أَجْهِزْ عليه
08كانون22005
د. عبد الرحمن العشماوي
أَجْهِزْ عليه
شعر:د. عبد الرحمن العشماوي
حينما أَجْهزَ ذلك الجنديُّ المتوحش على ذلك الجريح في أحد مساجد الفلُّوجة الصامدة كان على يقين ... أنَّ دمه سيذهب هَدْراً.
| أَجْـهِـزْ عـلـيه بطَلْقةٍ من نارِ أَجْـهِـزْ عـلـيهِ كما تشاءُ فإنَّما هـو واحـدٌ مـن أُمَّةٍ قد فرَّطتْ مَـزِّقْ بِـرَشَّاشِ احتلالِكَ جسمَهُ فَـجِّـرْ بـطـلقَتِكَ الدَّنيئةِ رأسَهُ فَـجِّـرْ ولا تَـخْشَ العقابَ فإنَّهُ هـو لـيسَ أوَّلَ مَنْ ظَفِرْتَ بقتلِهِ لانَـتْ أصـابِـعُها فما شَدَّتْ بها هـو مـسـلـمٌ دَمُهُ حرامٌ ، إنَّما آذيـتَ بـيـتَ اللهِ حـينَ دخلْتَهُ دنَّـسْـتَ بالقدمِ الرخيصةِ ساحَهُ مُـتَـبَـخْتِراً تمشي على أشلائِنَا مـا كـانَ أوَّلَ مسجدٍ ذاقَ الأسَى لـو أنَّ عـيسى شاهدَ الظُّلْمَ الذي لَـمَـشَى براياتِ الجهادِ لِصَدِّكُمْ عـيـسـى نـبيُّ اللهِ مثلُ مُحمَّدٍ لَـسْـتُمْ نَصارى للمسيحِ ، وإِنَّما هَـمَـجِـيَّةٌ رَعْنَاءُ لم تَرْعَوْا بها هـذا قَـتِـيلُكَ بين نَصْرٍ عاجلٍ أَطْـفَأْتَ شَمْعَةَ رُوحِهِ برصاصةٍ أَكْـسَـبْتَهُ أملَ الشهادةِ ، وانتهَى واللهِ لـولا أنَّ أُمَّـتَـنـا رَمَـتْ خَضَعَتْ لقوْمِكَ واستبدَّ بها الهوَى لـولا تـنـكُّـبُها طريقَ رَشادِها واللهِ لـولا ضَـعْـفُ أُمَّـتِنَا لَمَا وَلَمَا وَطِئْتَ بِرِجْلِ غَدْرِكَ مسجداً ولـمـا شربتَ الكأسَ فيهِ مُدَنِّساً أنـا لا أَلُـومُـكَ ، فالمَلامةُ كلُّها كـلُّ الـمَـلامـةِ للذينَ تشاغَلُوا كـلُّ الـمَـلامـةِ للذينَ تنافَسُوا بـاعُـوا الكرامةَ والإِباءَ بشهوةٍ يـتَـشـاتَـمُونَ على فضَائيَّاتِهِم فَـلُّـوجـةُ العَزَماتِ تَلْقَى وحدَها وغُـثـاءُ أُمَّتِنَا على بابِ الهوَى يـا جُـنْـدَ آكِلَةِ اللحومِ إلى متَى سِـرْتُـمْ على آثارِ ( كِيمَاوِيِّكُمْ ) مـا هـذهِ صـفـةُ الشجاعةِ إِنَّما أينَ الحضارةُ !! أصبحتْ أُكذوبةً لا تَـفْرَحُوا بالنَّصْرِ ، فَهْوَ هزيمةٌ أنَّـى يَنالُ النَّصْرَ مَنْ لا يَرْعَوِي فَـلُّوجةَ العَزَماتِ ، أُخْتَ حَلَبْجَةٍ أَثَـرُ الجريمةِ سوفَ يَبْقَى شاهداً سَيَجِيءُ نصرُكِ حينَ تَرْفَعُ أُمَّتِي | لا تَـخْـشَ من نَقْدٍ ولا استنكارِ هـو واحـدٌ مـن أُمَّـةِ المليارِ فـي ديـنـهـا فـتجلَّلتْ بالعارِ وانْـظُـرْ إلـيـهِ بمُقْلَةِ استحقارِ واصْعَدْ إلى المحرابِ ( بالبُسْطَارِ) مـن أُمَّـةٍ نَـسِيَتْ معاني الثَّارِ مـن أُمَّـةٍ مـنـزوعةِ الأظفارِ حَـبْـلاً ولا رَبَطَتْ خيوطَ إِزارِ حـلَّـلْـتَـهُ بـطـبائعِ الأَشرارِ مُـتـبـاهـيـاً بـعقيدةِ الكفَّارِ ومـشَـيْـتَ مِـشْيَةَ خادعٍ مكَّارِ فـوقَ الـمصاحفِ مِشْيَةَ استكبارِ وبـكـى نـهايةَ صَرْحِهِ المُنْهارِ يـجـري وما فيكُم من الأَوْضَارِ عـن ظُـلْمِكُمْ ، ولنُصْرَةِ المُختارِ يـتـرفَّعانِ بنا عن ( الأضرارِ) جَـنَحَ الصَّليبُ بكم إلى الأَوْزَارِ مِـقـدارَ مـحرابٍ وحُرْمَةَ دارِ وشـهـادةٍ لاقَـى أعـزَّ خِـيارِ حـتـى دَنَـا مـن رَبِّـهِ الغفَّارِ بـكَ ما اقتَرَفْتَ إلى طريقِ بَوَارِ بـزِمـامِ مـركَـبِها إلى الشُّطَّارِ ومَـشَـتْ بلا وَعْيٍ إلى الجزَّارِ حـتـى هَـوَتْ في ذِلَّةٍ وصَغارِ فَـرِحَـتْ يَـداكَ بِـلَمْسَةٍ لجدارِ وقَـطَـعْـتَ فـيهِ عبادةَ الأخيارِ بـالـمـوبـقاتِ براءةَ الأَسحارِ لـمُـخـادعٍ مـن أُمَّتِي ومُمَارِي عـن مـجْـدِهِم بالنَّايِ والقِيثَارِ فـي عِـشْقِ غانيةٍ وشُرْبِ عُقَارِ قَـتَـلَـتْ رُجولَتَهُم ولِعْبِ قِمَارِ مـتـجـاهـلينَ فظائعَ الأَخبارِ صَـلَـفَ الغُزاةِ وقسوةَ الأخطارِ يَـسْـرِي بهم نحوَ المَذَلَّةِ سارِي تَـبْـقَـوْنَ فـي دوَّامةِ الإعصارِ يـا شَـرَّ مَنْ سَارُوا وشَرَّ مَسَارِ هـيَ مـن صفاتِ الخائنِ الغدَّارِ لـمَّـا بَـدَتْ مـكشوفةَ الأسرارِ أَلـقَـتْ بـكـم في حُفْرةِ الأَقذارِ عـن هَتْكِ أَعراضٍ وقَتْلِ صِغَارِ لا تَـيْـأَسِـي من نُصْرةِ القهَّارِ عَـدْلاً يَـهُـزُّ ضـمائرَ الأَحرارِ عَـلَـمَ الـجهادِ ورايةَ الأَنصارِ |
