نصرالله وكذبة الـ 100.000 مقاتل!
ترجمة "ليبانون ديبايت"
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقالاً تحليلياً للكاتب سيث جيه فرانتزمان يرى فيه أن إعلان أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله أن الحزب يمتلك 100.000 مقاتل أمر مبالغ فيه وكذبة رمزية.
لكن فرانتزمان أشار الى أن "حزب الله" لا يمتلك 100،000 مقاتل. وقال: "وذلك لأن المجتمع الشيعي العام الذي يعتمد عليه "حزب الله" للحصول على الدعم منقسم، حيث يدعم الكثيرون حركة "أمل" حليفة "حزب الله". للحصول على 100000 مقاتل، ستحتاج إلى ملايين عدة من أنصار "حزب الله" الشيعة. لكن أين هؤلاء الناس؟ أين المقاتلين المدربين؟ كيف تطعم كل هؤلاء الرجال؟".
أضاف: "الحقيقة هي أنه على الرغم من أن "حزب الله" هو جيش "إرهابي" قوي، ولديه أسلحة دقيقة التوجيه، وطائرات بدون طيار، ومخابئ وشبكة اتصالات خاصة به - ويدير المخدرات في جميع أنحاء العالم، ويخزن نترات الأمونيوم، ويدمر المدن ويفلس لبنان ويحرمه من مستقبله – فإن الرقم الـ 100.000 مقاتل الذي أعلن عنه نصرالله لا يوجد الا في مخيلة نصرالله".
ورأى أن "المقصود من مبالغة نصر الله، كان استباق الحديث عن "حرب أهلية" بعدما ادعى أعضاء "حزب الله" إطلاق النار عليهم خلال مظاهرة أخيرة كان الحزب يحاول فيها الإطاحة بقاضٍ (طارق بيطار) يحقق في انفجار مرفأ بيروت الهائل، كان من المحتمل أن يكون ناتجا عن نترات الأمونيوم الخاصة بـ"حزب الله"، الذي وجه أصابع الاتهام للزعيم المسيحي سمير جعجع و"القوات" اللبنانية وطلب منهم عدم الخطأ في الحسابات".
وأضاف: "السياق هنا مهم. في السبعينيات، اندلعت حرب أهلية لبنانية. لقد حرضت الميليشيات المسيحية في مواجهة الميليشيات المسلمة والدرزية، وكذلك الجماعات الفلسطينية. في ذلك الوقت، لم يكن هناك "حزب الله"، ولكن كانت هناك مليشيات شيعية وحركة "أمل". لكن الشيعة كانوا أقلية صغيرة مهمشة. سيطر المسيحيون والمسلمون السنة على لبنان".
تابع: "بعد الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982 ومغادرة الفصائل الفلسطينية للبنان، اندلعت الحرب الأهلية في البلاد. كما غزا السوريون البلاد في السبعينيات. ساعد اتفاق (الطائف) توسطت فيه السعودية في العام 1989 على إنهاء الحرب. وكانت النتيجة أن القوة الرسمية للمسيحيين تضاءلت بشكل طفيف، وتعززت هذه القوة من خلال التركيبة السكانية ونظام الانتخابات البرلمانية الذي ضمن للمسيحيين سلطة في الرئاسة. أدت الرئاسة الضعيفة إلى رئيس وزراء سني أقوى. فيما حصل الشيعة على منصب رئيس مجلس النواب".
وأوضح أنه "ومع ذلك، فإن "حزب الله" لا يستمد قوته من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يشغل منصبه منذ العام 1992. وبدلاً من ذلك، فإن له قوته لأنه بعدما قامت الميليشيات السنية والمسيحية والدرزية بإلقاء أسلحتها في أعقاب في اتفاقية العام 1989، احتفظ "حزب الله" بأسلحته، "مدعيا" أنه يقاوم إسرائيل".
وأشار الى أنه "عندما غادرت إسرائيل لبنان في العام 2000، احتفظ "حزب الله" بترسانته الموسعة بشكل كبير، مدعيا أنه بسبب احتفاظ الدولة اليهودية ببضعة دونمات على جبل على الحدود، (مزارع شبعا) فإنه (حزب الله) يحتاج إلى استعادة هذه المنطقة الصغيرة. ما حدث فعلاً هو أن "حزب الله" رسم طريقه للسيطرة على لبنان"، وزعم الكاتب أن "الحزب إغتال رئيس الوزراء رفيق الحريري".
وقال: "عندما تسببت الاحتجاجات في مغادرة سوريا للبلاد في أعقاب جريمة القتل، تآمر "حزب الله" لمهاجمة إسرائيل بدعم مباشر من إيران وقائد "فيلق القدس" قاسم سليماني. خطط سليماني ونصر الله وعماد مغنية واندلعت الحرب في العام 2006. وعندما انتهى ذلك، استخدم "حزب الله" الدمار الذي أحدثه لزيادة سلطته على البناء والإسكان وشبكة الهاتف والاتصالات الخاصة به. عندما حاول البرلمان نزع شبكة الاتصالات، اجتاح "حزب الله" مناطق في بيروت في العام 2008 وإستعرض عضلاته".
وختم فرانتزمان بالقول: "إن القوة الحقيقية لـ"حزب الله" هي الآن من خلال خنق البرلمان والرئاسة وإدارة السياسة الخارجية والعسكرية للبنان الذي يستورد الغاز حتى الآن".
وسوم: العدد 951