الدروس الخاصة
يشير مصطلح " الدروس الخاصة " إلى تعليم مجموعات صغيرة من الطلاب تعليماً علاجياً . وكان ضعاف الطلاب في الماضي يتلقون خدمات معلم خاص خبير في مجال الموضوع الذي يدرسه . واختلف الحال اليوم كليا ؛ إذ صارت الدروس الخاصة مصدرا ماليا كبيرا لكثير من المعلمين يشبه الطعم الدوار لصيد السمك . ويذهب تقريبا كل طالب إلى هذه الدروس إذا كان قادرا على تحمل تكلفتها المالية ، وإذا كان الآباء راغبين في دفع مبالغ مالية كبيرة لضمان عدم تخلف أبنائهم في سباق الدراسة المحموم . ومسوغ إرسال الطلاب إلى مراكز الدروس الخاصة هو منح الضعاف منهم في بعض المواد سوانح مناسبة للحاق بالطلاب الجيدين ، فالمعلمون في المدارس لا يجدون إلا وقتا محدودا لتعليم الطلاب ، وعلى سبيل المثال ، لا تتوفر لديهم إلا خمس حصص أسبوعيا لمواد مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية ، والمؤكد أنه وقت ليس كافيا ليفهم فيه ضعاف الطلاب بعض المواد ، زد على ذلك أن وقت التدريس في المدرسة قد يتعرض فعليا لنقص إضافي بسبب أعمال المعلمين الكتابية ، وبسبب أعباء أخرى من الواجبات الملقاة على كواهلهم ، وقد يندفعون في خطة تدريسية تخلف ضعاف الطلاب في موقف حرج لا يحسدون عليه ، ومن ثم قد يلجأ هؤلاء الطلاب الذين يجدون صعوبة في استيعاب ما يتعلمونه في المدرسة إلى الدروس الخاصة . ويقضي الآباء في الزمن الحالي جانبا كبيرا من الوقت بعيدا عن البيت بسبب التزامات عملهم ، ومن هنا يؤثرون إرسال أبنائهم إلى صفوف الدروس الخاصة لإبعادهم عن الانغماس في نشاطات ليست مرغوبة ، أو لصرفهم عن إضاعة وقتهم في ما لا يجدي . ومن الآباء المتعلمين من قد يكون جم الانشغال عن مساعدة أبنائه في دروسهم . ومن ناحية أخرى ، يوجد آباء ليس لهم قدرة على مساعدة أبنائهم في دروسهم لافتقارهم لمستوى كافٍ من التعليم ، وهنا تكون الدروس الخاصة معينة لهؤلاء الآباء في تعليم أبنائهم . ولم تعد فصول الدروس الخاصة مقتصرة اليوم على مجموعات الطلاب الصغيرة ، وكثير من مراكزها لديه أعداد كبيرة من الطلاب المدرجين في سجلاته ، وصار من المألوف أن نجد فصول دروس خاصة يفوق عدد طلابها عدد طلاب فصول المدارس ، ولا يستطيع الطلاب في هذه الحالات أن ينالوا اهتمام المعلم الخاص الشخصي ، وهذا يقوض كل هدف الدروس الخاصة . ومن واجب السلطات المسئولة أن تضرب بيد حديدية مراكز الدروس الخاصة التي تسلب الطلاب أموالهم وإلا فإن هذه المراكز ستعتصر طاقة المدرسين الذين يولون دروسها كل اهتمامهم وإخلاصهم ، ويتراخون في عملهم في المدارس .
*موقع " مقالات لطلاب المدارس الثانوية " البريطاني .
وسوم: العدد 1013