الدخول إلى التاريخ
الدخول إلى التاريخ
عن طريق الهجرة النبوية
شعر: داود معلا
أقبل الليل ففجرنا من التاريخ بابا
وحملنا مشعل الحق نداءً وخطابا
فملكنا بالهدى من ملكوا الأرض
اغتصابا
وخطونا فملأنا الأرض رجلاً وركابا
يوم أرسلنا إلى " نقفور" رداً وجوابا
وعلونا قمة الدنيا .. وخاطبنا السحابا
أين يا تاريخ هذا هل لنا عودة تبعث في الفجر الشبابا
ربما كان لنا في صحوة الحق دليلا
يا بلادي ... إزرعيني فيك حورا
ونخيلا
واملئي الأرض جذورا ...
واملئي كفي شوكاً وحرابا
وارفعيني علماً يشتد إيماناً ونورا
وسيوفاً وزنودا
تحفر الأرض قبورا
لمن احتلوا بلادي
* * *
لمن اغتالوا الفراشات ... وأوراق الخزامى
وصلاة الفجر في الأقصى ... وأحلام اليتامى
فاقذفيني رصداً في كل باب
لا يهابْ
يقتل الخوف الذي ظل لباساً للشوارع
ويصارع ..
كل رأس مال من فرط الشراب
لمن احتلوا بلادي
غصبوا أرض الخليل ... أحرقوا كل النخيل
عذبونا ... شردونا ... لاحقونا
كتموا الأنفاس جيلاً بعد جيل
لمن اغتالوا شباب الصبر.. والزعتر
والزيتون .. والظل الظليلا
* * *
يا بلادي
إزرعيني فيك حوراً ونخيلا
واملئي الدنيا فروعا
وامسحي عن مقلة المغلوب في الأرض
الدموعا
وابعثينا فيك فجراً يعشق السيف الصقيلا
واقذفينا رصداً في كل شارع
يقتل الخوف بتغريد البنادق
ويعانق
شجر الزيت .. وأصوات المدافع
وازرعينا علماً في لجنة الأحداث
يمتد ... شراعا
واقذفينا لهباً .. يخترق الأفق اتساعا
قبل أن يزداد عمر الصمت ... باعا ..
أو ذراعا
واحرقي العالم كله ...
واتركي في مجلس الأمن الأدلة
واسألي العالم ما ذنبي إن صرت
رحى للموت في كل مدار
في ليالي البرد .. في منتصف الليل
وفي طول النهار
واسأليهم كيف كانوا " كلهم " خنجر خائن
طعنوني " كلهم " في القلب في كل المواطن
جعلوا مني ركابا ..
فاقذفيني ... قدراً ... ينقض
إعصاراً .. وناراً ... وعذابا
واحرقي العالم كله ..
واتركي في مجلس الأمن الأدلة
وانظري كيف على أعتابه عشنا أذلة
فاسحقي الرأس وحزي ... بالمناشير
الرقابا
وانزعي عنهم إذا شئت الثيابا
واغرسي الخنجر في كل أغانيهم
وذريها شتاتا
فلقد كانت جراحاتي لهم
كأساً ... وأفيوناً ... وقاتا