أم اللغات تتحدث عن نفسها
14كانون12004
حافظ إبراهيم
أم اللغات تتحدث عن نفسها
حافظ إبراهيم
رجعتُ لنفسي فاتّهمتُ
حَصاتي
وناديتُ قومي فاحتسبتُ حياتي
رَموني بعُقمٍ في الشباب
وليتني
عقـمتُ فلم أجزع لقولِ
عُداتي
ولـدتُ ولمّا لـم أجد
لعرائسي
رجـالاً وأكفـاءً وأدتُ بناتـي
|
وَسعـتُ كتابَ اللهِ لفظاً فكيفَ أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ أنا البحرُ في أحشائهِ الدُّرُّ كامنٌ فيا ويحكُم أبـلى وتبلى محاسني فـلا تـكلوني للزمـان فـإنني أرى لرجالِ الغربِ عِزاً ومَنعةً أتـوا أهلهم بـالمُعجزاتِ تفنُّناً أيطربُكم من جانبِ الغربِ ناعبٌ ولو تزجُرونَ الطيرَ يوماً علمتُمُ سَقى اللهُ في بطنِ الجزيرةِ أعظُماً حفظنَ ودادي في البِلى وحفظتُهُ وفاخرتُ أهلَ الغَربِ والشرقُ مُطرقٌ أرى كـلَّ يـومٍ بالجرائدِ مَزلقاً وأسمعُ للكتابِ فـي مصرَ ضَجّةً أيهجرنـي قـومي عَفا اللهُ عنهمُ سَرَت لوثَةُ الإفرنجِ فيها كما سرى فجاءَت كَثوبٍ ضَمَّ سبعينَ رقعـةً إلى معشرِ الكتابِ والجمعُ حـافِلٌ فـإمّا حياةٌ تبعثُ الميتَ في البِلى وإمّـا ممـاتٌ لا قيامـةَ بعـدَهُ |
وغايةً
|
ومـا ضقتُ عن آيٍ به وتنسيـقِ أسمـاءٍ لمخترعـاتِ فهل سألوا الغوّاصَ عن صدفاتي ومنـكم وإن عـزَّ الدواءُ أساتي أخـافُ عليكم أن تحـينَ وفاتي وكـم عَزَّ أقـوامٌ بعـزِّ لُغاتِ فيـا ليـتَكم تـأتونَ بالكلماتِ يُنادي بوأدي فـي ربيعِ حياتي بمـا تحتـهُ من عَثرةٍ وشَتاتِ يعـزُّ عليـها أن تَلينَ قناتـي لهـنَّ بـقلبٍ دائـمِ الحسراتِ حَيـاءً بتلكَ الأعظمِ النَخراتِ مـنَ القبرِ يُدنيني بغيرِ أنـاةِ فأعـلمُ أنَّ الصائحينَ نُعاتـي إلى لغـةٍ لـم تتصـلِ برُواةِ لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ مشكلةَ الألـوانِ مُـختلفـاتِ بسطتُ رَجائي بعدَ بسطِ شَكاتي وتُنبتُ في تلكَ الرُموسِ رُفاتي مماتٌ لَعمري لـم يُقس بمماتِ |
وعظاتِ