لوموند: ترامب عمق غطرسة ابن زايد "الأخ الأكبر" لابن سلمان
نشرت صحيفة "لوموند" تقريرا تحدث عن امتداد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وعن العلاقات التي تربطه مع الولايات المتحدة.
وقالت، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن والد محمد بن زايد آل نهيان يعتبر مؤسس الإمارات العربية المتحدة. وقيل إنه كان يستدعي أبناؤه كل يوم جمعة ويلقنهم درسا في سياسة الرعية، فكان يغلق أجهزة التكييف حتى يذكرهم بشدّة حرارة الصحراء ويفقهوا أهمية العمل، لأن عوائد النفط لن تستمر إلى الأبد وهي تؤول إلى الزوال لا محالة.
ويشغل محمد بن زايد منصب وزير دفاع في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، لكن في الواقع، هو رجل نافذ في اتحاد الإمارات العربية المتحدة ولديه تعطش من أجل السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن محمد بن زايد يعتبر مصمم الحرب ضد الحوثيين في اليمن، إلى جانب حليفه الأول، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ويقف الرجلان أيضا وراء الحصار المفروض على قطر سنة 2017. وساهم محمد بن زايد في صعود رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي إلى السلطة سنة 2011، وهو الذي يدعم خليفة حفتر في الحرب ضد حكومة طرابلس المعترف بها دوليا. بالإضافة إلى ذلك، يمتد نفوذه من أفغانستان إلى اليمن.
وقالت الصحيفة إن نفوذ محمد بن زايد يصل إلى إفريقيا، حيث تتوسع شبكته يوما بعد يوم عن طريق الأسلحة في ليبيا وموارد مالية في موريتانيا والسنغال وبوتسوانا ومدغشقر. ويقال كذلك إنه يتمتع بنفوذ كبير في برج ترامب، معقل الرئيس الملياردير في نيويورك.
انتقام "الفاطميين"
نوهت الصحيفة إلى أنّ آل نهيان، أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي، لا يروق لهم هذا النفوذ ويرفضونه. ويزداد انزعاجهم لأنهم يشكون في أن محمد بن راشد آل مكتوم يأوي طموحات سياسية.
وأضافت الصحيفة أن الأزمة المالية التي شهدتها دبي سنة 2008 هزت البلاد، حيث انهار قطاع العقارات وفر المغتربون بسبب تراكم الديون. حينها، كانت الفرصة سانحة أمام أبو ظبي للانتقام. وحسب دبلوماسي سابق متمركز في أبو ظبي، تضمن اتفاق الإنقاذ فقرة سرية تنص على تنازل أسرة آل مكتوم عن رئاسة دولة الإمارات. في المقابل، كان تغيير تسمية برج دبي، أطول برج في العالم في يوم افتتاحه إلى "برج خليفة" اللحظة الأكثر إذلالا لمحمد بن راشد.
خدمت الأقدار محمد بن زايد وأخلت له الساحة بعد إصابة الخليفة نفسه بنوبة دماغية. وعملت والدته الشيخة فاطمة، وهي الزوجة الثالثة للشيخ زايد، على خدمة مصالح أبنائها الستة، الملقبين "بالفاطميين" حيث يشهد أحد أفراد أسرة التاج الإماراتي أنها أزالت جميع ممثلي فروع عائلة نهيان من الحياة العامة بإراقة الدماء وحتى بالشوكران.
يعادي الإخوان المسلمين
أوردت الصحيفة أن محمد بن زايد يعادي الإخوان المسلمين وقد حارب حركة الإصلاح، وهم الفرع الإماراتي للإخوان. ".
وأشارت الصحيفة إلى أن ابن زايد يرى إلى أن الإخوان المسلمين يشكلون تهديدا لبلاده. وبعد "الربيع العربي" سنة 2011، تحولت الإمارات إلى دولة بوليسية. واتخذت الإمارات اتجاها معاكسا للثورة في العالم العربي، حيث فرضت مراقبة على جميع الأصوات المناهضة للنظام حتى أخمدتها تقريبا.
أبو ظبي في المناورة
وقالت الصحيفة إن انقلاب المارشال السيسي في تموز/ يوليو 2013 ضد الرئيس محمد مرسي يرجح أنه من تمويل أبو ظبي. واعتبر ذلك انتصارا مدويا لابن زايد من خلال الانتقام المزدوج من الإخوان ومن باراك أوباما، المتهم بإطلاق سراح حسني مبارك.
ودعم محمد بن زايد صعود دونالد ترامب إلى السلطة، وهو ما كشفته عملية اختراق صندوق بريد سفير الإمارات في واشنطن. بالإضافة إلى ذلك، يتدخل محمد بن زايد في شؤون الدول الأجنبية في فرنسا وفي الهند من خلال دعم رئيس الوزراء ناريندرا مودي. إلا أنه لا يدعم رجب طيب أردوغان الذي تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة0
الفشل الذريع في قطر واليمن
بينت الصحيفة أنه بتربع ترامب على السلطة، تمكن محمد بن زايد من إطلاق العنان لغطرسته من خلال إعادة تثبيت عقوبات أكثر صرامة على إيران مقابل دعم "خطة سلام" دونالد ترامب المناهضة للقضية الفلسطينية، ليتخلى بذلك عن سياسة والده المؤيد للفلسطينيين.
ولا يخفى الفشل الذريع في حرب في اليمن، التي اندلعت سنة 2015. ولئن تمكن الإماراتيون من ترسيخ أنفسهم في جنوب البلاد والسيطرة على جزيرة سقطرى وميناء عدن، إلا أن البلد تكبد خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
الاضطلاع بدور الأخ الأكبر
ختمت الصحيفة بالقول إن محمد بن زايد أقام تحالفا مع محمد بن سلمان الذي يدعم برنامج التحديث بالكامل، خاصة أنه مستوحى بشكل صريح من نموذج الإمارات.
في هذا الثنائي، يمثل محمد بن زايد المرشد والأخ الأكبر. ولتحقيق أهدافه، فقد تغاضى عن أخطاء ربيبه الشاب على غرار اختطاف سعد الحريري واغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وسوم: العدد 878