اسم الإخوان لا يتغير(( 2 ))
لقد بذلت محاولات مع الاخوان لتغيير إسم الهيئة وقدموا تعلات حعلت بعض الاخوان يميلون الي تغيير الاسم مادامت الوعود تمكنهم من العمل في سبيل الله كما قيل .
ولكن الأغلبية الساحقة رفضت للاسباب الآتية:
أولا: إذا كان هدف الداعية هو تمكين الإسلام من القيام بما يقومون به، فما الداعي لتغيير الاسم وهل التغيير الشكلي مع بقاء المضمون يمكن أن يخدع من يريد المساومة علي الإسم ؟ ..
إنه خطوة أولي من أعداء الدعوة، تليها خطوات كما شأن السياسيين الماكرين في أساليبهم ؟
ثانيا: هذا الاسم مستمد من القرآن " إنما المؤمنون إخوة " فنحن إخوان... ثم ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ونحن بحمد الله مسلمون، ومنفذون لامر الله حيث يقول " وكونوا عباد الله إخوانا" ، من كل هذا فنحن الاخوان المسلمون .
ثالثا : شاع هذا الاسم في كل البلاد الاسلامية مقرونا بالثقة والتقدير فقامت في كل منها شعب الاخوان إيمانا بالوسائل التي رسمها منهج الاخوان .
فلو فرضنا أن الاخوان في مصر رضوا بتغيير الاسم فهل يقر الاخوان في كل مكان هذا التغيير ؟ ..
وإذا لم يرضوا بذلك ألا يقع الشقاق الذي يتمناه أعداؤنا من كل قلوبهم، لأنهم عجزوا عن تفرقة الصف من خارج الجماعة، فوصلوا اليه من داخلها، فهل يرضي بذلك مسلم مخلص ؟
رابعا: أن الإمام الشهيد، رائد عملي ممتاز من رواد الحركة الاسلامية في القرن العشرين وبايعه الاخوان علي هذا الفهم وخلده التاريخ من بين المنقذين، ليجددوا للإسلام صفاءه ونقاءه الذي حاول الكثيرون طمس معالمه، وما هم ببالغين من أمانيهم إلا الحسرة والمرارة ...
إن الاخوان بايعوا الإمام الشهيد علي أنه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فكيف يغيرون من بعده، ونكث البيعة ليس من شيم المسلمين، ثم هل نحن نملك أن نغير وضعه الذي لقي ربه شهيدا من أجله .
خامسا: أن دعوة الإخوان المسلمين أصبحت مدرسة متميزه عن غيرها من الجماعات الإسلامية، تتلمذ فيها وعلي مبادئها كل العاملين للاسلام بشموله .. حتي الذين خرجوا علي الإخوان وإختاروا لأنفسهم إسما آخر، كانوا تلامذة في هذه المدرسة وحتي بعض الذين خرجوا علي الجماعة لا يزالون يسمون أنفسهم بالاخوان المسلمين، إحساسا بجلال الاسم وروعته .
وكل هؤلاء انصرف الناس عنهم فلا هم بقوا في الصف ولا هم قدموا للناس شيئا جديدا .
سادسا: قامت في العالم الاسلامي دعوات متعددة فلم تنل واحدة منها من الذيوع والإنتشار، ما نالته دعوة الاخوان والمسلمين . وأحس أعداء الإسلام بفاعلية هذه الدعوة في نفوس المسلمين فقاوموها وحدها أشرس مقاومة وسلطوا عليها أصحاب النفوذ الراغبين في زينة الدنيا وبهجتها، وابتليت هذه الجماعة وحدها دون غيرها بما لم تبتل به حماعة إسلامية أخري ...
ورغم كل هذا الهول المريع كان الاخوان يخرجون من كل محنة، أصلب عودا، وأقوي تماسكا، وأكثر عددا.
إن تركيز أعداء الاسلام نقمتهم علي الاخوان لاكبر دليل علي أن هذه الجماعة هي العقبة الكأداء في طريق مقاصدهم الشريرة لأنها حققت " أن الأسلام قوة وعمل ".
