مرسوم بإقالة خالد بن الوليد
مرسوم بإقالة خالد بن الوليد
نزار قباني
سرقوا
منا الزمان العربي
سرقوا فاطمة الزهراء من بيت النبي
يا صلاح الدين باعوا النسخة الأولى من القرآن باعوا الحزن في عيني علي
يا صلاح الدين باعوك و باعونا جميعا في المزاد العلني
سرقوا منا الطموح العربي
عزلوا خالد في أعقاب فتح الشام سموه سفيرا في جنيف
يلبس القبعة السوداء يستمتع بالسيجار و الكافيار
يرغي بالفرنسية يمشي بين شقراوات أوربا كديك ورقي
أتراهم دجنوا هذا الأمير القرشي
هكذا تخصى البطولات لدينا يا بني
سرقوا من طارق معطفه الأندلسي
سرقوا منه النياشين أقالوه من الجيش
أحالوه إلى محكمة الأمن أدانوه بجرم النصر
هل جاء زمان صار فيه النصر محظوراً علينا يا بني
ثم هل جاء زمان يقف السيف به متهماً عند أبواب القضاء العسكري
ثم هل جاء زمان فيه نستقبل اسرائيل بالورد و آلاف الحمائم و النشيد الوطني
لم أعد أفهم شيئاً يا بني لم أعد أفهم شيئاً يا بني لم أعد أفهم شيئاً يا بني
رهنوا الشمس لدى كل المرابين و باعوا بالملاليم القمر و باعوا سيف عمر
شنقوا التاريخ من رجليه باعوا الخيل و الكوفية البيضاء
باعوا أنجم الليل و أوراق الشجر
سرقوا الكحل من العين و باعوا في عيون البدويات الحور
أجهضونا قبل أن نحبل أعطونا حبوباً تمنع التاريخ أن ينجب أولاداً
و أعطونا لقاحاً يمنع الشام أن تصبح بغداداً
وأعطونا حبوباً تمنع الجرح الفلسطيني أن يصبح بستان نخيل
و ماريغونا لقتل الخيل أو قتل الصهيل
و سقونا من شراب يجعل الانسان من غير مواقف
ثم أعطونا مفاتيح الولايات و سمونا ملوكاً للطوائف
يا صلاح الدين
هل تسمع تعليق الاذاعات و هل تصغي الى هذا البغاء العلني
أكلوا الطعم و بالوا فوق وجه العنفوان العربي
ما الذي يجري على المسرح من يجذب خيطان الستار المخملي
من هو الكاتب لا ندري من هو المخرج لا ندري و لا الجمهور يدري يا بني
انهم خلف الكواليس و هم يغتصبون امرأة تدعى الوطن
يبيعون الخلاخيل برجليها يبيعون البساتين بعينيها
يبيعون العصافير التي تسكن في نافذة النهدين منذ بدء الزمن
و يبيعون بكأسين من الويسكي أملاك الوطن
سرقوا منا الزمان العربي
أطفئوا الجمر الذي يحرق صدر البدوي
علقوا لافتة البيع على كل الجبال
سلموا الحنطة و الزيتون و الليل و عطر البرتقال
فهل جاء زمان صار فيه كل من يحمل صندوق سلاح
كالذي يحمل صندوق حشيش يا بني
ثم هل جاء زمان صار فيه الحرف ضد الشفتين يا بني
يا صلاح الدين
هذا زمن الردة و المد الشعوبي القوي
أحرقوا بيت أبي بكر و ألقوا القبض في الليل على آل النبي
فشريفات قريش صرن يغسلن صحون الأجنبي
يا صلاح الدين ماذا تنفع الكلمة في هذا الزمان الباطني
و لماذا نكتب الشعر و قد نسي العرب الكلام العربي .