المصالحة الفلسطينية.. بين التشاؤم والتفاؤل!
اليهود[ يتوجسون] من المصالحة ! ولا يريدون الخير لأحد!!
هل هي شراك منصوبة للمقاومة المسلحة ليقضى عليها ؟!
ما يسمى بالمصالحة الفلسطينية تمت أخيرا – أو كادت ! أوتكاد ! وقد سبقها [اجتماعات ومباحثاتواتصالات واتفاقات وجهود كثيرة ..كانت تنتهي –غالبا أو دائما – إلى الجمود والفشل-!]...كما كنا نتوقع دائما لعلمنا بالفوارق والبعد الشاسع بين اتجاهين: ..اتجاه مقاوم يتمسك بسلاحه ومقاومة عدوه – ولا يعترف باغتصاب العدو لأرضه! – مهما كانت الظروف شائكة وقاتمة – كالفترة الحالية التي ألجأت البعض إلى الرضا بما لم يكن يرضى به من قبل ... واتجاه آخر .. يعمل في خدمة العدو ..وينفذ سياساته وأوامره ..ولا يستطيع الخروج عن طاعته – قيد أنملة-! لعلمه بأنه يملك زمامه ..ويستطيع التصرف فيه كما يشاء.. فليس لدى هؤلاء حيلة ولا قوة ..والعدو يملك كل مصادر القوة والسيطرة !
..وحتى الآن لم يتغير في الأمر كثير ..ولكن تغيرت الخطط .. بعد عدوانات دامية – غير متكافئة .. لكنها واجهت صمودا أسطوريا ..وكذلك بعد أكثر من عشر سنين من حصار غزة حتى أشرفت على الهلاك ..وأصبح وضعها عارا على ما سمى بالحضارة وحقوق الإنسان ..والمجتمع الدولي والضمير العالمي..إلخ- تماما كما حصل مع بورما – التي بدأ يستيقظ على أهوالها – الضمير العالمي! بعد عشرات السنين من الإبادة والعنصرية والاضصهاد الرهيب والتشريد والإجرام البوذي حتى نالت من[ الأمم المتحدة ] – أخيرا -لقب – أو وصف[ الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم!]..إلخ
..ولكن ليقظة الضمير العالمي –جزئيا إن حصلت – سارعت الدوائر المختصة – إلى تلافي نتائجها – بخطط[ جهنمية] تجعل الذي لا تجلبه العدوانات اليهودية الوحشية المدمرة والحصار الخانق .. تجلبه الظروف التعيسة والحيل البئيسة ..!!
والملاحظ في إجراءات المصالحة – هذه المرة – المزيد من الجدية ..وحماية بعض الأوساط المعادية لها ودورها فيها!..مع تمنع الكيان الصهيوني ..واعتراضاته واشتراطاته..ومراقبته الحذرة الشديدة- ويده على الزناد!
ولنتابع بعض مواقف ذلك الكيان ونرصد [ رصده] للأمر الذي لا يريده ولا يوافق عليه إلا إذا كان يصب في مصلحته!
لقد قال نتنهم : «لن نقبل مصالحة مزيفة، يتصالح فيها الفلسطينيون على حساب وجودنا»
وقد نشر موقع المرصد [العبري] ما يلي نقلا عن صحيفة[ يديعوت أحرونوت العبرية]..للكاتب اليهودي- المحلل العسكري في الصحيفة [ أليكس فيشمان]..تحت عنوان :
(فتح وحماس: اتفاق بلا جدوى)
"في أثناء محادثات المصالحة في القاهرة طُلب من حماس أن تعرض على رجال أمن السلطة الفلسطينيةخريطة الأنفاق في غزة، كجزء من الموافقة على تنسيق النشاط الأمني مع إسرائيل. أما ممثلو حماس فلم يكبدوا أنفسهم حتى عناء التعقيب على هذا الطلب. أبقت محادثات القاهرة في أيدي حماس في غزة الأنفاق، المعامل، مصانع إنتاج السلاح، الطائرات غير المأهولة وكتائب عز الدين القسام والكوماندو البحرية. عمليًا، بقيت الذراع العسكرية لحماس مثلما كانت، تحت القيادة المباشرة والحصرية لحماس. ولهذا ففي إسرائيل يتعاطون مع الاتفاق المذكور كاتفاق ليس له أي احتمال للتحقق، بحيث أنه خسارة حتى إضاعة الطاقة على محاولة تشويشه. فما بالك أن الإدارة الأمريكية ومصر على أي حال طلبتا من إسرائيل ألا تتدخل.