العلاقات الجزائرية السوفيتية الصينية إبّان الثّورة الجزائرية، كما يراها لخضر بن طوبال
أوّلا: مقدمة المترجم
تحت عنوان: "البطاقة الدبلوماسية"، وعبر صفحات: 129 – 147، يتحدّث لخضر بن طوبال، عن زيارته للاتحاد السوفيتي، والصين رفقة فرحات عباس، ويقدّم وجهة نظره تجاه العلاقات الجزائرية السوفيتية والصينية، وكذا علاقات الجزائر بالجيران، ومصر في عهد عبد الناصر، إبّان الثّورة الجزائرية. ويتحدّث كعادته بصدق، وأمانة، ووفاء، وقوّة لاتعرف التردّد، ولا التّراجع.
بقيت الإشارة، إلى أنّ العناوين الفرعية من وضع صاحب الأسطر.
Daho Djerbal "LAKHDAR BENTOBBAL، LA CONQUÊTE DE LA SOUVERARINETÉ", CHIHAB ÉDITIONS, mars, 2022, Alger, Algérie, Contient 305 Pages.
ثانيا: الوضع الداخلي المتدهور
لم تكن الأوضاع حسنة في الداخل، ولا عبر الحدود، ولا الأسلحة، والأخبار التي كانت تردنا، كانت تتحدّث عن الانتصارات المستمرّة للجيش الفرنسي المحتلّ. وأصبحنا نشهد بعض التراجع عبر الحدود، وعبر مجموعات كاملة. 130
لتدعيم معنويات الداخل، قمت بزيارة للصين والاتّحاد السوفياتي.
لم تستعن الثّورة الجزائرية بالمغرب وتونس. نظرا لعلاقتهما الجيّدة مع المحتلّ الفرنسي، وعلاقتهما غير الحسنة مع الثّورة الجزائرية.
سارعت فرنسا المحتلّة، للتفاوص معنا، لتمنع تغلغل الكتلة الشرقية من اقتحام الجزائر المحتلّة، باعتبار الجزائر تدخل ضمن المجال الحيوي للحلف الأطلسي. 129
كنّا نركّز على دول أوروبا الشرقية، أكثر من الدول الإفريقية، والعربية. 130
كانت العلاقات السوفيتية الصينية متدهورة، فتحوّلت إلى تنافس فيما بينهما، لاستغلال الثّورة الجزائرية لصالح كلّ واحد منهما على حساب الآخر.
أقول: من عظمة الثّورة الجزائرية، أنّه لم ينجح أيّ منهما في استدراج الجزائر ضدّ الآخر، وهي يومها المحتاجة للإثنين معا.
ثالثا: فرحات عباس الخائن قبل الثّورة الجزائرية، والأحمق أثناءها
قال لهم فرحات عباس: دول صغيرة بجوارنا، ولا يستطيعون تقديم المساعدة، وليسوا دائما معنا.
طلبت الجزائر من الصين أيّام ماو تسي تونغ، مساعدتها بالعنصر البشري، والأسلحة الثّقيلة، والمتطورة، لمجابهة خطّ المجرم موريس. ورفض مَاوْ، وبقوّة تلبية طلب العنصر البشري، رغم أنّ فرحات عباس، كرّر الطلب مرّتين، فكرّر مَاوْ رفضه مرتين، وبحدّة لاتقبل المناقشة ولا التراجع.
أقول: أخطأ فرحات عباس، حين طالب المساعدات البشرية من الصين، لأنّ الجزائر، لم تكن بحاجة إلى عنصر بشري، وكان عليه أن يكتفي بطلب الأسلحة. وعباس لايفقه في الشؤون العسكرية، فأخلط وأخطأ. ويبدو لي، سنوات الطلبات من الاحتلال الفرنسي التي نشأ عليها فرحات عباس، دفعته ليرتكب جريمة طلب المساعدات البشرية من الصين. وبهذا، يكون فرحات عباس، قد جمع في جوفه، الخيانة قبل الثّورة الجزائرية، والحمق أثناءها. فهو إذن، خائن وأحمق.
ساعدتنا الصين بالأموال، والقمح، وأغطية لـ: 200000 لاجئ، لكنّهم رفضوا تزويدنا بالأسلحة الثّقيلة، وبالخبراء، والعنصر البشري، واكتفوا بتزويدنا بالأسلحة الخفيفة.
رفض بورقيبة، أن يمر الخبراء الصينيون والسوفيات، عبر تراب تونس. ونقل رفضه عبر الوسيلة الدبلوماسية.
أخطأنا حين اعتقدنا، أن السوفيات والصين، يشتركان مع الجزائر في بغض فرنسا، فتبيّن لنا أنّ علاقات قوية، ومصالح مشتركة، تربطهما بفرنسا المحتلّة للجزائر. 139
وحتّى لاتخسر الصين والسوفيات، فرنسا المحتلّة للجزائر، طلبا من الوفد الجزائري، التراجع عن تدويل القضية الجزائرية، لأنّه لم يكونا راضيين على قرار التدويل. وحتّى لايخسرا فرنسا في الأمم المتحدة، ولا يضطرا للتصويت ضدّ قرار التدويل الذي اتّخذته الجزائر، أخبرا الوفد الجزائري، أنّه يكفي الاعتراف بالحكومة الجزائرية. 139
أقول: فرحات عباس كان في غاية الجرم والحمق، حين كرّر حماقته أمام، مَاوْ و شُو لاَيْ، بقوله: عدم تزويدنا بالعنصر البشري الصيني، معناه موت الثورة الجزائرية. رغم أنّ الصينيين رفضوا طلبه بقوّة، وكرّروا الطلب بلهجة أقوى من الأولى. 139
نجحت الثّورة الجزائرية، في تسوية النزاع القائم بين بيرماني والصين التي احتلتها.
أقول:مايدلّ على عظمة الثّورة الجزائرية. 140
رابعا: عبد الناصر يستولي على أسلحة الجزائر الجديدة
طلبنا من السوفيات عدم تمرير الأسلحة عبر مصر في عهد عبد الناصر، لأنّها كانت تستولي على الأسلحة الجديدة، وتترك لنا القديمة المستعملة، ورفض السوفيات ذلك.
أقول: بما أنّ العملية لم تتوقّف، فقد ظلّت مصر تستولي على الأسلحة الجديدة الموجّهة للجزائر، طيلة سنوات الثّورة الجزائرية. 142
قال السوفيات للوفد الجزائري: لنا مصالح ضخمة مع فرنسا. وأنتم تدافعون عن مصالحكم، ونحن ندافع عن مصالحنا. 142
وافق الصينيون منحنا أسحلة خفيفة، لكنّهم رفضوا بقوّة تزويدنا بالأسلحة الثّقيلة. 143
خامسا: العلاقات السوفيتية الصينية القوية مع الاحتلال الفرنسي على حساب الجزائر
رفض السوفيات الطلب الجزائري بشأن توقيع بيان مشترك، عقب نهاية الزيارة، واكتفوا ببيان موقّع من الطرفين، ورفضت الجزائر ذلك. 145
هدّد ديغول، بقطع العلاقات، مع كلّ دولة تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة، ولذلك رفضت كلّ من الصين والسوفيات، تزويد الجزائر بالأسلحة الثّقيلة، وبالعنصر البشري، واكتفوا بمساعدات خفيفة، حتّى لايغضبوا فرنسا، التي تربطهم بها علاقات قوية، ومصالح كبيرة. 147
وسوم: العدد 977