لقد كان " حسن البنا " رضوان الله عليه أول من أخرج هذا العلم الي حيز العمل والتنفيذ في كل جوانب الحياة في القرن الأخير من تاريخ الدعوة الاسلامية .
سابعا: هذه الدعوة قدمت المئات من الشهداء وعلي رأسهم قائدها. وكل هؤلاء الشهداء بذلوا حياتهم في ظل هذا الاسم العلمي العملي الواقعي، فمن التنكر غير الكريم لهؤلاء الأبرياء الأبرار الأطهار أن يخلف من بعدهم خلف يرضي لمروءته ورجولته تغيير هذا الاسم الذي أعلي من ذكره وكتبه سلفهم الصالح بدمائهم الزكية أحرفا من عطر، وإشراقا من ضياء في دعوة الله .
ثامنا: التميز في الحقل الاسلامي ركيزة من ركائز الدعوة الي الله، وقديما هتف الصحابة ( يا أهل بيعة الرضوان تميزوا ) وكان لهذا النداء بالتميز فضل النصر بفضل الله .
فلا بد إذن وأن تتميز دعوة الإخوان حتي لا تضيع في خضم القوالين الأدباء المنمقين الذين يجيدون الكلام ولا يصبرون علي الصدام " وإن يقولو تسمع لقولهم" وذهب الذين اساءوا وبقي اسم الاخوان وجماعتهم طاهرا نقيا عالي القدر لانه الحق والحق اسم من أسماء الله الحسني والحق أحق أن يتبع .
تاسعا: الاسلام شكل ومضمون، فأركانه لها ألفاظ معينة، وصور تؤدي بها، المضمون هو العبادة لله وحده وإفراده بالاتجاه، وموضعها القلب وهي وحدها التي عليها الحساب يوم يقوم الناس لرب العالمين، إذا إقترنت بالشكل الصحيح السليم، فمن لم يصل بالصورة التي أمرنا بها الله ورسوله صلي الله عليه وسلم تنكرا لهذه الشكليات فليس بمسلم، وإن ظل ليله ونهاره يؤديها بصورة غير التي يعرفها المسلمون ... كذلك الإخوان المسلمون اسم يدوي في الآفاق علي شكل ومضمون محدد واضح، وبهذا الفهم تعلقت القلوب بدعوة الاخوان .
فكل محاولة لتغيير هذا الاسم تغيير لحقائق ثبتت علي الأيام ثبوت الرواسي... ففي تغيير الاسم ضياع للكثير من المفاهيم التي ترسخت عن طريق هذا الاسم العملي في الحركات الاسلامية .
ثم لماذا نغير ؟ أو لسنا إخوة في الله ؟ أو لسنا مسلمين ؟ فما الذي يضايق في هذا الاسم الطاهر ؟
أم أن هناك من ينكر أننا مسلمون وأننا إخوة في هذا الاسلام ؟
لهذا يتمسك الاخوان المسلمون بهذا الاسم ولو نازعتهم الدنيا كلها عليه
إننا لم نقل يوما إننا وحدنا المسلمون وغيرنا ليس بمسلم .
ولا نكفر لا بصغيرة ولا بكبيرة ولا نتعالي علي التعاون مع كل من يدعون الي تطبيق شرع الله علي عباد الله .
فما الدافع الحقيقي في المطالبة بتغيير هذا الاسم الناصع التاريخ .
اللهم إنك تعلم إننا نتمسك بهذا الاسم حبا لك وجهادا في سبيلك وتآخيا في دينك .
لا نقدس مرشدا، ولا نعترف بزعيم، غير نبيك،
فاحفظ علينا إيماننا، وثبت أقدامنا إن اعتدي علينا
واكتب لنا النصر والتأييد، فلا ناصر سواك، ولا نصر إلا من عندك .
*والله أكبر ولله الحمد*
وسوم: العدد 801