المعرض الدولي بباريس للكتاب

"تكريم لإسرائيل"

م. الطيب بيتي

مغربي مقيم بفرنسا

باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس

[email protected]

تحت هذا العنوان كتب الموقع"ا لفرنسي  المعروف" www.planetenonviolence.orgفي" زاويا ضد- العنف والتمييز العنصري" مقالا  موجها للفرنسيين لمناهضة  الابادة المنظمة للفلسطينيين لقطاع غزة ،مفاده كما يلي كترجمة حرفية

بينما تمارس اسرائيل  ابادتها المقدسة" على الشعب الفلسطيني بغزة-حسب تعبيرنائب وزير الدفاع الصهيوني "ماتان فينال"- فسيقوم المعرض الدولى للكتاب بباريس " بتكريم " اسرائيل.،.ونطالبكم جميعا بمناهضة هدا الجرم ،(ولا اخلاقية هذا التكريم).وعلى فرنسا ايقاف كل انواع التعاون  مع الحكومة الصهيونية

ويتابع  الموقع

"ان المعرض الدولي للكتاب الذي  سينعقد من 14مارس الى 19 منه لعام2008سيقوم" بتكريم  اسرائيل".حيث وجدت اسرائيل نفسها تحظى "بجناح التكريم "بالمعرض الدولي.كما حظي تسعة وثلاثون كاتبا اسرائيليا بشرف استدعائهم على حساب  "نفقات الاميرة" اي ضرائبكم(مخاطبا الفرنسيين)(وهو تعبير فرنسي يقصد به "الاستغفال" مع الاستهجان

ان المنظم للمعرض هو "الدي هو نفسه رئيس النقابة الوطنية للنشر ..

اننا نطالبكم بالتحرك باستعجال ،بالضغط على المسئول المذكور أسفله ،بهدف أن يسحب من اسرائيل "لقب ضيف الشرف" واذا كان على الكتاب الاسرائليين المشاركة في المعرض الدولي بباريس ،فيجب أن يتم على حسابهم الخاص،علما بأن كل من يساندون الابادة على الفلسطينيين، بأية صفة كانت، فعلية، أو معنوية،فهم غير مرغوب بهم عندنا (ويقصد بها لدى شرفاء المثقفين المتناقصين في المشهد الثقافي الفرنسي منذ أواخر الثماينات ، فأصبحوا أقلية نادرة منذ سيطرة  ما يسمى "بالفلاسفة الجدد "الذين يربوا عددهم على المئات ،وهم الجوقة التي أوصلت "ساركوزي" الى الاليزي)

و تذكروا "هايدغر"..ولا تنسوه...(يقول صاحب المقال)

 ويقصد الكاتب في الموقع  بهذا التحذير ...،التذكير بما يسمى في دراسات الفلسفة المعاصرة "بحالة هايدغر " حتى لا يقع في مثلها، المحسوبون على الثقافة بمعناها الانساني الواسع النبيل (باعتباره موقعا موجها للمثقفين)،وقد شكلت حالة هيدغر cas H eideger خلال طيلة القرن الماضي حدثا فلسفيا هاما في تاريخ الفلسفة  والفكر المعاصرين ، عندما رفض هايدغر الرد على كل الخطابات والانتقادات والرسائل الموجهة اليه في خمسينات القرن الماضي من طرف كبار الفلاسفة أمثال، سارتر، وفوكو،وجيد، وغيرهم ،عن أسباب علاقته بالنازية، وعن مسوغات علاقاته الحميمية بهتلر ،وحوافزه"القيمية" بتحديه بالقاء خطاب رئاسة الجامعة الالمانية التي أسسها النظام النازي، عند حفل تدشينها،دعما للنظام عام ،1933، وعن وصمته المخزي والملغوزعن جرائم النازية التي ماتزال تثير النقاش الى اليوم بآخر معقل للفلسفة بالمانيا بمدينة فرانكفورت" مع رائدها هابيرماس" باعتبار "أن هايدغرهو أبو الفلسفة المعاصرة بدون منازع، لدى الأكاديميين والفلاسفةالمعاصرين

ثم يختتم صاحب المقال موضوعه، باقتراح نموذج ،لمن يرغب في الكتابة الى،المنظم للمعرض الدولي للكتاب ، واتلذي هو نفسه رئيس نقابة دور النشر بفرنسا،.. والذي هو كما يلي

Serge  Eyrolles

الى علم السيد "سيرج ايرول" المنظم للمعرض الدولي للكتاب

باعتباركم المنظم للمعرض الدولي للكتاب بباريس ،الذي سينعقد بتاريخ 14مارس الى 19 منه،لعام 2008 .حيث اخترتم "تكريم" دولة اسرائيل الصهيونية، وحيث صرحتم(بموقع "نوفيل اوبسيرفاتور بتاريخ 01internet du nouvel observateur/03/08)  بخصوص مقاطعة بعض الدول العربية التي أعلنت مقاطعتها للمعرض الدولي، التي من بينها تونس والمغرب والجزائر ولبنان وايران، حيث أعربتم عن استيائكم لمعارضة هذه الدول، بقولكم حرفيا"  لقد فوجئت بهدا الموقف السياسوي (من طرف هذه الدول) الذي لا يتناسب كلية مع اهدافنا التي هي  استدعاء "الأدب والأدباء الاسرائليين" وليس حكومة اسرائيل..انتهى التصريح..

