إدارة ترامب تروّج سرًّا لصفقة القرن..
يوني بن مناحيم / الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربي news 1
بينما إسرائيل مشغولة في الصراع السياسي الداخلي بعد النتائج النهائية لانتخابات الكنيست، تحاول إدارة ترامب سرًّا الترويج لصفقة القرن أمام الدول العربية المعتدلة، وكذلك مع السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس، على الرغم من المعارضة الفلسطينية غير مسبوقة لخطة السلام الأمريكية.
ظهر قائد حماس أ. إسماعيل هنية في الثاني من مارس / آذار على قناة "الميادين" التلفزيونية وأطلق "قنبلة سياسية"، حيث أعلن أن إدارة ترامب حاولت عدة مرات فتح محادثات ثنائية مباشرة وعقد اجتماعات سرية مع ممثلي حماس لدفع خطة السلام الأمريكي "صفقة القرن"، وأن حماس رفضت جميع تلك المحاولات لأنها تخدم الرؤية الأمريكية.. "وأنه ليس هنالك ما نتحدث عنه".
ولم تنكر الحكومة الأمريكية كلام هنية، الذي يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض لضغوط ومحاولات لإنتاج أي زخم من شأنها أن تمكن من الترويج لخطة السلام الأمريكية، بعد أن أعلنت حركة حماس "منظمة إرهابية" في يناير 2018، وبعض قادتها كذلك مثل: يحيى سنوار، ومحمد الضيف، و روحي مشتهي، وفتحي حماد إلى قائمة الإرهابيين الدولي.
إدارة ترامب تُدرك أن حماس أصبحت عاملاً إقليميًا مهمًا لا يمكن تجاهله، ويمكنها نسف خطة السلام، لأنها حاولت نسف اتفاقات أوسلو من خلال موجة كبيرة من الهجمات الإرهابية في الضفة الغربية وداخل إسرائيل نفسها.
ويقدر مسؤولو حماس أن إدارة ترامب ستكون مستعدة لإزالة حركة حماس وقادتها من قوائم الإرهاب، إذا وافقوا على مناقشة "صفقة القرن" تمامًا كما فعلت مع حركة طالبان، التي توصلت في النهاية إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب في أفغانستان بعد 18 عامًا.
من المتوقع أن يؤدي رفض حماس للتفاوض مع إدارة ترامب على صفقة القرن إلى زيادة الضغط الأمريكي على حماس في الشرق الأوسط من خلال إسرائيل والدول العربية المعتدلة: مصر والسعودية وعمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
كما أنه في الأسبوع المقبل، ستفتح المملكة العربية السعودية محاكمة 14 من نشطاء حركة حماس، والذين اعتقلوا بتهمة نقل الأموال للجناح العسكري لحماس في قطاع غزة.
وسوم: العدد 867