(!) ومع ذلك، يبين الاتفاق حراكا ما في استعداد حماس للتخلي عن الاحتكار المطلق الذي لها على السلاح في القطاع. هكذا مثلا المسؤولية عن المعابر ستنقل بالتدريج إلى السلطة الفلسطينية و 3 آلاف من أفراد الشرطة سيصلون من الضفة إلى غزة وينخرطون في عمل 12 ألف شرطي غزة المسؤولية عنهم هم أيضا ستنقل إلى السلطة. وفي هذه الأثناء فإن المعلومات التي لدى المخابرات الإسرائيلية لا تتحدث عن أي انخفاض في نشاط الخلايا العسكرية لحماس في الضفة بل العكس. في إسرائيل يعتقدون أن توافق أبي مازن مع المصريين واستعداده لقبول اتفاق لا يعطيه سيطرة على السلاح في القطاع يؤكدان كونه أوزة عرجاء ولكن حاجته لأن يعرض على الإدارة الأمريكية حالة حاكم له تفويض بالعمل باسم كل الشعب الفلسطيني مهمة له أكثر من التنازلات للمدى القصير. فالولايات المتحدة توشك على عرض خطة سياسية للتسوية في الشرق الأوسط وعرضه كشريك شرعي هو هدف أعلى من ناحية أبي مازن. مهما يكن من أمر، في إسرائيل لا يؤمنون بأن حماس ستأخذ على عاتقها الالتزامات التي للسلطة تجاه إسرائيل، والتقدير يقول إن هذا اتفاق سينتهي بالانهيار في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر. وفي كل حال، فإن حكومة إسرائيل لن تكون قادرة على التعايش مع هذا الاتفاق، حتى لو تضمن التزاما من حماس نحو السلطة بتخفيض التوتر في غزة. وسبب ذلك هو أن الاتفاق سيلزم إسرائيل عندها بالتنازل عن سياسة العزل بين الضفة والقطاع، العزل الذي يسمح لها بالتملص من المسيرة السياسية بدعوى أن أبا مازن لا يمثل الأمة الفلسطينية كلها وبالتالي فإنها لن تكون مستعدة للتنازل عن ذلك بسرعة. فضلا عن ذلك، فإن إسرائيل لا تحصل بمقابل هذا التنازل عن أي إنجاز مضمون في شكل اعتراف من حماس بإسرائيل أو التزام بوقف أعمال العنف. وبالتالي فإن هذا الاتفاق، مثلما يبدو اليوم، لن يصمد. "
ووصف [أليكس فيشمان] موضوع سلاح حماس بالاختلاف غير القابل للتجسير ! ويقول فيشمان إن إسرائيل تعتبر موافقة الرئيس عباس على مصالحة لا تمنحه سيطرة على السلاح في غزة دليلا على كونه «بطة عرجاء» وتكريسا لحالته هذه. ويوضح أن إسرائيل تعتقد بأن عباس يرغب من خلال هذا الاتفاق الظهور أمام الرئيس الأمريكي بصورة قائد مخول من قبل الشعب الفلسطيني.
ويقول إن إسرائيل لن تكون قادرة على العيش مع هذا الاتفاق بكل الأحوال حتى لو شمل التزاما من حماس بخفض التوتر في القطاع. ويعلل رؤيته بالقول إن سبب موقف إسرائيل يعود لخوفها من أن يلزمها الاتفاق الجديد بالتخلي عن فصلها بين غزة وبين رام الله؛ ذلك الفصل الذي يتيح لها التهرب من المسيرة السياسية مع السلطة الفلسطينية، بدعوى أن الرئيس عباس لا يمثل كل الفلسطينيين. كما يعلل ترجيحه بعدم استمرار المصالحة بالقول إن إسرائيل لا تحصل على شيء كاعتراف حماس بها ووقفها أعمال العنف مقابل قبولها باتفاق المصالحة. والمعلق اليهودي الآخر[ درور يميني ] يكشف كذلك هذه النية اليهودية المبيتة والخبيثة.. لتجنب المفاوضات ..حتى لو كانت [عبثية] – كما وصفها سدنتها أنفسهم [ومضيعةً للوقت وتضليلا وغطا للاستيطان وغيره من الأتشطة الاحتلالية ] –كماعهدناها دائما من قبل ..وكيف وكل الظروف الآن مواتية لليهود.وطواقم الأمريكان المعينين لمثل هذا كلهم يهود متعصبون!! .. يقول [درور]:«طالما كانت إسرائيل تستخدم الانفصال بين غزة ورام الله ذريعة لتفسير جمود المفاوضات والآن نرى استعادة للوحدة وربما تصمد أسابيع أو شهورا ولكن حتى تنهار هناك أمامنا سلطة فلسطينية واحدة». ويقترح يميني على إسرائيل الاكتفاء بالقول إنها تقبل بموقف الرباعية ؛ ويحذر أن آخر ما تحتاجه إسرائيل اليوم هو تصريح يظهرها كرفضوية ومتطرفة!
