أغنية (الجَدّ)
من روائع الغناء الفلامنكو الأسباني
خوسيه أنطونيو مارتينث José Antonio Martínez مزارعagricultor ، عمره 71 سنة، من مدينة كوينكا ِ Cuenca (166 كم جنوب مدريد). وقد تقدم إلى برنامج مكرس لأصحاب المواهب 'Got Talent' ، حيث بدأ قوله موجها إياه للجنة التحكيم: (إذا لم أثر مشاعرك، وما سأغنية لم يجتحْ قلبك، لا تصوت لي بـ"نعم").
وبصراحة هذا المزارع المغني قد ملك قوب الجماهير ولجنة التحكيم، من أول وهله، لصوته الأندلسي الرخيم، ذو الطابع الفلامنكو، والمعاني السامية التي تدور على دور (الجدّ) في العائلة، والكلمات الراقية التي سلبت مشاعر الجمهور الذي ما فتأ عن التصفيق له طيلة الأغنية.
صورة المزارع الهاوي مع صاحب القيثار
الأغنية
في الشارع يمشي الهوينا،[1]
بيده عصاه، وفي الأرض العيونا [2].
فارق الحبيبه [3]،
بعد أن كانت على القلب أمينه.
في الشارع وحيدا حزينا،
لا حبَّ ولا حنينا.
مكانك هناك في ركن البيت،
واصمتْ، فأنت لا تعرف المصير،
مكانك هناك في ركن البيت.
كدَّ [4] ليل نهارَ
وضَحّى لكل العائلة حتى لا ينقصها شيء.
تقاسم معهم أملاكه، بيته، وراحته،
والآن وحيدا، ينتظر أن يُرحِّلوه.
أحفاده يتساءلون: أين تأخذون جدنا [5]؟
عندما تكبرون، سنأخذكم لاحقا.
حزين جدا فالشفقة طريق بعيده،
يبكي على أولاده، ويتذكر أحفاده.
وعندما يأتون الأطفال لرؤيته:
جَدَّو! تعال معنا للبيت،
تعالَ معنا للبيت،
أحفادك يحبّوك.
أيها الجد: مكانك هناك في ركن البيت،
واصمتْ، فأنتَ لا تعرف المصير.
الجد، من الحزن، يحتضر،
ودفء أبنائه قد تبخر.
كم هو حزين الرحيل بعيدا !
[1] PASÓثقيلة فبدلناها بكلمة يمشي، وحذفنا كلمة الجد لانها مفهومة. تَمْشِي الْهُوَيْنَا : تَمْشِي بِتُؤَدَةٍ وَرِفْقٍ. قال الشاعر: إِذا ما أردتَ الأمرَ فامضِ لوجهِهِ ... وخلِّ الهُوَينا جانباً متنائيا. وقال آخر: جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها ... تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها. تُؤَدَة جمع تُؤَدات: رزانة وتَأَنٍّ وتمهُّل:- تكلّم بكلِّ تُؤَدَةٍ ورويَّة، - يتصرَّف في الأمور بتُؤَدَة.
[2] استخدمنا النثر المقفى دون الخلل في المعنى، لأنه الأقرب للذوق العربي.
[3] بمعنى فقد، وقد بدلناها بفارق الحبيبة اختصارا وأدى نفس المعنى.Perdió
[4] ترجمناها أولا (بشقاء)، والشقاء: العسر والتعب والشدة. يقول الشاعر: الرِزقُ يَأتي وَإِن لَم يَسعَ صاحِبُهُ ... حَتماً وَلكِن شَقاءُ المَرءِ مَكتوبُ. ثم اخترنا كلمة (كدّ)، ويكد في طلب الرزق: يسغى بحهد شاق.
[5] وكذلك (أحفاده) أفضل من (الأحفاد) في النص. (الجد) في النص، ترجمناها (وجدنا) أكثر شاعرية.
وسوم: العدد 845