فنون الاغتراب
فنون الاغتراب
زهير سالم
غربة المكان، وغربة الزمان أقسى، وغربة الطهر التي تجعل قوماً يخرجونك أو ينبذونك، وغربة العقل حيث تشقى بينما ينعم الكثيرون، وغربة الفرادة إذ تحبس بمنعرج اللوى، ترى ما لا يرون.. !!
وأقسى
فنون الاغتراب غربة ورقاء هبطت من المحل الأرفع، كما عبر ابن سينا، فلابست التراب
فكانت نبتة أو وردة أو فراشة أو طيراً أو إنساناً..
كانت (إنساناً) يبحث عن مؤنس في سجن غربته فلا يراه إلا في صورة الذات على صفحة الغدير. تلك بعض المعاني التي بثها الشاعر العظيم إقبال في هذه الأبيات القليلة من ديوانه. بيام مشرق (رسالة المشرق) الذي نقله إلى العربية المرحوم عبد الوهاب عزام.
الوردة الأولى
محمد إقبال
لا أرى لي في المروج من قريع أنا أولـى زهـور هذا الربيـع
أبتغي في الغدير صورة نفسـي لأرى وجه مؤنـس لي سميـع
أمس قلبـي، واليـوم مقلتـي وغـداً منيتـي وكـل بديــع
وأنـا النجـم خلفتـه الثريـا نسج الترب ثـوب ورد عليــا