ينادوننا فلاڤة
حول الكاتب والكتاب:
- أنهيت قراءة الكتاب صيف العام الماضي بتاريخ:السبت 3 محرم 1442 هـ الموافق لـ 22 أوت 2020
- Commandant Azzedine «ONNOUS APPELAIT FELLAGHAS», Editions Stocks, France, 4trimestre 1976, Contient 349 Pages.
- سبق للقارئ المتتبّع أن تطرّق للكتاب من زاوية تعذيب واغتاب المجرمين الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين للجزائريات عبر مقال لمن أراد أن يستعين به[1].
- يندرج الكتاب ضمن المذكرات. وكتب بلغة فرنسية عالية، وراقية، وبأسلوب أدبي رفيع يجذب القارئ، ويدفعه لمواصلة القراءة. وواضح جدّا أنّ الرائد عزّالدين متمكّن، وضليع في الكتابة باللّغة الفرنسية، ويتقن أدواتها بإحكام.
- أعترف أنّ عنوان الكتاب -وحسب ترجمتي-: "ينادوننا فلاڤة"، هو الذي دفعني لشراء الكتاب، ولقراءته. وأعترف أنّي لم أقف -لحدّ الآن- عن سرّ عنوان الكتاب.
- أعاتب بقوّة المجاهد عزّ الدين استعماله لمصطلح "Insurrection" أي "عصيان وتمرد". ولم يستعمل مصطلح الثورة. 38
- يقول: انطلقت الثورة الجزائرية في الأوراس وفي أماكن أخرى من الوطن، ولم تنطلق في الجزائر العاصمة. ويتساءل عن السبب. 43
- يحتوي الكتاب على معلومات كثيرة، وضخمة حول الثورة الجزائرية من حيث وحشية المستدمر الفرنسي، وطرق تعذيب النّساء والرجال، واغتصاب الجزائريات، وعظمة الجزائريين، والمعاناة التي كان يتلقاها من هم في الجبال والأرياف، وزوايا خفية عن بعض الشخصيات الجزائرية.
- لاأنصح أصحاب القلوب الرقيقة بقراءة بعض محطات الكتاب خاصّة الأخيرة منه. ولا أنصح بعض المتعلّقين ببعض الشخصيات الجزائرية قراءة الكتاب إن كانوا من أصحاب القلوب الرقيقة.
- أنصح بقوّة من تدرّب على النقد، والتحليل، والأخذ والردّ قراءة الكتاب.
- امتاز الكتاب بأسلوب في غاية الروعة، والجمال، والجلال من حيث براعته، وتقوّقه في الكتابة باللّغة الفرنسية، وبأسلوب أدبي محكم، ومتقن.
- واضح جدّا أنّ الكاتب كان صادقا في وصف العدو الفرنسي، وزملائه في الجهاد، ومعاناة المجتمع الجزائري، ومعاناته مع بعض زملائه. ولذلك أطالب بقوّة قراءة الكتاب، ونقده. وقد يقول قائل: كيف عرفت أنّه صادق؟ أجيب: القراءة المتكرّرة، والمتنوعة، والمتضاربة، والنقد، والمقارنة، والأخذ والردّ تجعل القارئ المتتبّع يعرف صدف الكاتب.
- تعمّد الكاتب عدم ذكر شخصية عسكرية جزائرية، ورمز إليها بحرفcommandant x.وهي الحالة الوحيدة التي لم يذكر من خلالها الشخصية المطروحة، وتعمّد الرمز إليها بالمجهول. ومن ناحيتي لاأتساءل من يكون؟ وأضيف: يشترك صاحب الكتاب في هذه النقطة مع الكثير، والكثير من الجزائريين عبر مذكراتهم الذين رفضوا -وما زالوا- يرفضون ذكر الأسماء. وللأمانة، قرأت مذكرات الفرنسيين ولم يستعملوا الاسم المجهول، وذكروا أسماء الفرنسيين، والجزائريين. وحذف المعلوم واستبداله بالرمز، والمجهول من المصائب التي أصابت الجزائريين، وقد كتبت في هذا الموضوع كثيرا عبر مقالاتي، ومناشيري من خلال صفحتي.
