استعلاء الإيمان
يقول الشهيد سيد قطب - رحمه ﷲ - :
« يقول ﷲ تعالى :
{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران : 6]
أول ما يتبادر إلى الذهن من هذا التوجيه أنه ينصب على حالة الجهاد الممثلة في القتال.. ولكن حقيقة هذا التوجيه ومداه أكبر وأبعد من هذه الحالة المفردة، بكل ملابساتها الكثيرة.
إنه يمثل الحالة الدائمة التي ينبغي أن يكون عليها شعور المؤمن ، وتصوره وتقديره للأشياء والأحداث والقيم والأشخاص سواء..
إنه يمثل حالة الاستعلاء التي يجب أن تستقر عليها نفس المؤمن إزاء كل شيء، وكل وضع، وكل قيمة، وكل أحد..
الاستعلاء بالإيمان وقيمه على جميع القيم المنبثقة من أصل غير أصل الإيمان..
الاستعلاء على قوى الأرض الحائدة عن منهج الإيمان..
وعلى قيم الأرض التي لم تنبثق من أصل الإيمان..
وعلى تقاليد الأرض التي لم يصغها الإيمان..
وعلى قوانين الأرض التي لم يشرعها الإيمان..
وعلى أوضاع الأرض التي لم ينشئها الإيمان..»
" الاستعلاء .. مع ضعف القوة، وقلة العدد، وفقر المال، كالاستعلاء مع القوة والكثرة والغنى على السواء..
الاستعلاء.. الذي لا يتهاوى أمام قوة باغية، ولا عرف اجتماعي، ولا تشريع باطل، ولا وضع مقبول عند الناس، ولا سند له من الإيمان..
وليست حالة التماسك والثبات في الجهاد إلا حالة واحدة من حالات الاستعلاء التي يشملها هذا التوجيه الإلهي العظيم..»
وسوم: العدد 827