العراق.. مآسي اللجوء واليورانيوم المنضب
ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
1- حث لاجئة عراقية ممارسة تجارة الجنس.. مقابل الغذاء والنقود..
إمرأة عراقية لاجئة في سوريا، لا يحق لها العمل بموجب القانون. المساعدة النقدية التي تحصل عليها من الأمم المتحدة لا تُغطي تكاليف المعيشة، ولا تقبل بـ"زواج المتعة pleasure marriage" لتتمكن من البقاء على قيد الحياة. أطفالها يُعانون من البؤس إلى درجة استعدادها التخلي عنهم..(صورة المقالة)..
قبل وصولها إلى دمشق والاعتماد على مساعدة الأمم المتحدة، عاشت طاهرة السيد في العراق وكانت لها مشاكل أخرى.. هناك (في العراق) وفي عهد النظام السابق، تحمّلت رفض عائلتها زواجها من مواطن كردي لأنها كانت عربية. نجتْ من العنف الطائفي على يد زوجها.
في فترة العنف الطائفي العام 2006، قال زوجها أن المليشيات المحلية هددته، عليه هربا إلى الأردن ثم إلى سوريا. بعد أقل من عام أختفى زوجها تاركاً لها أربعة أطفال، حالياً، أكبرهم في سن العاشرة وأصغرهم بعمر خمس سنوات.
اتجهتْ إلى مكتب الخميني (في دمشق)- المعروفة بمساعدة الأرامل من طائفتهم- لمساعدتها وأطفالها. وحسب قولها، القائمون على المكتب نصحوها القبول بـ "زواج المتعة".. بهذه الطريقة يكون عندها وصي ذكر لإعالتها وأطفالها.
العقد contract الذي يوثق هكذا زواج (زواج المتعة)- حيث يتم في إطاره إتفاق الطرفين على تبادل الجنس بالمهر (مبلغ من المال) وفق فترة زمنية محددة- يتخطى القانون المدني، لكنه يُعتبر شرعياً في إيران، كما ويحظى بتأييد العديد من رجال دين هذه الطائفة في المنطقة.
مع الوقت، تلقّت نصيحة/ فتوى (السيد) .. كانت متزوجة، والآن مطلّقة.. تضمّنت النصيحة: "إذا لم يتم تسجيل هذا الزواج في المحكمة، فإنها دعارة prostitution". في العراق صار زواج المتعة (حلالاً)، لكن الرجال لا يقبلونه لأقربائهم (من الإناث.. لا لأنفسهم..) لأنهم في أعماقهم يرونه.. "حراما" كما هو حال الدعارة"..(قبول الفاعل ورفض المفعول به.. ازدواجية الشخصية.. عالم الاجتماع العراقي- المرحوم علي الوردي)..
صاحبة السكن (المؤجِّرة) شجعتها عى الدخول في علاقة "منفعة" متبادلة "benefits" relationship، تتمثل في أن تنام مع رجل مقابل حمايتها ودون أي شكل من أشكال التعاقد. لكنها بعد أن رفضت، تعرضت لمحاولة اغتصاب من قبل أخيها (المؤجرة).
شكاوى ضد مالكي السكن Landlord Complaints
إنها واحدة من العديد من النساء العراقيات الوحيدات ممن يشتكين من التحرش الجنسي من قبل الملاك أو أسرهم أو أصدقائهم.
تُقدّم الأمم المتحدة (وكالة اللاجئين) المساعدة الغذائية والمالية للنساء اللاجئات من العراق لتقليل مخاطر تعرضهن للاستغلال الجنسي. أكّدت الوكالة في مؤتمر عُقد مؤخراً بأن التشرّد الطويل الأمد يُزيد الضغوط المالية، ويُعرّض النساء اللاجئات لمخاطر البغاء القسري والإتجار بالجنس.
"هناك بنات تُركن وتم بيعهن من قبل عائلاتهن ويخضعن لجميع أنواع الاستغلال،" قالتهاAseer al-Madaien- ضابط حماية لدى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان-(WOMENSENEWS).
لا تُصدر هذه الوكالة الإنسانية للإحصاءات، لكن الوضع يزداد سوءً وفقاً لـ Madaien "في الأشهر الستة الماضية، شهدنا المزيد من التهديدات والتجاوزات الأُسرية، لكن العديد من النساء لا يبلّغن عن ذلك." النساء والفتيات التي تعرضن للمخاطر بحاجة إلى المزيد من الملاجئ والدعم الخاص.