ميلاد النشيد الوطني:
- طالب عبان رمضان بوضع نشيد وطني. وطالب من الميزابيين المسيطرين على التجارة بالانضمام إلى الثورة الجزائرية. 16
- بن خدة، ورابح لخضر طلبا من مفدي زكرياء وضع نشيد يجمع الجزائريين. فرفض مفدي زكرياء في البداية بحجة الضغوط الممارسة على التجار الميزابيين ، فوعده عبان رمضان أن يعالج الأمر. 17
- بعد يومين أعدّ مفدي زكرياء النشيد الوطني بتاريخ أفريل 1955 بالقبة، وبحضور كلّ من: عبان رمضان، وبن خدة، ولخضر، والطالب رشيد عمارة. 17
- اقتنع في الأخير إخواننا الأعزّاء الميزابيين بما طلبه منهم عبان رمضان، وبن خدة، ولخضر، وساعدوا الثورة الجزائرية وتفانوا في تقديم مساعدات معتبرة.
- تمّ إلقاء القبض على الشاعر مفدي زكرياء بتاريخ: 11 أفريل 1956. ص18
شروط الالتحاق بالثورة الجزائرية:
- كلّ من يريد أن يلتحق بالثورة الجزائرية يخضع لتحقيق شخصي شديد. 52
- كلّ من يريد أن يلتحق بالثورة فهو مطالب بحرق وثائقه الشخصية، وكلّ صوره، وكلّ ماله علاقة بماضيه. ولا يحقّ للمجاهدين أن يسألوه: من أنت، من أين جئت؟ ماذا تريد؟ وهذه الهوية المجهولة لصالح المنضم للثورة لأنّها تحميه، وتحمي عائلته، وأصدقائه في حالة ما إذا تعرّض للاستدمار الفرنسي والخونة من الحركى. ويصعب على الاستدمار الفرنسي البحث عنه والقبض عليه لأنّه في نظرهم دون هوية. والمسؤول هو الذي يحقّ له دون غيره معرفة تفاصيل المنضم للثورة لأنّهم فعلا يعرفون أدقّ التفاصيل عن العنصر الجديد. ويصعد للجبل باسم مستعار الذي سيعرف به وينادونه به، وينسى اسمه الحقيقي. وبعد استرجاع السيادة الوطنية يعيد اسمه الحقيقي ويستعمله في حياته اليومية، والشخصية، والمهنية. 52
- ولذلك قيل له أنت من الآن: "عز الدين" ولم تعد تسمى "زراري رابح" حتّى لأقرب النّاس إليك. 53
مساعدة القرى والأرياف للثورة الجزائرية ومعاناتهم:
- تحدّث عن مساعدة سكان القرى والأرياف للثورة الجزائرية، وهم أحقّ النّاس بالمساعدات من شدّة الفقر. 55
- فرضت الثورة الجزائرية على سكان القرى والأرياف عشر 1/10 مايملكون لتقديمها كمساعدة للثورة الجزائرية.
