناً . زوجي ينحاز إلى والدته دائماً ، أما إذا كان خلافي مع شقيقتيه فإنه يقف ضدنا جميعاً .. أي ضدي وضد شقيقتيه . ما يهمني أن ترشدني إلى ما يمكن أن أفعله لأكسب مودة والدة زوجي .
الجواب :
هذه واحدة من حالات أخرى كثيرة تشتكي فيها الزوجة معاناتها من إقامتها مع أهل زوجها ، فماذا أقول لهذه وغيرها ؟
لا بد أن أثني على اهتمامك وحرصك على كسب مودة والدة زوجك ، وهذا هو السبيل الأفضل لتوفير حياة هادئة مستقرة في هذا البيت الذي يجتمع فيه رجل وأربع نساء قريبات له هن أمه وزوجته وشقيقتاه .
وأرجو أن تقدري حال زوجك الذي يحمل واجبات كثيرة تجاه أمه التي أوصاه الله تعالى بها في آيات عدة في القرآن الكريم ، ونبيه صلى الله عليه وسلم في أحاديث شريفة كثيرة . وكذلك واجباته تجاه شقيقتيه ، وواجباته تجاهك أنت .. زوجته .
وهذا التقدير لحال زوجك يقتضي منك أن تكوني عوناً له لا عوناً عليه ، وذلك بأن توصيه أنت بأمه وأختيه ، وتذكريه بما لهن من حقوق عليه ، فإذا فعلت هذا كسبت رضاء ربك عنك ، ثم رضاء زوجك ، بل حتى رضاء والدته وأختيه .
ومما يعينك على هذا :
- استحضري أنك ستكونين أماً – ولعلك الآن أم – وسيكبر أبناؤك ويتزوجون ؛ فهل ترضين أن ينصرفوا إلى زوجاتهم وينسوا ما قدمته لهم من حب ورعاية وتربية حتى كبروا وصاروا رجالاً ..؟
وقولي لنفسك : سأعينه على بر أمه والإحسان إليها كما أحب أن يبرني أبنائي ويحسنوا إليَّ .
- اشتري لوالدة زوجك بين وقت وآخر هدية وقدميها لها مع عبارة تحمل مودتك لها وتعبر عن تقديرك لما تقدمه من نصح وتوجيه .
- لا تترددي في استشارتها في بعض ما تقومين به لتشعريها أنك تتعلمين منها وأنك لا تستغنين عن خبرتها في الحياة . كأن تسأليها عن الأسلوب الأمثل لتعليم أطفالك وتربيتهم ، أو طريقة طبخ طعام ما .
- أثني على تربيتـها ابنها ، يعني زوجك ، وقدّري لها ما بذلته من تضحيات حتى صار رجلاً . وقولي لها إن زواجك من ابنها أعظم هدية منها لك .
- أثني عليها أيضاً في غيابها أمام ابنك الذي لن يتردد في أن ينقل إلى أمه ثناءك عليها .
- كوني واثقة أن كل صبر تصبرينه من أجل فعل ما سبق تؤجرين عليه وتثابين ، وهو من حسن تبعلك لزوجك .
ثم لا بد من كلمة لزوجك ، ولكل زوج يشبه حاله حال زوجك ؛ كلمة أقول له فيها : أعن زوجتك على الإحسان إلى أمك بتقديرك ما تفعله من خير وما تقوله من كلام طيـب لها ، وبـشّرها دائماً ، وكرر شكرك لها وامتنانك لما تقوم به ، وعبّر عن رضاك عنها مذكراً إياها بأن هذا الرضا يدخلها من أي أبواب الجنة الثمانية شاءت .
وسوم: العدد 721