ويقول إن لديها ألف سبب ممتاز لرفض اتفاق المصالحة مثل أن حماس لم تغير أهدافها ومحاولاتها القيام بعمليات عسكرية وتواصل حفر الأنفاق ..إلخ
ويختم [درور] بقوله : «في حال رفض الفلسطينيون ذلك عندئذ تستطيع إسرائيل القول إن حماس لم تتغير وهي غير معنية بتسوية مع إسرائيل وإنها جزء من الجهاد العالمي وإن السلطة الفلسطينية باتت أسيرة بيدها .." !!
هل هو [ فخ مقصود] لحماس.. ينتهي إلى [أحضان دحلان]؟!
.... المحلل العسكري في القناة العاشرة [ألون بن دافيد]، نوه في مقال نشره في صحيفة «معاريف»، أن اتفاق المصالحة «يبدو جديا أكثر من السابق، لكنه لا يلامس مجموعة الألغام التي في إمكان كل واحد منها أن يفجره، وهي السيطرة الأمنية في غزة وإجراء انتخابات وإعادة عقد البرلمان واندماج حماس في منظمة التحرير الفلسطينية». ويتنبه إلى أن من يقدم تنازلات في اتفاق المصالحة هذا هو حماس فقط، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لم يتنازل عن فاصلة ولم يقرر بعد ما إذا كان سيزيل العقوبات التي فرضها على غزة، معتبرا ذلك أمرا «مذهلا ". كما يعتبر بن دافيد أيضا أن «بذور الانفجار تكمن في اللقاء المقبل، حول من سيسيطر أمنيا في غزة ويقول إنه لا أمل في أن تتنازل حماس في هذه النقطة، ويصعب رؤية أبو مازن يتراجع عن تصريحه حول السلاح الواحد في الضفة وغزة». وأشار إلى أن القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، يقف جانبا متربصا، «فهو يعرف مدى هشاشة هذا الاتفاق وسيسره أن يقدم دور المخلص بعد انهيار الاتفاق وربما أن هذا كان قصد المصريين منذ البداية».
... هكذا إذن..! هم يريدونه اتفاقا وتصالحا يدخل المقاومة المسلحة في الحظيرة ..وتحت سطوة التنسيق الأمني .. لتأخذ سلطة فتح-أوسلو كل الأسرار.. والأسلحة ..,والمعلومات ..وتضعها كاملة ناجزة ..تحت تصرف العدو!
.. والسلطة اليهودية .. ليست غافلة عن ذلك ..ولا محتاجة لكل تلك التصريحات [المتشعبة..للاحتلال ..وعباس .والولايات ..وشركاء العملية جميعا ضد حماس والمقاومة!]..
ونقلت الإذاعة العامة عن مصدر سياسي رفيع قوله إن إسرائيل تعتبر حماس هي المسؤولة عن كل عملية «إرهابية» مصدرها في غزة طالما أنها لم تتنازل عن سلاحها وعن الدعوة لإبادتها. منوها أن إسرائيل مصممة على أن لا تسمح السلطة الفلسطينية بتشكيل أي قاعدة لعمليات «إرهابية» تقوم بها في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك من غزة بحال بسطت السلطة سيادتها عليها. وتابع «إسرائيل ستمتحن التطورات في الميدان وتتحرك وفقا لها». وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) :طالما أن حماس بقيت «حركة إرهابية مسلحة» فإن المصالحة ستمنح الشرعية لها ولـ «الإرهاب» بدلا من السيطرة عليه !