- كانت الثورة الجزائرية بدورها تعيد توزيع المستحقات على العائلات المحتاجة وتعفيهم من دفع مستحقاتهم. 58
- أصبحت الجبهة ثرية جرّاء جمع اشتراكات الشعب الجزائري، وكان بإمكانها شراء مايحتاجه جيش التحرير من أكل. وعادت الفائدة على الجيش والشعب معا. 64
- كنّا نعرف كلّ شيء من خلال تحكمنا في مداخل ومخارج القرى والأرياف. وكان الشعب الجزائري يحبّنا كثيرا. وارتكبنا بعض الأخطاء النفسية في حقّ الشعب الجزائري والتي أدّت إلى أخطاء خطيرة، ودفعنا ثمنها غاليا. 65
- لم يكن الشعب يشكّ يوما في انتصارنا وفي استرجاع السيادة الوطنية ذات يوم. 65
- سيطر الشيخ عليوني على الشعب بخرافاته كأن يهدّدهم قائلا: سأحوّلك إلى حجارة !وصدّقه الكثير من رجال ونساء، فاتّجهت إليه فرقة من جيش التحرير، وأوقفوه بالقوّة. وحين فتّشوا بيته وجدوا كنزا كبيرا من خيرات الشعب الجزائري التي كان يدفعها له، وهو يموت جوعا، وفقرا، وعريا. ومن يومها توقف ولم يعد لشعوذته. وقالوا له متهكمين: مادمت تحوّل النّاس إلى حجارة فاستعمل قوتك لطرد الاستدمار الفرنسي، وأرنا إيّاها. 67
بومدين كما يراه الرائد عزّ الدين:
- وقفت مطوّلا عند شخصية هواري بومدين رحمة الله عليه. فقد تعرّض لها الكاتب من زاويته، وأبدى إعجابا بشخصيته حتّى أنّه قال: لو تأخّر بومدين عن السيطرة على الوضع ابتداء من سنة 1958 لتأخّرت الجزائر عن استرجاع سيادتها لسنوات أخرى. وأعترف أنّي لأوّل مرّة أقرأ مثل هذه الشهادة. ويمكن للناقد بعدها أن يقبل، أو يأخذ، أو يرد الشهادة.
- نفس الخلاصة التي وصلت إليها الأستاذة [2]Saphia Arezkiفيما يخصّ بومدين وأنا أنهي قراءة كتابها والذي هو هو رسالة دكتوراه، والتي سبق للرائد عزّ الدين أن وصل إليها وبتاريخ: جويلية 1976. ويوجد هناك تطابقا كبيرا فيما يخصّ النظرة لبومدين، وفي خصائصه التي مكّنته ليكون قائدا رغم أنّ الأستاذة صافية أرزقي كانت في كتابها -وحسب قراءتي- معارضة شرسة لبومدين عكس الرائد عزّ الدين الذي أبدى إعجابا ببومدين. والتقت الأستاذة ودون شعور منها مع الرّائد عزّ الدين في ذكر صفات بومدين التي أهلته للقيادة.
- للأمانة، وصف "سي مراد"[3]رحمة الله عليه بومدين رحة الله عليه في مذكراته: "مذكرات النقيب سي مراد (عبد الرحمن كريمي)، تحرير الأستاذ: ج حنيفي، دار الأمة، برج الكيفان، الجزائر، الطبعة الأولى 2005، من 353 صفحة، بأوصاف تخالف تماما، وعكس ماذكره الرائد عز الدين، والأستاذة صافية أرزقي لمن أراد المطالعة، والمقارنة.
تعذيب وحرمان المجرمين الفرنسيين:
- تحدّث عن أحد المجاهدين الذين تعرّضوا للتعذيب من طرف الجلاّدين السّفاحين الفرنسيين، فقال: حطّموا عموده الفقري، وسحقوا خصيتيه. 18
- وضع الاستدمار الفرنسي 57 جزائري في غرفة من 4 أمتار عقب مجزرة 8 ماي 1945. ص32
- تمّ تعرية جزائري كليا في السّاحة ورمي الماء المتجمّد عليه، عقب مجزرة 8 ماي 1945 . ص33
- كانت المدارس مخصّصة لأبناء فرنسا الاستدمارية، ولأبناء القياد. وقليل من أمثالنا من الجزائريين من يدخلها. 28
- كان ممنوع على الجزائري أن يستمع لبعض الإذاعات المحرّمة من طرف الاستدمار الفرنسي. ويتعرّض صاحبها لعقوبات. 30
مساعدة بعض الفرنسيين للثورة الجزائرية وعظمة المرأة الجزائرية:
- عائلة Pierre Chaulet، اشترت للثورة الجزائرية بمالها الخاص آلة الطبع Ronéosلطبع وثائق الثورة الجزائرية. ووضع سيارته تحت تصرف المجاهدين، وبيته، وعلّم الطب للشباب الجزائري المؤيّد للثورة الجزائرية. وهو الذي أجرى العملية الجراحية للرائد عزّ الدين خفية عن الاستدمار الفرنسي. 19 و21
- كان بعض النسوة الجزائريات أكثر تعاونا مع الثورة الجزائرية من الرجال، وكانوا أشجع من بعض الرجال.61
الثورة الجزائرية والشباب الجزائري:
- تحدّث المجاهد عزّ الدين عن تجاوزات حدثت من طرف المجاهدين ضدّ الأبرياء من الجزائريين إبّان الثورة الجزائرية. وواضح جدّا أنّه يقصد بالتجاوزات الإعدامات، وقد ذكر بعض الأمثلة.