طاهرة السيد مدينة حالياً بأكثر من مائتي دولار، وليس أمامها خيارات.. مبالغ الإيجارات المترتبة عليها تتجاوز المساعدة النقدية الشهرية التي تحصل عليها من الأمم المتحدة. "مستعدة أن أشتغل في أي مجال للبقاء على قيد الحياة... أن أعمل، أكثر شرفاً من عطايا الناس، ولكن في كل مرة أسأل عن مجال عمل يكون الرد هو طلب ممارسة الجنس، وأنا مرعوبة من اتخاذ هذه الخطوة،" حسب قولها لوكالة Women's eNews.
إنها تُفكر في تجزئة أُسرتها. صار أحد أطفالها، يُعاني من سوء التغذية، ويتحدث بانفعال أما إلى نفسه أو إلى كائنات خيالية. يوماً بعد يوم تجلس العائلة دون القيام بأي شيء. " إذا أشعلتُ/ حرقتُ نفسي.. ربما يشهد العالم أن هناك نساء وأطفال لاجئين عراقيين يعيشون في ظلام!!"
ممممممممممممممممـ
Iraqi Refugee Urged to Trade Sex for Food, Cash, ByDominique, DAMASCUS,Syria, (WOMENSNEWS), November 17, 2010.
2- حث الولايات المتحدة على كشف المواقع المُصابة باليورانيوم المنضب في العراق
رغم التقارير التي تتحدث عن ازدياد الإصابات بالسرطان في العراق وتصاعد القلق أكثر من أي وقت مضى، نتيجة التلوث باليورانيوم المنضب DU، ترفض الولايات المتحدة كشف المواقع العراقية التي كانت محل القصف بأسلحة اليوانيوم المنضب. أثناء حربي الخليج (1991) والاحتلال (2003) استخدمت الولايات المتحدة 400 طن من اليورانيوم المنضب، على الأقل.. (300 طن في الحرب الأولى وأكثر من ألف طن في حرب الاحتلال).. وذلك وفقاً للتحالف الدولي لتحريم أسلحة اليورانيوم المنضب International Coalition to Ban Uranium Weapons (ICBUW).
من الصعب جداً تحديد المواقع الملوثة في هذا المجال (في غياب خرائط بالمواقع التي كانت محل الهجمات بأسلحة اليورانيوم المنضب)، عليه من المهم تحرير المعلومات المتعلقة بهذه المواقع حتى يمكن تحذيرالمدنيين الذين يعيشون بالقرب منها، علاوة على فحص التربة والمياه ورصد الهواء، في سياق تطهير هذه المواقع من الملوثات،" حسب قول Doug Weir- منسق ICBUW لوكالة Allvoices.
في الشهر الماضي، كانت الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب، مع فرنسا، المملكة المتحدة، وإسرائيل في اللجنة الأولى للأمم المتحدة التي عارضت قراراً يدعو البلدان المستخدمة لأسلحة اليورانيوم المنضب تحرير البيانات الكمية والجغرافية للحكومات المتضررة. على أي حال، أصدرت المملكة المتحدة بالفعل معلومات عن الأماكن التي استخدمت ضدها أسلحة اليورانيوم المنضب في غزو/ احتلال العراق.. لماذا تتردد الولايات المتحدة فعل الشيء ذاته!؟
وأضاف: "نرى من غير المحتمل جداً أن لا تحتفظ الولايات المتحدة بسجلات.. التفسير الآخر، قد تجد نفسها ستكون عرضة لدفع تعويضات أو تحمل مهمة تنظيف المواقع إذا اكتشفت بأنها استخدمت تلك الأسلحة. تُشير تجربة البلقان أن تكاليف التنظيف ستكون كبيرة."
في صربيا، تكشف البيانات عن واحدة من أكثر المناطق الملوثة خلال قصف حلف شمال الأطلسي العام 1999. وهذا يعني أن زيادة معدلات الإصابة بالسرطان مع تشوهات الأطفال حديثي الولادة ترتبط باستخدام أسلحة اليوانيوم المنضب. في حالة العراق، لا توجد إحصاءات ومعلومات مناسبة تربط تصاعد الكارثة الصحية باليورانيوم المنضب. وأسباب ذلك في جزئها الأعظم- حسب قول وير للوكالة- تعود لانعدام الشفافية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.. "من المستحيل بناء علاقة ارتباطية بين استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب وبين تصاعد المشاكل الصحية دون معرفة أماكن استخدام هذه الأسلحة."