دور الدين في حياة الناس
للدين دور مهم فعال في حياة الناس ، فهم على خلاف الحيوانات والنباتات لديهم إحساس روحي وتوق عارم لاتصال أوثق وأمتن بخالقهم _ سبحانه وتعالى _ ، وبصرف النظر عن خلفياتنا الدينية ومعتقداتنا ، يعد الدين جانبا مهما في حياتنا لكونه مصدرا للإلهام وللأخلاق الحميدة ، ولراحة النفس ، ولكونه يوفر لنا التعزاء والتسلاء في أوقات الشدة والأسى . ومع ذلك ، ومع أن الدين يهبنا نظاما أخلاقيا يبين لنا كيف نحيا في سلام وأمان ، ويعيننا على مجابهة المشكلات ؛ فإنه من الجائز أن يُضار استخدامه . والواقع أن معظم مشكلات العالم منبعها التعصب والتطرف في الدين . فالمتعصبون دينيا يدفعون بعقيدتهم إلى التطرف ، ويجنحون إلى طرائق العنف رغبة منهم في إشاعة تعاليم دينهم ، وضمانة للالتزام بكل ما في هذا الدين من مبادىء . وتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في 2001 ، وقتل المسلمين في جوجرات في الهند في 2002 ، والتفجير الذي وقع في بال في ذات العام ؛ أمثلة صحيحة على ما نقول ؛ إذ قتلت آلاف النفوس البريئة في تلكم الحادثات المؤسيات . ويختطف هؤلاء المتعصبون دينهم صوب غاياتهم الذاتية مع أن الدين يعلمنا التسامح ، وقبول سوانا ، ويحضنا على الأعمال الصالحات والخلائق القويمات . ويتجلى الأصوليون الدينيون محدودي العقلية حين يتحدون قيم الاحترام الإنسانية ، وحرية المعتقد ، والحقوق الإنسانية الأساسية اخرى . ويكاد يستحيل تقريبا تشجيعهم على التفكر في حقوق الآخرين ، فكل ما يهمهم الوصول إلى مبتغياتهم بالقتل والتدمير . وتراهم يضمرون توقيرا شديد الضآلة لعقائد سواهم وقيمهم الإنسانية لاعتبارهم إياهم كفرة يستوجبون عقاب الله _ سبحانه وتعالى _ . إذن الدين مثلما أسلفنا قد يضار استخدامه ، وكثيرون ممن يسمون زَعمًا قادة دينيين استثمروا الدين لتحقيق مبتغياتهم الذاتية ، وإنه لمن السخرية المؤسية أن كثيرين منا سقطوا ضحايا لانعدام عقلانية هؤلاء القادة المزعومين . وثمة ضرورة حيوية في البلاد المتعددة الثقافات والديانات إلى تفهم عقائد الآخرين وتقبلها ، وإلى التسامح إزاء مراسهم لها . وعليه ، مهمٌ أن نغرس في النفوس والعقول توقير العقائد المغايرة لعقيدتنا ، ولا نتيه في مضلة الأصولية التي تقود في الختام إلى تحطيم الانسجام في البلاد . ويجب إطْلاع الصغار على العقائد الأخرى في البلاد ، وتشجيعهم على معرفتها ، ومعرفة مبادئها وأحكامها . ومن شأن ذلك ، بقدر ما ، أن يشجع النشء على تقييم المعتقدات الأخرى في البلاد تقييما سليما . كذلك يجب على الحكومة أن تؤدي واجبها في هذا الجانب ، ويجب مقاومة أي صورة من صور التطرف الديني ، وعزل من نضبطهم متلبسين بإثارة البغضاء في الدين .
*موقع " مقالات لطلاب الثانوية " الإنجليزي .
وسوم: العدد 803