- حصر التجاوزات في سبب واحد ألا وهو: صغر سن المجاهد يومها. وقد قال عن نفسه أنّه كان حينها في العشرين من عمره سنة 1956. وهذا السن ينطبق على الأغلبية السّاحقة من المجاهدين إن لم يكن كلّهم. وقال: وماذا تنتظر من شاب في العشرين من عمره وبيده السّلاح، والأمر والنهي !.
- أريد أن أقول: من عظمة الثورة الجزائرية أنّ الشباب هو الذي فجّرها، وواجه جمر الاستدمار الفرنسي بجمر الشباب، واقتحم نيران المحتل بنار الشباب. وهو لايملك حيها خبرة، ولا تدريبا، ولا عتادا، ومطارد أينما حلّ، وحافي القدمين، ولا يعرف نوما، ولم يذق طعاما. وفضلهم على الجميع عظيم.
- هذه الميزة العظيمة كانت في نفس الوقت لها سلبيات ذكرها أصحابها عبر مذكراتهم، وتمثّلت بالخصوص في بعض الإعدامات التي مسّت بعض الأبرياء من الجزائريين بسبب صغر السن.
- كلّ مذكرات المجاهدين جزائريين التي قرأتها باللّغتين العربية والفرنسية يعترف أصحابها بهذه الأخطاء التي وقعت إبّان الثورة الجزائرية، ويرجعونها لصغر السن يومها. ويكفي أنّهم ندموا، واعترفوا بها حين كتبوا مذكراتهم وهم في 75 و80 من أعمارهم الزكية.
- أعترف أنّي قرأت هذه الشهادات لدى فرنسيين مجرمين وفرنسيين ساعدوا الثورة الجزائرية، ولم أتطرّق إليها إلاّ بعد أن قرأتها لدى الكثير من المجاهدين عبر مذكراتهم، بالإضافة إلى شهادات سمعتها من أصحابها.
- حضرت محاضرة ألقاها المجاهد يوسف الخطيب[4]أمدّ الله في عمره بدار الثقافة لولاية الشلف، وبتاريخ: 28 ربيع الثاني 1436هجري، الموافق لـ 18 فيفري 2015. وحين سئل عن هذه الأخطاء التي حدثت إبّان الثورة الجزائرية، أجاب بالحرف الواحد: "C’est la loi de la révolution" أي: إنّه قانون الثورة.
- خلاصة، أسيادنا من الشهداء الشباب الذين كان لهم فضل السّبق وتفجير الثورة الجزائرية، سيظلّ فضلهم على الجميع قائما. وإذا ارتكبت أخطاء باعتبارهم كانوا يومها شبابا، فإنّ كلّ ثورة تحمل في أحشائها العظمة الدائمة، وفي نفس الوقت الأخطاء التي تصدر من هذا أو ذاك بسبب صغر السن أو سبب آخر.
- أسيادنا الشهداء رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم، وكذا المجاهدين ليسوا ملائكة لايرتكبون الأخطاء. فلا داعي أن يرفعوا إلى مصف العصمة فإنّ ذلك ممّا لايليق. ونذكر أخطاءهم كما نذكر عظمتهم، وفضلهم الدائم علينا.
