الحضارة الأمريكية
[ من كتاب: "العبيد والعبودية الاختيارية"، للدكتور: نور الدين الحيالي ]
الذي حدث هو أن عصابات البيض التي وصلت أمريكا وجدت مساحات هائلة من أخصب أراضي العالم البكر بحاجة إلى عشرات الملايين من الأيدي العاملة التي تعذّر عليهم تدبيرها من أوروبا، لذلك فكّر الغُزاة في السيطرة على الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، لكنهم فشلوا في استعبادهم، فلم يتورعوا عن القضاء عليهم!. وهكذا وقعت واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ.
ويقدّر الباحث "منير العكش" أعداد السكان الأصليين الذين أبادهم الغُزاة الأوروبيون بأكثر من مئة مليون هندي أحمر!!.
يقول "ألكس هيلي" إن القصة حقيقية، وبطلها هو جدّه الذي اختطفته عصابات البيض من قريته الإفريقية، حيث تعرّض للضرب والتعذيب وأوثقوه بالسلاسل، ثم أُلقي به مع مئات غيره في سفينة عبرت الأطلنطي، ليجد نفسه بعد أسابيع معروضاً للبيع في الأرض الجديدة "أمريكا". وحكى "هيلي" نقلاً عن جدّه، الذي حكى لابنته، وعلم هيلي بالتفاصيل من جدته التي هي تلك الابنة، الأهوال والفظائع التي تعرّض لها الملايين من العبيد المساكين منذ اختطافهم والزج بهم مقيدين بالسلاسل في قلعة "جيمس" إلى أن تم شحنهم مكدسين في سفينة كالبهائم. وكانوا يكوونهم بأسياخ الحديد المحمّى بلا رحمة ليضعوا على ظهر كل منهم علامة السفينة التي ستنقله إلى أمريكا.
وخلال الرحلة إلى الجحيم ألقى بعض المساكين بأنفسهم في الماء هرباً من سياط الجلّادين. وعانى الباقون من ندرة الطعام ومن المرض والتعذيب، حتى وصلوا إلى الشاطئ الأمريكي، حيث تم بيع "كونتا كنتي" جدّ "هيلي" بمبلغ 300 دولاراً.
وحاول الفتى المسكين الهرب لكنه أخفق وتعرّض لتعذيب مروع ليكفّ عن الهرب، وفي المرة الثانية قبضوا عليه وأوثقوه إلى جذع شجرة ليقطع أحد البيض نصف قدمه اليمنى بفأس حتى لا يستطيع الجري أو الهرب مرة أخرى!!.
وسوم: العدد 1011