أم الشهيد
شعر: داود معلا
ولدي سميح ....
.... وتوردت وجنات أمك
وهي تنظر .. في البعيد
والريح .. والليل الطويل .. وأنة
فيه تبوح ..
ولدي تأخر .. والظلام يلف
أطراف السطوح
والفجر لما يصح بعد ...
وقد تبعثرت النجوم ...
وخطأ تعربد في الطريق إلى الكروم
ويمزق الصمت العميق ..
صوت الرصاص ...
وصوت صيحات الرجال
الله أكبر ... والغزاة على الطريق
وهوت إلى الدرب القديم
لبيك يا ولدي ... سميح ...
قالت وسرت إليه ألتمس الطريق
قالت ...
وقادتني خطاي إلى الشهيد
فوجدت دالية وقبرة
وسكيناً تصيح
ووجدت رائحة تفوح
وبعض أشلاء مبعثرة
وكفاً تستريح .. على بقايا ساعد
حمل ابتسامات الجروح
الله يا هذا الدم الصبوب فوق ترابنا
الله يا هذا المقنع والملفع
والذي ألقى يديه ببابنا
لبيك يا ولدي ... فقم ... وامش
على أهدابنا..
حفرت أصابعك التراب ..
فصار حناء وطيباً ..
إخوانك العشرون .. ينتظرون
في الوادي ... ومن خلف السفوح
والفجر موعدهم .. فقم فيهم خطيباً
خل التراب على الجروح
وخل زندك شامخاً .. كالحور
... والكف المخضب .. فوق أذرعها
يلوح ...
يهتز من فرح اللقاء
فأرضه بكر ... وأي حبيبة
تلقى الحبيبا
وهو المزنر بالفتوح ...
ولدي سميح ....