معركة درعا التي سيذكرها التاريخ
من درعا خرجت الثورة وإليها تعود. لقد استنهض أحرارُ سوريا أبطالَ حوران، وما كان لأبطالها إذا استُنهضوا إلا أن ينهضوا ملبّين، ويلٌ للنظام إذا زأرت أسودُ حوران.
ربما كانت معركةُ "الموت ولا المذلة" (التي دخلت أمس شهرَها الخامس) أطولَ معارك الثورة وأكثرَها صموداً حتى اليوم، وربما كان قصفُ درعا بالبراميل والصواريخ والقذائف أكثفَ قصف تتعرض له منطقة بهذه المساحة الصغيرة منذ بداية الثورة.
إن درعا تتعرض اليوم لأضخم وأشرس حملة عسكرية منذ أيام حلب، تشارك فيها حشودٌ هائلة من قوات النظام وحلفائه من المليشيات الطائفية الرافضية بدعم جوي روسي وحشي غير مسبوق، وما يزال أبطال درعا صامدين صمود الجبال، مستمرين في معركتهم مصرّين على القتال، لا يُقيلون ولا يَستقيلون.
إنها معركة سينقل أخبارَها الأجدادُ للأحفاد وسوف يقرأ أهلُ سوريا غداً أخبارَها في كتب التاريخ. سيقرؤون أن درعا هي أصل الثورة وأول من فجّرها، وأن عبودية نصف قرن انتهت بثورةٍ أوقدَ أهل حوران نارها وغذّوها بالتضحيات.
وسوم: العدد 725