النووي البار
من فضائل الإمام النووي التي غطت عليها فضائله العلمية فلا تذكر أنه كان شدير البر بوالديه.
وقد ظهر هذا في عدد من قصائد الرثاء التي رثي بها -وقد رثي بثلاث وعشرين قصيدة-.
-ومن ذلك قول الأديب الفاضل المحدث علي بن المظفر الكندي:
ما زال بر الوالدين شعاره
مذ أوتي الحكم المبين صغيرا
-وقال الفقيه الإمام الصدر الرئيس أحمد بن محمد التغلبي:
أعيني جودا بالدموع الهوامل
وجودي بها كالساريات الهواطل
على قانت (بر) طهور موفق
ورب الهدى والزهد حاوي الفضائل
-وقال الشيخ الفاضل إسماعيل البسطي:
وبر أباه إذ فداه بروحه
فيا حبذا برا لديه موفرا
وكأنه يقصد أن الشيخ في تقدمه على أبيه فداه بنفسه.
وقد مات الشيخ في حياة والديه عن (45) سنة كما هو معلوم.
ولم يقتصر بره بهما في حياته، بل برهما بعد موته، وهذا ما قاله العلامة شيخ الأدب محمد بن أحمد الأربلي:
بررت أصليك في داريك محتسبا
فقد تكافأ فيك الحزن والجذل
وهذا البر كما شرحه الشاعر نفسه: (من حيث إنهما صبرا على موته فأثيبوا عليه).
فانظروا إلى هذا البر الممتد !
وكلما تسبب المرء بخير لأهله حيا وميتا ازادت محبته، وارتفعت درجته، وعظم فقده.
رحم الله النووي، ووالديه، وأهله، ومجاوريه، وأهل نوى، وفرج عنهم.
وعامل بعدله من فجر قبره وآذاه، وآذى محبيه.
وسوم: العدد 623