الثورة الجزائرية والحالة الجنسية للمجاهدين:
- يحدّثني جنودي عن زوجاتهم، وعن اللّواتي مازلن يشغلن بالهم. 198
- أعرف أنّ بعض جنودي كانوا يمارسون الاستمناء خفية، وهم يدفعون رغباتهم حتّى أصيبوا بالقلق. 198
- حتّى أنا شعرت بقلّة رغبتي تجاه موضوع الجنس منذ شهور، بسبب بعدي عن الزوجة. 199
- ذات يوم من أيام الصيف دعونا النقيب عثمان و ناصر من الولاية الخامسة وكذا ضباط برتبة ملازم أوّل، و2 من أطباء الولاية لاستعراض المشكل الصعب (هكذا بالحرف) للحالة الجنسية للمجاهدين.
- قال الأطباء: هذه الانحرافات (هكذا بالحرف) سببها: صرامة العيش، والأعمال التي يقوم بها المجاهد أخذت حيّزا كبيرا، والعزلة، وهموم الحرب، والإرهاق الجسدي، ومسؤولية الكتيبة العسكرية، المواجهة اليومية والمستمرة مع الموت. 199
- وعليه، أوصى الأطباء بالسّماح للزواج بين الجنود والنّساء المدنيات. 199
- لو اشتكت مجاهدة واحدة من تصرفات المجاهدين من الناحية الأخلاقية وللمرّة الأولى فقط، يساق المجاهد للمحكمة العسكرية. 200
- تشمل العقوبات: التوبيخ، التنزيل في الرتبة، التحويل نحو وحدة أقلّ أهمية، إنهاء المهام. والإعدام في حالة الاغتصاب.
- كانت الثورة الجزائرية تعدم كلّ من يغتصب امرأة مجاهدة تعمل مع المجاهدين كممرضات أو يقمن بوظائف أخرى. واللّواتي يعتبرن أخواتنا، وأمهاتنا، ومجاهدات، وتستحق كلّ واحدة منهن كلّ الاحترام والتّقدير. 200
- كنت نادرا ماأقدم رخصة غياب لجنودي، ثمّ لاحظت أنّهم يفرون خفية لزوجاتهم متعلّلين بكم من التبريرات، ماجعلني أسرع في إعادة فتح ملف الرخص لالتحاق الجنود بزوجاتهم. 201
- أضفت يومين إضافيين لجندي زار زوجته، وأعلن أمامي أنّ رخصة يومين لم تكفيه، وقال بالحرف: "أريد أن أرى ابني وهو يرضع أمّه". وفهم القائد عزّ الدين رسالة الجندي جيّدا، ومنحه يومين إضافيين، قائلا له وبالحرف: "لك ليلتين لتراها ترضع ابنك". 202
- ذات يوم، وبعدما اشتكى أحد الجنود لقائده عزّ الدين أنّه لم يستطع أن يقوم بواجبه تجاه زوجته خلال اليومين من رخصة الغياب. منحه حينها القائد عزّ الدين يومين إضافيين ليبدي شجاعته أمام زوجته. 200
- كانت الجبهة، وجيش التحرير الوطني يمنعان وبقوّة كلّ علاقة جنسية مع الممرضات، والنّساء الأخريات اللّواتي نلتقي بهن صدفة. كانوا أخوات لنا، وأمّهات، ومجاهدات تستحقّ كلّ واحدة منهن كلّ الاحترام، والتقدير.200
- أقول: أعترف أنّي لأنّي ولأوّل مرّة في حياتي أقرأ عن الموضوع. والمسألة -في تقديري- لاعلاقة لها "بالمؤامرة؟!". والكاتب الرّائد كان صادقا، وأمينا في النقل، ومبدعا في الأسلوب باللّغة الفرنسية. والموضوع يعبّر عن عظمة الثورة الجزائرية، وعظمة قادة الثورة الجزائرية. ورحم الله أسيادنا، ورضي الله عنهم وأرضاهم.
الاستدمار الفرنسي يهين الجزائريين عبر اغتصاب الجزائريات:
- اعتقلت الجزائرية الحرّة الأصيلة، وأذاقها الجلاّدون السّفاحون من المظليين الفرنسيين المجرمين كلّ أنواع العذاب.
