قال أبو الحسن التهامي يرثي ولده
26نيسان2008
أبو الحسن التهامي
قال أبو الحسن التهامي يرثي ولده
حـكـم الـمنيـّة في البرية بـيـنا يرى الإنسان فيها مخبرا طـبـعت على كدر وأنت تريدها ومـكـلـف الأيام ضد طباعها وإذا رجـوت الـمستحيل فإنما فـالـعـيـش نوم والمنية يقظة فـاقـضـوا مآربكم عجالا إنما وتـراكضوا خيل الشباب وبادروا فالدهر يزرع بالمنى ويغص أن ليس الزمان وإن حرصت مسالما إنـي ُوتـرت بصارم ذي رونق والنفس إن رضيت بذلك أو أبت أثـنـى عـلـيـه بإثره ولو أنه يـاكـوكبا ما كان أقصر عمره وهـلال أيـام مـضى لم يستدر عـجِل الخسوف عليه قبل أوانه واسـتُـل مـن أتـرابه ولداته فـكـأن قـلـبـي قبره وكأنه إن يُـحـتقر صغر فرب مفخم إن الـكـواكـب في علو محلها ولـد المعزّى بعضه فإذا مضى أبـكـيـه ثـم أقول معتذرا له جـاورت أعـدائـي وجاور ربه أشـكـو بعادك لي وأنت بموضع والـشرق نحو الغرب أقرب شقة هـيهات قد علقتك أسباب الردى ولـقـد جريتَ كما جريت لغاية فـإذا نـطقتُ فأنت أول منطقي أُخـفـي من البرحاء نارا مثل ما وأُخفّضُ الزفرات وهي صواعق وشـهاب نار الحزن إن طاوعته وأكـفُّ نـيـرانَ الأسى ولربما لـو كنتَ تُمنعُ خاض دونك فتيةٌ ودَحَوا فُويقَ الأرض أرضاً من دم لـو شـرّعـوا أيمانهم في طولها جنبوا الجياد إلى المطى وراوحوا وكـأنـمـا ملؤوا عياب دروعهم وكـأنـمـا صَـنِعُ السوابغ عَزّه زَرَداً فـأحـكم كل موصِل حلقةٍ فـتـسـربـلوا بمتون ماء جامد أُسْـدٌ ولـكـن يـؤثرون بزادهم يـتـزين النادي بحسن وجوههم يـتـعـطفون على المجاور فيهم والـلـيـث إن ثاورته لم يعتمد زَرَدُ الـدلاص من الطعان يريحه مـا بـيـن ثوب بالدماء مُضمّخٍ قـوم إذا لـبسوا الدروع حسبتَها وتـرى سـيوف الدار عين كأنها مـن كل مَن جعل الظبا أنصاره وإذا هـو اعـتـقل القناةَ حسبتَها ثـوب الـريـاء يشف عما تحته قـصـرت جفوني أم تباعد بينها جـفَت الكرى حتى كأن غراره ولـو اسـتزارت رقدة لطحا بها أُحـيي الليالي التمّ وهي تميتني حـتـى رأيت الصبح تهتك كفَّه والـصـبح قد غمر النجوم كأنه والـهـون في ظل الهوينا كامن تـنـدى أسـرة وجـهه ويمينه ويـمـد نـحو المكرمات أناملا يـحـوي المعالي كاسبا أو غالبا قـد لاح في ليل الشباب كواكب وتـلـهّبُ الأحشاء شيّب مفرقي شـاب القذال وكل غصن صائر والـشبه منجذب فَلِمْ بيضُ الدمى وتـود لـو جـعلت سواد قلوبها لاتـنـفر الظبيات عنه فقد رأت شـيـئـان ينقشعان أول وهلة لاحـبـذا الـشيب الوفي وحبذا وطري من الدنيا الشبابُ وروقه قـصـرت مـسافته وما حسناته نـزداد هـمّـاً كلما ازددنا غنى مـا زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعا إنـي لأرحـم حـاسدِيّ لحر ما نـظـروا صنيع الله بي فعيونهم لا ذنب لي قد رمت كتم فضائلي وسـتـرتـها بتواضعي فتطلعت ومـن الـرجال معالم ومجاهل والـنـاس مشتبهون في ايرادهم عـمري لقد أوطأتهم طرق العلا لـو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا هـلا سعوا