السّلفيّة الصحيحة والسّلفيّة الحزبيّة الضّيقة..
حينما نقول الانتماء إلى السّلف الصّالح نحن نقول انتماء إلى منهج تنوّعت فيه الآراء، تعدّدت فيه الأفكار، اختلفت فيه بعض المسائل.
هذا الانتماء فيه:
رُخَصُ ابن عبّاس.
فيه عزائم ابن عمر.
فيه فقه أبي حنيفة.
فيه أثريّة ابن حنبل.
فيه مقاصديّة الّشّاطبي.
فيه ظاهريّة ابن حزم فيه.
فيه رقائق الإمام الجنيد.
فيه اجتهاد أبي حامد الغزالي.
وكلّهم من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) مُلتَمِس .. غَرْفَاً من البحر أو رَشْفَاً من الدِّيَم.
لذلك فلا ينبغي أن نجعل لاجتهادات بعض الأئمة أو بعض الأشخاص من الأقدمين عنوانا للانتماء إلى السّلف الصّالح، ثم نطرح بقيّة الرّؤى وتنوّع الأفكار باعتبارها خارج إطار هذه السّلفيّة فهذا لون من الحزبيّة السّلفيّة الضّيقة الذي ضيّق ما كان واسعاً عند سلفنا الصّالح.
ولذلك كانوا يقولون: {إجماعهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة} فاعتبروا أن الاختلاف في الفروع مظهر من مظاهر الرّحمة وهذا من التّوسعة التي جاءت بها شريعة الإسلام.
وسوم: العدد 735