- جرّدوها من ملابسها كما ولدت أوّل مرّة، وأمام الأب، والأخ. وعبثوا بجسدها الشريف أمام الأخ والأب كما يشاؤون، وطيلة أيّام اعتقالها التي دامت 6 سنوات، وبشكل يومي تقريبا.
- قبل أن تخرج من المعتقل، قال لها الجلاّد السّفاح المجرم: تعلمين الآن أنّك أصبحت ورقة قد احترقت أمام أهلك والجزائريين، ولا يمكنك الرجوع لأهلك بعد الذي فعلناه بك، ولذلك أقترح عليك أن تتعاملين معنا ضدّهم كحركية خائنة مخبرة.
- وبعد أن أنهوا مآربهم قادوها للقاضي الفرنسي المجرم، فقال لها القاضي المجرم: إذا ذكرت لي أنّك تعرّضت للتعذيب، سيعيدونك للمعتقل، ويعيدون من جديد ممارسة كلّ أنواع التعذيب، والاغتصاب الذي مورس عليك من قبل.
- سبق لي أن كتبت أنّ السّفاحين الجلاّدين من الفرنسيين المجرمين لايغتصبون المرأة الجزائرية لجمالها -وهي الجميلة- ولا لشهوة عابرة، إنّما يتعمّدون إهانة مجتمع بأكمله حين يجرّدونها من ملابسها، ويغتصبونها عمدا أمام الزوج، والأخ، والابن، والأب وهم يعلمون مكانة الشرف لدى الجزائريين، وعظم انتهاك حرمة المرأة، وقداستها. فيمعنون في الإهانة، والهوان وأمام مرأى الجميع، وباستمرار.
- أضيف الآن: لايكتفي الاستدمار الفرنسي بتلويث الشرف، وتدنيسه عبر اغتصاب الجزائرية الحرّة الأصيلة، بل يزيد عليها تلويث الأخلاق، والقيم عبر استمالة من تعرّض للتعذيب، والاغتصاب من الرجال والنّساء إلى التعاون معه كخائن حركي يبيع وطنه الجزائر، وأرضه، وعرضه بأبخس الأثمان.
- مازالت فرنسا الحالية تواصل عمل الأجداد في تدنيس الأجساد، وتلويث الأخلاق من بني جلدتنا، وممّن رضي بها الأمّ الحنون.
[1] للزيادة راجع من فضلك مقالنا بعنوان: "تعذيب، واغتصاب النّساء الجزائريات إبّان الثورة الجزائرية" وبتاريخ: تعذيب، واغتصاب النّساء الجزائريات إبّان الثورة الجزائرية"، وبتاريخ: الأربعاء 18 ربيع الأوّل 1442 هـ الموافق لـ 4 نوفمبر 2020 .
[2] للزيادة راجع من فضلك كتاب: Saphia Arezki « DE L’ALN A L’ANP. La construction de l’armée algérienne 1954-1991 », Edition barzakh, Blida, Algérie, deuxième semestre, Mars2018, Contient 388 Pages. وراجع أيضا مقالنا بعوان: " الرئيس هواري بومدين من خلال الجيش الوطني الشعبي" وبتاريخ: السبت 9 جمادى الثّاني 1442 هـ الموافق لـ 23 جانفي 2021
[3] للزيادة راجع من فضلك كتاب: "مذكرات النقيب سي مراد (عبد الرحمن كريمي)، تحرير الأستاذ: ج حنيفي، دار الأمة، برج الكيفان، الجزائر، الطبعة الأولى 2005، من 353 صفحة. وراع فضلك الا بعنوان: " مذكرات النقيب سي مراد (عبد الرحمن كريمي) " وبتاريخ: الأحد 5 ذو الحجة 1441 هـ الموافق لـ 26 جويلية 2020
[4] للزيادة راجع من فضلك قلنا بعنوان: "الثورة الجزائرية.. كما يراها يوسف الخطيب"، وبتاريخ: الجمعة: 01 جمادى الأول 1436هجري، الموافق لـ 20 فيفري 2015.
وسوم: العدد 922