قطوف مختارة
- قال عمرو بن بحر الجاحظ يسخر من نفسه:
ما أخجلني قَطّ إلا امرأتان، رأيت إحداهما في العسكر(سامراء) وكانت طويلة القامة وكنت على طعام فأردت أن أمازحها. فقلت: انزلي كلي معنا. فقالت: اصعد أنت حتى ترى الدنيا.! (معرضة بقصره) - وجاءت إليّ الأخرى وأنا على باب داري، فقالت: لي إليك حاجة وأنا أريد أن تمشي معي. فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صائغ يهودي، فقالت له: مثل هذا.! وانصرفت فسألت الصائغ عن قولها فقال: إنها أتت إلي بفص (خاتم) وأمرتني أن أنقش لها عليه صورة شيطان، فقلت: يا سيدتي ما رأيت الشيطان، فأتت بك.!
عن مجلة البيان للبرقوقي، العدد 19 الصادر بتاريخ 31 تموز 1914
*******
-قال قريظ بن أنيف:
لو كنتُ من مازنٍ لم تَسْتَبِحْ إبلي
بنو اللقيطة من ذهلِ بن شيبانا
إذاً لقامَ بنصري معشرٌ خُشُنٌ
عندَ الحفيظةِ إن ذو لوثةٍ لانا
قومٌ إذا الشرُّ ابدى ناجذيهِ لهم
طاروا إليهِ زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهَم حينَ يندُبُهم
في النائبات على ما قالَ برهانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عددٍ
ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإن هانا
يجزونَ من ظلمِ أهلِ الظلم مغفرةً
ومن إساءةِ أهل السوءِ إحسانا
كأن ربَّك لم يخلُق لخشيته
سواهُم من جميعِ الناسِ إنسانا..
من ديوان الحماسة لأبي تمام
وسوم: العدد 1092