عرس المجد
14كانون12004
عمر أبو ريشة
عمر أبو ريشة
"ألقيت في الحفلة التذكارية التي أقيمت في حلب، ابتهاجاً بجلاء الفرنسيين عن سوريا".
يا عروس المجد، تيهي واسحبي لـن تـريْ حـفنة رمل فوقها درجَ الـبـغـيُ عـليها حقبةً وارتـمـى كـبرُ الليالي دونها لا يـمـوتُ الحق، مهما لطمتْ * * * مـن هـنـا شقَّ الهدى أكمامه وأتـى الـدنـيـا فرفَّتْ طرباً وتـغـنّـتْ بـالمروءات التي أصـيـدٌ، ضاقتْ به صحراؤه هـبَّ لـلـفـتح، فأدمى تحته وأمـانـيه انتفاضُ الأرض من وانـطـلاق النور حتى يرتوي حـلـمٌ ولَّـى، ولـم يُجرحْ به * * * يا عروسَ المجد، طال الملتقى سـكـرتْ أجـيالنا في زهوها وصـحـونـا، فـإذا أعـناقنا فـدعـونـاكِ فلم نسمع سوى قـد عـرفـنا مهرك الغالي فلم فـحـمـلـنـا لك إكليل الوفا وأرقــنـاهـا دمـاء حـرّة وامـسحي دمع اليتامى وابسمي نـحـن مـن ضعف بنينا قوةً كـم لـنـا من ميسلون نفضتْ كـم نَـبَـتْ أسيافنا في ملعبٍ مـن نـضالٍ عاثرٍ مصطخبٍ شـرفُ الوثبةِ أن تُرضي العلى * * * فـالـتفِتْ من كوّة الفردوس يا أتـرى كـيف اشتفى الثأرُ من وطـوى مـا طـال من راياته مـا نـسـيـنا دمعة عاصيتها رجـفـتْ بـالأمس سكرى ألمٍ يـا لـنـعمى خفّ في أظلالها أيـنـما جالَ بنا الطرف انثنى هـذه تـربـتـنا، لن تزدهيْ فـلـنـصن من حَرَمِ الملك لها ولـنُـسـل حنجرة الشدو بها ضـلَّـت الأمة إن أرختْ على * * * مـا بـلـغـنا بعدُ من أحلامنا أيـن فـي القدس ضلوعٌ غضةٌ وقـفَ الـتـاريخُ في محرابها كـم روى عـنها أناشيدَ النهى أي أنـشـودة خزيٍ غصّ في مـا لأبـنـاء الـسبايا ركبوا ومـتـى هـزّوا عـلينا رايةً ومَـن الـطـاغي الذي مدَّ لهم أو مـا كـنـا لـه فـي خطبه مـا لـنـا نـلـمح في مشيته يـا لذلّ العهد إن أغضى أسىً يا روابي القدس، يا مجلى السنا دون عـليائك في الرحب المدى لَـمّـتِ الآلام مـنـا شـملنا فـإذا مـصـرُ أغـانـي جلقٍ ذهـبـتْ أعـلامـهـا خافقةً كـلـمـا انقضّ عليها عاصفٌ بـورك الخطبُ، فكم لفّ على * * * يـا عروس المجد حسبي عزة أنـا لـولاهُ لـمـا طوّفتُ في رُبَّ لـحـنٍ سال عن قيثارتي لـبـلادي ولـروّادِ الـسـنـا |
|
فـي مـغـانـينا ذيولَ لـم تـعـطَّـر بـدما حرّ أبي وهـوى دونَ بـلـوغ الأربِ لـيّـنَ الـنابِ، كليلَ المخلبِ عـارضـيه، قبضةُ المغتصبِ! * * * وتـهـادى مـوكباً في موكبِ وانـتـشتْ من عبقه المنسكبِ عـرفـتـهـا في فتاها العربي فــأعـدّتـهُ لأفـقٍ أرحـبِ حـافـرُ المهر جبينَ الكوكبِ!! غـيـهـب الذلّ، وذلَّ الغيهبِ كـل جـفـن بالثرى مختضبِ شـرفُ المسعى ونبل المطلبِ! * * * بـعـدمـا طالَ جوى المغتربِ وغـفـتْ عـن كيد دهرٍ قُلّبِ مـثـفـلات بـقـيود الأجنبي زفـرةٍ مـن صـدرك المكتئبِ نُـرخـص المهرَ ولم نحتسبِ ومـشـيـنـا فوق هام النُّوَبِ فاغرفي ما شئتِ منها واشربي! والمسي جرح الحزانى واطربي لـم تـلـن لـلمارج الملتهبِ عـن جـنـاحيها غبارَ التعبِ وكَـبـتْ أفـراسـنا في ملعبِ لـنـضـالٍ عـاثرٍ مصطخبِ غـلَـبَ الـواثبُ أم لم يَغْلِبِ!! * * * فـيصل العلياء وانظر واعجبِ الـفـاتـح المسترق المستلبِ فـي ثـنـايـا نجمه المحتجبِ فـي وداع الأمـل الـمـرتقبِ فـأسـلها اليوم سكرى طربِ! مـا حـمـلنا في ركاب الحقبِ وطـيـوفُ الزهو فوق الهدبِ بـسـوانـا مـن حُـماةٍ نُدُبِ مـنـبرَ الحقد وسيفَ الغضبِ بـيـن أطلال الضحايا الغيّبِ جـرحِ ماضيها كثيفَ الحجبِ! * * * ذلـك الـحـلـمَ الكريم الذهبي لـم تـلامـسها ذنابى عقربِ؟ وقـفـةَ المرتجف المضطربِ فـي سـماع العالم المستغربِ بـثـهـا بـين الأسى والكربِ لـلأماني البيضِ أشهى مركبِ ما انطوت بين رخيص السلَبِ؟ مـن سرابِ الحق أوهى سَبَبِ مـعـقـلَ الأمنِ وجسرَ الهربِ مـخـلـبَ الذئب وجلدَ الثعلبِ فـوق صدر الشرف المنتحبِ! يا رؤى عيسى على جفن النبي صـهلةُ الخيل ووهجُ القضُبِ! ونـمـتْ مـا بـيننا من نسبِ وإذا بـغـداد نـجـوى يثربِ والـتـقـى مـشرقها بالمغربِ دفـنـتـه في ضلوع السُّحُبِ سـهـمه أشتات شعب مغضبِ * * * أن أرى الـمجد انثنى يعتز بي كـل قـفـرٍ مـتـرامٍ مجدبِ هـزَّ أعـطاف الجهاد الأشيبِ كـلّ مـا ألـهـمتني من أدبِ |
الشهبِ