المعركة في سوريا تجر حزب الله نحو حرب الأسد
المعركة في سوريا تجر حزب الله نحو حرب الأسد
آني برنارد - نيويورك تايمز
ترجمة وتحرير مسار للتقارير والدراسات
بيروت لبنان - احتدم القتال يوم الاثنين في مدينة القصير السورية ذات الموقع الاستراتيجي، حيث شن النظام غارات جوية جديدة على الثوار الذين قاوموا بشراسة في أجزاء من المدينة حتى غصت مستشفياتهم الميدانية بالجرحى، بحسب ما قال نشطاء في المعارضة السورية.
استمرت أعداد قتلى وجرحى حزب الله في الارتفاع، حيث يخوض أكبر معاركه حتى الآن إلى جانب الرئيس بشار الأسد. ويعتبر كلا الطرفين معركة القصير بمثابة نقطة نقطة تحول في الحرب التي تزيد من حدة التوترات الإقليمية، لا سيما وأن حزب الله أصبح متورطا أكثر في الصراع.
أقارب القتلى أفادوا بأنه يجري التخطيط لنقل الجثامين إلى معاقل الحزب في سهل البقاع وجنوب لبنان. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في تقرير له بأن ما لا يقل عن 23 من مقاتلي الحزب لقوا حتفهم في القتال. وإذا تأكد ذلك فإنه من الممكن أن يكون أكبر عدد من القتلى يخسره حزب الله في معركة سورية واحدة.
وقد انتقلت أصداء المعركة للجارة لبنان، التي تنقسم بين مؤيد ومعارض للرئيس الأسد. حيث جرت في مدينة طرابلس شمال لبنان - والتي انضم عدد من المقاتلين السنة من أبنائها إلى الثوار السوريين - وقفة احتجاجية لسكانها بالشموع مساء الأحد تضامنا مع ثوار مدينة القصير. وفي الوقت ذاته ساد قلق بين سكان المناطق الشيعية على مصير أقربائهم المقاتلين في سوريا، وسط دعاء لهم بالنصر في معركة وضعها حزب الله في إطار قتال غير مباشر لعدوهم الأساسي إسرائيل، والتدخل للدفاع عن الشيعة من أصل لبناني أو سوري المقيمين في سوريا، وأقليات أخرى مهددة حسب ما يقولون من قبل الأغلبية السنية في سوريا.
وقد أصدر رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الحر نداء استنفار قال فيه "لقد أصبحنا مجبرين على رؤية الأورام، مشيرا إلى أنصار حزب الله الذين وصفهم "بالنجس" في كلمة من الممكن أن تثير النعرات الطائفية ضد الشيعة.
كما هنأ الثوار الصامدين في القصير، واصفا إياهم بـ"الأبطال الشجعان الذين سيسطر التاريخ انتصاراتهم بأحرف من نور بدفاعهم عن أرضهم وعرضهم من دنس أتباع حزب الله المجرمين الإرهابيين". وسخر أيضا من قادة حزب الله قائلا: "نحن نعلم جيدا كيف يتم إنشاء عصاباتهم ونعلم كيف يمكن أن نقطع أوصالهم، وسنقطعها". "إنا نرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها".
وقال قائد في الجيش الحر موجها رسالة للعائلات اللبنانية التي زودت حزب الله بالمقاتلين: "الآن يمكننا القول إنه لا يوجد بيت أو حي من أحياء بعلبك والهرمل إلا ولديه قتيل بين أفراده من اللذين قاتلوا في القصير".
ووصف أحد أقرباء مقاتلي حزب الله الذين قتلوا، بعبارات قوية، في مقابلة أجريت معه، المعركة بأنها كانت حاسمة للحزب ولا تقل أهمية عن النضال ضد إسرائيل.
وصرح الثوار بأنهم دمروا سبعة مركبات مدرعة وقتلوا العشرات من مقاتلي النظام وحزب الله، وفقا لما نقله ناشط في القصير.
وقال المرصد أيضا إن ستة من الثوار على الأقل قتلوا بينهم ضابط، في حين قال نشطاء إن العدد يمكن أن يكون أكبر لأنه لم يتم انتشال جميع الجثث بعد. قيادة هيئة الأركان المشتركة للثوار قالت أيضا إن مستشفيات بعلبك والضاحية الجنوبية في بيروت التي يسيطر عليها حزب الله، استقبلت العديد من الجرحى التابعين للحزب.
وأوضح نشطاء أن قوات من النظام مدعمة بقوات من حزب الله توغلت يوم الأحد في أجزاء من مدينة القصير مع قصف جوي ومدفعي عنيف راح ضحيته على الأقل 52 قتيلا ومئات الجرحى من المدنين العزل الذين لم يتمكنوا من الهرب. ومع نهاية يوم الأحد أصبح 60 بالمئة من المدينة ـ وهي جزء من محافظة حمص - تحت سيطرة النظام للمرة الأولى منذ شهور، بحسب أحد الناشطين.
ويعتقد الأسد، وفقا لأشخاص تحدثوا معه، بأن إعادة تأكيد سيطرته على المحافظة يأتي ضمن خطة للحفاظ على السيطرة على التجمعات السكانية في غرب سوريا، وتأتي بالتالي في حملات عسكرية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الثوار في الشمال والشرق. ويقول كثير من المحللين إنه من غير المحتمل أن الحكومة ستكون قادرة على استعادة السيطرة على تلك المناطق، إلا أنه من الممكن تعزيز قبضتها على المناطق الغربية من سوريا، مما يؤدي إلى تقسيم فعلي للبلد.