الانتحار الذاتي
استقبل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الامير عبد الله بن علي بن عبد الله بن جاسم ال ثاني من سلالة الاسرة الحاكمة القطرية وبشكل مفاجيء ليعلن على يديه فتح الطريق امام الحجاج القطريين والمقيمين على ارض قطر مع مكرمة ملكية بتأدية مناسك الحج على حساب خادم الحرمين الشرفين وهي بادرة اعتبرها شخصياً غير ودية بل مسيئة لأهل قطر لان الحاج القطري بأنفته لايرضى ذلك . فهو لايقصر على نفسه ومن ماله الخاص مصاريف الحج بل هو اكثر الحجاج صرفا وبذخاً على حجته .
ولكن المفاجأة الاخرى كانت بترتيب لقاء سري بين الضيف وبين الملك سلمان في المغرب اثناء قضاء الملك إجازته في طنجه .
هذه الخطوة الغير مسبوقة في تاريخ العلاقات الخليجية قد تشعل حرب داحس والغبرا ولكن بطريقة جهنمية لا اثر فيها لقبضة رمل في عيون داحس ولا اثر فيها لسيف او رمح فهذه أسلحة الماضي و قد يتدخل بها حلفاء لكل طرف لتأكل الأخضر واليابس والغاز والبترول .ثم ينتهي امر الخليج كنجم استهلك وقوده فانهار على نفسه بفعل الجاذبية ليتحول الى ثقب اسود .
اكتب هذه المقالة وخوفي على مستقبل امة عريقة سيضيعها حكامها.
فماذا لو اتخذت قطر خطوة مماثلة وقامت باستقبال شخصيات عديدة من الاسرة الحاكمة السعودية المعارضة لسياسة الملك سلمان وابنه الامير محمد وما أكثرهم اليوم ؟ بل وما اكثر المعارضين السعوديين التواقين لاي دعم قد تستغله قطر عملا بسياسة وحده بوحده والبادي اظلم !
اعزائي القراء
مايفعله الخليج بنفسه هو انتحار بكل معنى الكلمة المحرك الرئيسي له هو ترمب وإسرائيل
انهم عرب لا تقرأ لا التاريخ ولا الحاضر ولا تتنبأ بالمستقبل.
ان طمع ابو ظبي بقطر وطمع السعودية بقطر هو طمع مادي فقط بعد ان صرفت الدولتان أموالهما على المتع الشخصية والمؤامرات وحروب امريكا وإسرائيل في المنطقة . فقناة الجزيرة لم تغير سياستها منذ ان تم تأسيسها وقطر شاركت في كل مشاريع السعودية حتى انها دفعت نسبة عالية من تكاليف التحالف العربي في اليمن ، ولم تغدر بالسعودية في هذه الحرب كما يفعل حكام ابو ظبي جهارا ونهاراً في اليمن بل اكثر من ذلك فقد وظفت ابو ظبي نفسها الناطق الرسمي باسم السعودية دون خجل او حياء .
اليوم ..ايران تسن أسنانها للقفز على ارض الجزيرة العربية بفعل هذه المؤامرة
وتركيا لن تسكت عن المؤامرة بحكم وجودها العسكري هناك وبحكم مصالحها التي تتعرض لمؤامرة من نوع اخر .
والاسد (سيزبلط) بفعل هذه المؤامرة...
والتحالفات قد تتغير
ومن كان عدوا لدولة ما في المنطقة سيُصبِح حليفاً لها ، وامريكا لم تصدق مع الخليج مرة واحدة. واذا كان حكام الخليج يظنون ان ترمب هو حليف لهم فانهم يعيشون في عالم وهمي اخر ، وإسرائيل ستتمركز داخل الجزيرة العربية وفِي مواقع الثروة البترولية بحجة الدفاع عن السعودية وسيعلن البرزاني انفصاله وستأخذ امريكا راحتها في شمال سوريا وسيأخذ الروس راحتهم في الساحل السوري ..
وسيشحذ السيسي من الجميع عن كل تصريح احمق أجوف وسيلقى من يدفع له .
كل ذلك بفضل مؤامرة العرب على انفسهم ينطبق عليها المثل العربي : يداك أوكتا وفوك نفخ ..
واخيراً..العبرة من التاريخ
رحل الامير ابو عبد الله الصغير على فرسه مع صحبه ملقياً نظرة الوداع على عاصمة ملكه غرناطه ببيوتها البيضاء الأنيقة بينما والدته توقف راحلتها قرب فرس ابنها لتقول له بعيون دامعة : ابك يا بني كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال ...
لقد سقطت غرناطه.
فهل من صدمة تعيد لحكام العرب وعيهم ؟؟
وسوم: العدد 734