طريق الخلاص
من أدبيات الجهاد الأفغاني/ بلغة البشتو
محمد عارف غروال
ترجمة: د. محمد أمان صافي
بما أن ظلمات الكفر والإلحاد والشيوعية والظلم، والوحشية والبربرية قد بسطت على وطننا العزيز أفغانستان رداءها، وغطته به اليوم، وبما أن قنابل النابلم تتساقط اليوم سقوط المطر على مرتفعات وطننا العزيز، ومنخفضاته، وعلى جباله وسهوله، وبساتينه وحقوله، وعلى منازله ودوره في العزب والمدن والقرى.
وبما أن أحجار وطننا الجميل كالجنة في جماله، ونباتاته وأشجاره وأشواكه، قد تلونت اليوم بدماء الشهداء الطاهرة، وبما أن الرجال المسلمين المؤمنين من شعبنا المسلم الشهم يعيشون اليوم بترقب وفي ظروف ضيقة صعبة حاملين البنادق على سواعدهم في الخنادق الحربية، وبما أن أراملنا وثكالانا يسكبن اليوم دموع اليأس والحرمان، وربما أن الآلاف من أيتامنا يتعبون اليوم فيرفعون الصرحات طالبين ومستغيثين بآبائهم الشهداء..
وبما أن أكثر من خمسة ملايين نسمة من سكان بلادنا العزيزة يعيشون اليوم في البلاد المجاورة، وفي البلاد الأخرى بسبب ما ارتكبه الاستعمار الشيوعي الروسي من الظلم والأعمال الجائرة ضدهم، إن كل هذه الأعمال الإجرامية مشكلات وصعوبات ونوائب يتطلب حلها، والقضاء عليها بالضرورة تدبيراً صحيحاً، وفكراً سليماً وإقداماً ثابتاً، ومساعي حميدة مخلصة حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها.
وعلى الرغم من أن المجاهدين المسلمين يقاتلون على الدوام بشجاعة وجرأة نادرتين في كل ركن من أركان البلاد، وجعلوا بذلك نهار العدو مظلماً، إلا أنه لو اتحد هؤلاء المجاهدون الشجعان فيما بينهم، واجتمعوا جميعاً تحت قيادة واحدة، وفي ظل راية واحدة، لتأكدوا أن النصر سيكون من نصيبهم لا محالة.