آهِ يا قِبيَة؟..
آهِ يا قِبيَة؟..
(تجربة فنية تحتفظ بالنغم والقافية مع الانطلاق الأوسع)
محمد المجذوب
أيّ حلم مرَّ كالنار على قلبي فما يهدأ ذُعرا
أيقظ الأشباحَ في أعماقيَ اللهفى وأغفى
فأثار الكامنَ المحجوب من دائي
ومن ماضي شقائي!!..
* * *
ليت شعري.. ما دهى قِبيةَ؟.. ماذا قد عراها!..
ما الذي اجتاحَ حِماها فمحاها!..
عَصف الغدرُ بها تحتَ الدجى
فَهي رُكامٌ من حُطامٍ ودماء
* * *
لَهفَ أحشائي على تلك الصبايا
وصغارٍ كالأزاهيرِ تَفَتَّحنَ لأنداءِ الصباح
وشبابٍ عاقه الدهر عن المجدِ المرجَّى
زُلزِلتْ تحتهم الأرضُ فراحوا كالهباء
* * *
مَزَّقوا الليلَ بأصوات الحيارى
واستغاثات العذارى
وحماةُ الدار، يا لَلعارِ، في نومِ السُّكارى
لم تَفُتْ أسماعَهم تلك النداءاتُ ولكنْ
شاء (جنبولُ) فصمّوا عن صريخِ الأبرياءِ
هذه الأشلاءُ.. يا ويلي عليها..
مَن بكاها؟. مَن رثاها؟!..
لم تجدْ قلباً يناجيها، ولا قبراً يواريها
ولا شَيَّعها لحنُ صلاةِ
ذهبتْ كالحُلُم العابر لم يترك من الأصداءِ
غيرَ الصُّعَداء
* * *
أين أشبالُ الميامينِ هُداةِ العالمينا؟
أين أحفادُ عليٍّ والمثنَّى؟.
وبقايا العزِّ والنخوةِ منا؟..
مسخ الجبنُ سُلالاتِ الأُسودِ
فاستساغوا الصفعَ من أيدي اليهودِ
واستهانوا بمواريثِ الإباءِ
* * *
بُحّ صوت الحق، والآذانُ دونَ الحقّ صمُّ
وتلاشتْ أَنَّةُ الأشلاءِ في سمعِ الرمالِ
وتوارى أملُ الثأر فلا خيرَ بأشباهِ الرجالِ
عَجَزوا إلا عن التمثيل والقولِ الهُراء
* * *
آه يا قبيةُ.. لو تنفعُ آهُ
آه لو تكشفُ عن مكنونِ روحي شفتايهْ
دمُك المهدورُ يا قبيةُ قد فتَّق في الصدر الجراحا
ردَّ طيف اللدِّ والرملةِ للقلب وحيفا
وضحايا ديرِ ياسينَ ودنيا الشهداءِ
* * *
لستِ يا قبيةُ في الأيتام بِدعا
كلنا في وَحشة اليتمِ وفي الثُّكلِ سواءُ
سبق السهمُ فأرداكِ..
وها نحنُ على إثر خطاكِ..
غير أنا نجهل الموعدَ، والمجهولُ يا قبيةُ سلوى الضعفاء
فاعذرينا ودعينا نرتقب يومَ اللقاء
لستُ يا قبيةُ باليائسِ، لكني حزين
تنهش الآلام قلبي
حنقاً من زيغ شعبي
قد نسوا الله فهانوا، واستكانوا
وسيبقون طعاما
للرزايا وحطاما
أبدا حتى يثوبوا
لسبيل الرشد من هدي السماء