الحرية
09آب2008
سيد قطب
سيد قطب رحمه الله
هي قصيدة نادرة مجهولة لم تنشر من قبل في أي كتاب من الكتب التي أرَّخت لسيد قطب، أو الدراسات التي جمعت شعره المتناثر في الجرائد والمجلات.
نشرتها مجلة جريدة الإخوان المسلمون في عددها العاشر– السنة الأولى– بتاريخ 25 ربيع الثاني 1352 ه- 1933 ميلادية، ضمن مقال للأخ الشاعر سلامة خاطر ناظر معهد حراء بالإسماعيلية في مقال له بعنوان "الحبيبة المنشودة".
الحرية
تيمت كل فؤاد في هواها واستوت من كل نفس في حشاها مُزجت بالروح في تكوينها فهي لا ترضى بها شيئًا سواها فُـتـن الـطفلُ بها في مهده وغرام الشيخ فيها قد تناهى سـبَّـح الـعـصـفورُ شدا باسمها ورآها فتنةً لمَّا رآها هـي روحـانية في سحرها مُزجت بالروح فازداد سناها صـوروهـا وتولوا وصفها ويْحَكُم يا قوم شوَّهتم حلاها إنـها في النفس أبهى صورةً فدعوها حيث شاءت تتباهى هـي معني غير محدود فلا تحصروها في حدود تتناهى اتـركوها تسبح الأرواح فيها إنكم لن تدركوا يومًا مداها ليس في الألفاظ أو بين الدمى مفصح عنها كما نحن نراها هي ماذا؟ هي معنى قد سما هي روح يبعث الموتى شذاها هي وحي يلهم النفس فتسمو عن خسيسات الأماني وخناها أرأيـت الـطير يشدو فرحًا منشدًا عذب الأماني منتقاها هـو لـمـا ذاق مـنـها كأسها أسكرته فتغنى في لماها أم رأيـت الـطـفـل إذ تكبحه تظلم الدنيا ويغشاه دجاها هـو لا يرجو سواها متعة وهو إذ يبكي على شيء بكاها هـي روح الحسن في عليائه صورة أخرى له أنت تراها جـاهـد الأحـرار في ميدانها ثم ماتوا بفخار في حماها لو يضحوا في هواها غاليًا كل ما عزَّ رخيص في هواها |
هذا هو نص القصيدة .. ثم يعلق عليها كاتب المقال قائلاً:
"في هذه الأبيات ألفيت ضالتي مسطورة منشورة، بعد أن طافت بخلد الشاعر الطريف 'سيد قطب'، فدارت معانيها بخاطري وسرت من نفسي مسرى الشفاء في الداء، إذ وجدته يتغنى بفاتنة الأرواح الزكية البريئة من مبدأ الأزل إلى آخر الأبد، وهي بذاتها لا تتعدى.. الحرية".