كاثرين آشتون سقطة جديدة
فرج شلهوب
الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون وصلت إلى مصر مساء الأربعاء الفائت في مهمة غير عادية، زعمت فيها أنها توصلت الى اتفاق مع المسؤولين المصريين(!!) حول مراقبة الانتخابات الرئاسية المقبلة(!!) كما أبدت آشتون انزعاجها من عقوبات الإعدام في مصر(!!) وحبس الصحفيين(!!)
شكرا اشتون على المشاعر الانسانية وعلى الشفافية السياسية(!!!) مشكلة مصر فقط في وقف احكام الاعدامات وحبس الصحفيين!!
ثم ألا يمكن قراءة الخبر بطريقة اخرى؟
* آشتون تعترف بسلطة الانقلاب وتتعامل معها دون أية حساسيات، بدلالة زيارتها لمصر ولقاء الحاكمين فيها رئيسا مؤقتا وجنرالا مرشحا أربع مرات.
* آشتون تتوصل الى اتفاق مع المسؤولين المصريين الذين صنعوا الانقلاب، حول مراقبة الانتخابات الرئاسية القادمة، بالطبع هذه المراقبة لغاية إضفاء الشرعية على نتائجها وليس لتبيان الخلل في إجراءاتها، لأن الاتفاق على النحو الذي أجرته آشتون مع السيسي، لا علاقة له بحماية الديموقراطية والتعرف على اتجاهات الشعب المصري واختياراته، وإلا كيف يفهم موقف آشتون من التعاطي مع قادة الانقلاب والتفاهم معهم ابتداء؟! ألم يكن الأحرى أن تخرج آشتون ومن تمثل عن خرسها وتسمي الأشياء بأسمائها، رفض الانقلاب العسكري على حكم مدني منتخب، وأن تعلن إدانتها الصريحة والواضحة لحملات القتل والقمع وتكميم الأفواه التي تجري في مصر منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب، وأن تجاهر برفض استبدال الحكم المدني بآخر عسكري يصول فيه الجنرالات وحدهم دون حسيب أو رقيب؟!
تراقب آشتون ماذا؟ انتخابات رئاسية تجري في ظل شطب أكثر من نصف الشعب عبر ملاحقة تيار الأغلبية، التي تكرست في خمس انتخابات شعبية، جرت بعد إسقاط مبارك، من خلال حملة عسكرية أمنية ممنهجة لا تزال مستمرة؟! وأي انتخابات رئاسية نزيهة النتائج يمكن أن تجري في ظل وجود ثلاثين ألف معتقل سياسي وملاحقة عشرات الآلاف من الناشطين وهروب آلاف أخرى خارج البلاد؟!
كان يسع آشتون، لتبدو أقل وقاحة أن تطالب بانتخابات تضمن مشاركة الجميع، وضرورة توفير ضمانات لحرية التعبير والعمل السياسي لكل القوى ؟ كان يمكن أن تبدو أقل وقاحة لأنه لا معنى لإجراء انتخابات رئاسية بينما يوجد رئيس مدني منتخب، ولكن للأسف انقلب عليه العسكر وأودعوه السجن ولا يريدون له أن يحكم؟
ترى ماذا تصنع آشتون بعد مراقبتها الانتخابات التى سيخوضها السيسي لوحده مدعوما من كل مؤسسات الدولة، والتي نتيجتها معلومة قبل أن تهبط آشتون أرض مصر ، ماذا تصنع حين يصبح في مصر رئيسان، واحد منتخب بارادة شعبية حرة تم إيداعه السجن وآخر منتخب بارادة عسكرية وفي عملية انتخابية مجزوءة لم يتنافس فيها مع أحد؟!!
حين تربط آشتون موقف من تمثل من أوروبيين، بما ستشاهده من اجراءات في الانتخابات الرئاسية القادمة، فإنها تمارس غباء لا يمكن تسويقه على أحد، ولكنها فقط تبحث لنفسها ومن تمثل عن مخرج من العار والفضيحة التي يمارسونها من خلال الاعتراف بالانقلاب ونواتجه البغيضة.
للعلم هذه ليست السقطة الأولى لآشتون ومن تمثل، فقد سبق لها في وساطاتها الأولى وبكل صفاقة أن عرضت على رافضي الانقلاب القبول بالأمر الواقع والانخراط في الخريطة السياسية التي يقترحها العسكر، باعتبار ان ما جرى جرى ولا مناص من القبول بفرض العسكر سطوتهم على الحياة السياسية في مصر!!
بئس النصيحة وبئس الموقف الذي تختاره آشتون ومن معها، حين يقفون مع الانقلاب ضد إرادة الناس، ومع العسكر ضد الدولة المدنية، ومع القمع والدم ضد الحريات واحترام كرامة الناس!!
آشتون لا حاجة لمراقبتك للانتخابات المصرية، لأن المشاركة فيها حصرية على الجنرال وعشاقة، ونتيجتها ماركة مسجلة ومعروفة سلفا،.. من يحتاج للمراقبة سلوككم الفج والقبيح إزاء المنطقة واحترام إرادة شعوبها!!