الجانب الطيّب عند الناس
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيراً كثيراً، قد لا تراه العيون أول وهلة!.
لقد جرّبتُ ذلك. جرّبته مع الكثيرين... حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شرّيرون، أو فقراءُ الشعور...
شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم. شيء من الودّ الحقيقي لهم. شيء من العناية غير المتصنّعة باهتماماتهم وهمومهم... ثم ينكشف لك النبع الخيّر في نفوسهم، حين يمنحونك حبّهم ومودّتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتَهم إياه من نفسك، متى أعطيتَهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص.
إنّ الشر ليس عميقاً في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوّره أحياناً. إنه في تلك القشرة الصلبة، التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء... فإذا أمِنوا تكشّفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهيّة.. هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشّف لمن يستطيع أن يُشعِرَ الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودّته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، وعلى أخطائهم، وعلى حماقاتهم كذلك... وشيءٌ من سعة الصدر في أول الأمر، كفيل بتحقيق ذلك كله، أقربُ مما يتوقّع الكثيرون... لقد جرّبت ذلك، جرّبته بنفسي. فلستُ أُطلقها مجردَ كلمات مجنّحة، وليدةَ أحلام وأوهام!.
وسوم: العدد 1033