ويتابع صاحب المقال

هل تريد منا ،السيد المنظم للمعرض الدولي،اذن، أن نصدق بأنها محض" مصادفة بريئة"؟بينما تقوم اسرائيل باحتفال سنواتها الستين لاقامتها،؟حيث  سيتم"التكريم الثقافي" لأسرائيل عبر المروجين لعسكرة الكيان الصهيوي و هم الكتاب الاسرائليون الذين من بينهم "آموس اوز' و"أ.ب يهوشوا" اللذان أيدا بشدة الحرب العدوانية على لبنان  عام 2006؟

أتريدون منا ، سيدي، تصديق هذا؟ بينما يكفي  للنقر على  موقع "معرض الكتاب" ليطالعنا ما يلي ""اسرائيل تشرف المعرض" و يرافق ذلك تخصيص  "جناح الشرف" لها ، وباقتراح المعرض ألعابا ومسابقات بعنوان " "اكتشاف اسرائيل"؟..

وقبل الفقرة الأخيرة للمقال، طالب فيها الكاتب من المنظم ،بالغاء استدعاء الكتاب الصهاينة ، وبسحب جناح الشرف من اسرائيل.." 

ثم طالب صاحب المقال  في اختتام مقالته،بان يحاسب الفرنسيون ضمائرهم، ويهيب بهم " الى عدم السقوط في الفخ المنصوب لهم كشركاء في الجرم الانساني،  بالمساهمة في تشويه أكبر تظاهرة انسانية هي أبعد  ما تكون بالثقافية، بل هي مجرد الترويج لمجازر الحرب والجرائم ضد الانسانية"

 "الانتقائية التلفيقية" للثقافة الغربية وقنواتها الاعلامية

 وبعد هذا العرض للترجمة الحرفية لما  ورد في الموقع الفرنسي القليل الانتشار بين الفئات المثقفة ، فاننا لن نطالب الفرنسيين بأن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، الا أنه من حقنا نحن المثقفين العرب فتح حوار علمي أكاديمي هادئ مع منظم المعرض، ومع كافة "مصممي"  الثقافات في الغرب" لتبيان الحد الفاصل في ما ماهو " سياسي  محض" وما هو " ثقافي محض"، وأن يحددوا لنا ما هو دور المثقف العربي الفعلي تجاه قضاياه ؟ ودور المثقف عموما ؟وأين ينتهي دوره ؟ واين يبدأ دور السياسي،؟ وأين يلتقيان؟ ومتى يتقاطعان؟  وذلك لكون منظم المعرض-والذي هو في نفس الوقت رئيس نقابة دور النشر بفرنسا- قد اتهم الدول المقاطعة للتظاهرة، بسلك النهج "السياسوي" لا "الثقافي"  فلينورنا،هذا المسئول الثقافي الكبي على أكبر قطاع ثقافي في العالم ،و سليل"فلاسفة التنوير ورموزها (فولتيروديدرو،وروسو،ومونتسكيو) وثقافة النهضة والحوار والتسامح،" وليتلتزم " بالحياد الثقافي" -اذا كان هناك حيادا ثقافيا فعليا في الغرب" وليقدم لنا نماذج عن هذا الحياد –تاريخيا-، وليلتزم بدعوة الكتاب الفلسطينيين كضيوف شرف" بالمعرض ،وليسمح بنشر صور المجازر الفلسطينية ،ومأساة غزة بالمعرض الدولي للكتاب،

..

ومن هذا المنظور فاني أطالب كل دور النشرالعربية ونقاباتها، وكبار الكتاب الصحفيين، والاعلاميين بالمبادرة باتخاذ موقف مبدئي (انساني وقومي وعقائدي)  كل حسب تخصصه وقدراته ومجالات تحركه، فلا بد من احراج الاعلاميين الغربيين ،وفضح "انتقائيتهم التلفيقية المغرضة"، بمطالبتهم بفتح الملفات ، وعقد الندوات ، وفتح الحوار مع المثقفين العرب(وخاصة الفسطينيين منهم) بترك المجال لهم بالدفاع عن قضاياهم، بالحوارالمتلفز، والعلني المكشوف والضغط على الاعلام الغربي لكي ينشرالصور المفجعة بكاملها،وذلك أضعف الايمان نحو شعبنا بلفسطين وغزة، بأي منظور شئنا، وذلك اضعف الايمان.