عمران بن حطان
14كانون12004
odaba
عمران بن حطان
هو عمران بن حطّان السّدوسي الشيباني، من شعراء الخوارج وخطبائهم في العصر الأموي أيام الخليفة عبد الملك بن مروان، وربما كان أكبر شاعر ظهر فيهم، وهو من قعَدة الخوارج، أي الذين لم يحملوا السلاح في سبيل دعوتهم، بل اقتصروا على التحريض بأشعارهم وأقوالهم.
طارده الحجاج، والي العراق لعبد الملك، فهرب إلى الشام، ومنها إلى عُمان، لاجئاً عند إحدى القبائل، حتى مات سنة 84هـ.
والأبيات التالية رثى فيها أمير الخوارج أبا بلال، مرداس بن أديّة:
- أصبحتُ عن وَجلٍ مني وإيجاس 2 - يا عينُ بكّي لمِرداسٍ ومصرَعهِ 3 - تـركْتَني هائماً، أبكي لمرزئتي 4 - أنكرتُ بعدك مَن قد كنتُ أعرفه 5 - إمّـا شـربـتَ بكأسٍ دار أوّلها 6 - فـكلُّ من لم يَذُقها شاربٌ عَجِلاً 7 - قد كنتُ أبكيك حيناً ثم قد يئست |
|
أشـكـو كـلـومَ جراحٍ مالها يـا ربِّ مـرداسٍ، اجعلني كمِرداسِ فـي مـنـزلٍ مُوحشٍ من بعدِ إيناس مـا الناسُ بَعدَك، يا مِرداسُ، بالناس عـلـى القرون فذاقوا جُرعةَ الكاس مـنـهـا بـأنـفاس وردٍ بعد أنفاس نـفـسي، فما ردَّ عني عبرتي ياسي |
آسي
الهوامش:
(1) الإيجاس: الإشفاق والخوف، والفعل منه أوجَس.
(3) المرزئة: المصيبة العظيمة. هائماً: حائراً.
(4) أنكرت الشيء: أبغضته، لأنه تغير إلى حال سيئة.
(5) إمّا: مركبة من (إنْ) الشرطية، و(ما) الزائدة، وجواب الشرط محذوف تقديره: فلا تحزن. والبيت التالي دليل عليه.