سعي الكرام فأدركوا وفـشت خيانات الثقات وغيرهم ولـربـما اعتضد الحليم بجاهل | جارمـا هـذه الـدنـيـا بدار حـتـى يـرى خبرا من الأخبار صـفـوا مـن الأقذار والأكدار مـتـطلب في الماء جذوة نار تـبـنـي الرجاء على شفير هار والـمـرء بـيـنهما خيال سار أعـمـاركـم سـفر من الأسفار أن تُـسـتـرد فـإنـهـن عوار هـنّـا ويـهـدم مـا بنى ببوار خُـلـق الـزمان عداوة الأحرار أعـددتـه لـطـلابـة الأوتـار مـنـقـادة بـأزمـة الـمـقدار لـم يـغـتـبـط أثنيت بالآثار وكـذاك عـمر كواكب الأسحار بـدرا ولـم يـمهل لوقت سرار فـمـحـاه قـبـل مظنة الإبدار كـالـمـقـلة استلت من الأشفار فـي طـيـه سـر من الأسرار يـبـدو ضـئيل الشخص للنظار لـتُرى صغارا وهي غير صغار بـعـض الـفتى فالكل في الأثار وفـقـت حـين تركتَ الأم دار شـتـان بـين جواره وجواري لـولا الردى لسمعتَ فيه مزاري مـن بـعـد تلك الخمسة الأشبار واغـتـال عمرك قاطع الأعمار فـبـلـغتَها وأبوك في المضمار وإذا سـكـتُّ فأنت في إضماري يـخـفي من النار الزناد الواري وأكـفـكف العبرات وهي جوار أورى وإن عـاصـيـته متواري غـلـب التبصر فارتمت بشرار مـنـا بـحـارَ عـوامل وشفار ثـم انـثـنـوا فبنوا سماء غبار طـعنوا بها عِوضَ القنا الخطّار بـيـن الـسُّروج هناك والأكوار وغـمـود أنـصلهم سراب قفار مـاءُ الـحـديد فصاغ ماء قرار بـحـبـابة في موضع المسمار وتـقـنـعـوا بـحباب ماء جار والأسـد لـيـس تـدين بالإيثار كـتـزيـن الـهـالات بالأقمار بـالـمـنـفسات تعطف الآظار إلا عـلـى الأنـياب والأظفار فـي الـجحفل المتضايق الجرار زَلِـقٍ ونـقـعٍ بـالـطراد مثار سـحُـبـا مُـزَوّرةً عـلى أقمار خـلُـجٌ تَـمُـدّ بـها أكفُّ بحار وكَـرُمـن فاستغنى عن الأنصار صِـلاّ تـأبّـطـه هـزبرٌ ضار وإذا الـتـحـفـت به فإنك عار أم صُـورت عـيـني بلا أشفار عـند اغتماض العين وخز غرار مـا بـيـن أجـفاني من التيار ويـمـيـتـهـن تبلج الأسحار بـالـضـوء رفرفُ خيمةٍ كالقار سـيـل طـغى فطفا على النّوار وجـلالـة الأخطار في الإخطار فـي حـالـة الإعصار والإيسار لـلـرزق فـي أثـنـائهن مجار أبـدا يـداري دونـهـا ويداري إن أمـهـلـت آلت إلى الأسفار هـذا الـضـياء شُواظُ تلك النار فـيـنـانه الأحوى إلى الأزهار عـن بـيض مفرقة ذوات نفار؟ وسـواد أعـيـنها خضابَ عذار كيف اختلاف النبت في الأطوار ظـل الـشباب , وخُلة الأشرار ظـل الـشـبـاب الخائن الغدار فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري عـنـدي ولا آلاؤه بـقـصـار والـفـقـر كل الفقر في الإكثار فـي حـادث أو وارث أو عـار ضـمـنت صدورهم من الأوغار فـي جـنـة وقـلـوبهم في نار فـكـأنـمـا برقَعْت وجهَ نهار أعـنـاقـهـا تعلو على الأستار ومـن النجوم غوامض ودراري وتـفـاضل الأقوام في الإصدار فـعـمـوا فلم يقفوا على آثاري وعمى البصائر من عمى الأبصار أو سـلـمـوا لـمـواقع الأقدار حـتـى اتّـهـمنا رؤية الأبصار لا خـيـر فـي يمنى بغير يسار | قرار