ولا يختلف موقف المحللين الإسرائيليين عن فيشمان وبن يميني، وتجمعهم نظرة القلق تحسبا من أن تدوم هذه المصالحة، خلافا لاتفاقيات مصالحة سابقة بين الحركتين. وهناك أيضا ثمة من يشكك في الدور المصري وما إذا كانت مصر تسعى فعلا إلى المصالحة.!
اليهود الإرهابيون ..المحتلون.. لايريدون خيرا لأحد ولا يسمحون به!! :
..وبالمقابل .. لا يبالون ما يحصل للآخرين ..خصوصا إذا كان لهم أي منفعة ..كما يبيعون السلاح للقتل وللقتلة والفتنة والإجرام والاضطهاد..كما في حالة [بورما]!
..وكلامهم الذي نقلنا بعضه.. يدل على [ ترصدهم ] للمصالحة الفلسطينية .. ونياتهم المبيتة لتخريبها ..إذا لم تخرب نفسها بنفسها ..حين تصل المباحثات للقضايا الحساسة .. كقضية سلاح المقاومة..وغيرها!ْ
وهل من المعقول أن يرضى اليهود المحتلون للفلسطينيين أن يتصافوا ويرتاحوا ..وينصرفوا إلى إصلاح أنفسهم ..وشأن شعبهم..خصوصا –حمايته من تغول المستوطنين ..ومن إساءات اليهود التي لا تنقطع.. فهم يريدون منهم أن يعيشوا في جحيم ومعاناة مستمرة..حتى يغادروا ويتركوا لهم الأرض [ والجمل بما حمل]!
..ولكن الفلسطينيين سيبقون [شوكة في حلوق المحتلين] ..ولن يكفوا عن المقاومة .. بأية وسيلة – كما في الانتفاضة الأخيرة ..التي لم ترتبها منظمة ولا فصيل ..ولا سلاح لديها إلا السكاكين والعجلات ..ولا يبالون بالاستشهاد ..ونسف بيوتهم .. في سبيل أن [ ينكوا] بالعدو ..ويشعروه بانه طاريء معتد ..محتل غريب ..عليه الزوال والرحيل ..وإلا فالمقاومة إلى آخر نفس ..وبكل وسيلة ..وفي كل ميدان!! وفي كل حين !
..وأخيرا – وتكرارا .. قد تكون التطورات الأخيرة ..شركا منصوبا للمقاومة الفلسطينية السلحة ..وفي مقدمتها ( حماس)..وقد يؤول مصيرها ..كما آل مصير الفدائين في غزة ..إبان حرب الاستنزاف وما واكبها..أو كمصير (الحرس الوطني) في الأردن .. حيث تحول بعض المقاومين ..إلى حرس وطني رديف للجيش .. راتب أحدهم الشهري[ :ديناران ونصف)!
هل تسلم حماس وتنتهي؟ :..
أليس مشاركة أطراف معادية وحماسها للموضوع ..يثير الشبهات ؟!
هل يعجز اليهود المحتلون .. عن تخريب أي خير ؟ ..خصوصا وأن في أيديهم كل الوسائل والإمكانات لذلك؟.. يستطيعون اعتقال أي أحد .. فقد اعتقلوا نوابا ووزراء!!..وليس عندهم كبير !..وبأيديهم معظم مصادر التمويل- أو تحت أوامرهم كالمعونات الأوروبية وغيرها!!!
.. في لحظة ..ممكن أن يشلوا السلطة ..ويدمروها ..ولولا أنها تحمل عنهم كافة الأعباء ..وتريحهم وتخدمهم وتحميهم!.. لما أبقوها لحظة واحدة .. فهي لن تسمح لهم بمواجهة السنتوطنين المعتدين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.. فكيف بقوات الجيش والشرطة؟ وهي تعربد وتقتل وتعتقل وتنسف وتخرب وتسرق الأرض وغير الأرض بلا رقيب ولا حسيب..!
فقد اعتادت على[صمت الضمائر المتحضرة ] خشية أن تطالهم قوانين[اللاسامية ] التي فرضها اليهود على الضالين!!
..كيف ..ولديهم ألف سبب وسبب وألف حجة ووسيلة ..لإبطال وتعطيل بل وتدمير أية مصالحة –كما قالوا هم!..أو أي صلاح وإصلاح؟
وسوم: العدد 743