طاغية يتجبّر، وشعب يتقبّل العبودية
[من كتاب: "الأمة والسلطة" – إبراهيم العسعس]
إنّ وراء كل طاغية مستبد في منطقتنا أمّة من الطغاة الصغار، الذين لا يملكون أدوات الطغيان، لكن لو قُدّر لأي صغير من هؤلاء وصار حاكماً لأحرق شعبه حرقاً!.
يكمن الخلاص في أن يعرف كل فرد منا أنّ الخضوع أو القابلية للاستعباد أثر من آثار النفس المشركة التي لم تقم فيها حقيقة التوحيد، لأن التوحيد إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والاتباع، وأي نقض لهذه الأمور أو لأحدها نقض للتوحيد.
لقد جاء الإسلام ليضبط الحياة على أساس العبودية المطلقة لله سبحانه، وهذا الهدف لا يتحقّق إلا إذا كفر الناس بالطاغوت، أي طاغوت، في أي شكل، وفي أي زمن، سواء كان على شكل حجر، أو على شكل دساتير وأنظمة، وسواء كان زمن الجاهلية الأولى، أو في القرن العشرين.
وإنها لحقيقة ناصعة أن الأمة لم تكن على مستوى هذه الغاية التي جاء الإسلام من أجلها، إذ أراد رفعها، فآثرت الإخلاد إلى الأرض، وقدّمت على حياة العزة حياةَ القطيع.
وسوم: العدد 1005