حامل الرسالة الصادق
[ من كتاب: تربية القادة، للدكتور: محمد أمين المصري ]
- حامل الرسالة يتوجه وجهة واحدة:
صاحب الرسالة إذا هيمنت رسالته على قلبه خضعت غرائزه ودوافعه جميعها لرسالته، فهو يغضب ويخاف ويحب أبناءه ويجمع المال ويدخره ويستعلي ويتواضع، ولكنه يغضب في سبيل رسالته، ويخاف من أجلها، ويحب أبناءه إذا أعانوه على حمل رسالته، ويجمع المال لينفقه في سبيل رسالته، ويستعلي على أعداء الرسالة ويتواضع لأصحابها، وبكلمة واحدة أصبحت قوى النفس ودوافعها جميعها جنوداً طبيعية خاضعة لقيادة واحدة، وهذا ما يسمى بوحدة النفس وخلوها من التنازع الداخلي، وسلامتها من أنواع الصراع النفسي، وفي مثل هذه الحال يندفع صاحب الرسالة إلى غايته أقوى اندفاع، لا يعوقه صراع داخلي ولا يقف في سبيله عقبة في الخارج، ويتوجّه بكل طاقاته إلى غايته كالسهم المريَّش، وبذلك يكون أقوى إنسان تعرفه البشرية.
- صاحب الرسالة لا يقر ولا يستقر:
مثل هذا الإيمان لا يقر صاحبه ولا يستقر ولا يعرف كللاً ولا مللاً، ولا يطلب راحة ولا هدوءاً. يقول غوستاف لوبون: "إن من الخير أن أمثال هؤلاء قلة في العالم، ولو كانوا كثيرين لأحدثوا كل يوم انقلاباً في العالم".
- حَمْل الرسالة أقوى وسيلة لتنمية روح الولاء بين الأفراد:
إن صاحب الرسالة تتغير مقاييسه، فالولاء لمن يوالي رسالته والعداء لمن يعاديها، والقُرب ليس قرب النسب ولكنه القرب من الرسالة، وبذلك كان حمل الرسالة أقوى عامل في دعم روح الود والولاء بين أفراد الجماعة.
- حَمل الرسالة يحتاج إلى غذاء دائم:
ثم إن حمل الرسالة يحتاج إلى غذاء دائم في الناحية الفكرية والوجدانية والعلمية.
وسوم: العدد 1044