الإسلام السياسي
القول بمصطلح (إسلام سياسي) يستدعي بأن هناك مصطلح (إسلام غير سياسي).فدعونا نتساءل:ما معنى إسلام سياسيي ؟والإجابة عن هذه التساؤل يتطلب أن نسألَ ما معنى السياسةِ ؟السياسةُ في اللغة مشتقةٌ من فعل (سَاسَ)وتصريفه اللغوي(سَاسَ،يَسوسُ،سُسْ،سِياسةً،فهو سَائِسٌ،والمفعول منه مَسوسٌ).وسَاسَ النَّاسَ:(حَكَمهم،وتولّى قِيادتَهم وإدارةَ شُؤونِهم وعني بأمورهِم).وسَاسَ الأمورَ) دبَّرها وقامَ بإصلاحِها)..والإسلام جاء ليسوسَ حياةَ الناسِ ويُصرِّفَ شؤونَهم بالعدل لقوله تعالى"فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ"ولقوله سبحانه"وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ"ولقوله جلَّ شأنه"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ"ولقوله تباركت أسماؤه"أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ"وبعد..فإن هذه الآيات وغيرها الكثير يؤكد أن السياسة من مقاصد نهج الإسلام وسبيله لإقامة الحياة وتحقيق مصالح الناس أليس كذلك؟إذاً الإسلام بطبيعة نهجه ومقاصد رسالته الربَّانيَّة سياسي..ومع ذلك لم يستخدم المسلمون قط مصطلح(الإسلام السياسي)..فليس هناك(إسلام سياسي)وليس هناك( إسلام غير سياسي) بل إنه الإسلام والإسلام فقط من غير ألقاب ولا عناوين ولا شعارات فالإسلام لا يحتاج إلى أوصاف تعرفه..أما الدولة فيصح بحقها التوصيف بحسب حالة اقربها أو بعدها من قيم الإسلام وإقامة عدله.. والتاريخ الإسلامي والواقع يؤكد ذلك ويشهد بذلك..أما من يلجأ إلى استغلال الإسلام وعواطف المسلمين ويخادعهم..ليكسب تأييدهم لصالح مطامعه وأهوائه وتوجهاته السياسية المتناقضة مع نهج الإسلام وقيمه الربَّانيَّة الراشدة..فهذا ليس من الإسلام بشيء..بل هو انتهاك واعتداء على طهر الإسلام وقدسيته..ولا يصح ولا يستقيم تسمية نهج مثل هؤلاء الماكرين المخادعين (إسلامي سياسي) فهذا الوصف لا يستحقونه وهو تزكية باطلة لنفاقهم وخداعهم..بل إنه اعتراف ببهتانهم وتوجهاتهم الباطلة المرفوضة..ومن الأولى أن يُسمى نهجُ أصحاب هذا المسلك الكذوب الفاجر المتسلق على الإسلام وقيمه السامية (النفاق السياسي أو الخداع السياسي).أجل ليس هناك مصطلح(إسلام سياسي)أو(إسلام غير سياسي) بل إنه الإسلام والإسلام فحسب بلا تصنيف ولا توصيف..فالإسلام إقامة الحياة والعدل والأمن والسلام وتحقيق مصالح العباد كل العباد بلا استثناء.
وسوم: العدد 738