كاتب إسرائيلي: المزاج العام الإسرائيلي شريك في جريمة الاحتلال وحياة الفلسطينيين أرخص من أي وقت مضى
واشنطن ـــــ "القدس" دوت كوم
قال الصحفي والكاتب الإسرائيلي الشهير من صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، (جدعون ليفي)، أن المشكلة في (إسرائيل) والطريقة الإجرامية التي تتعامل بها دولة الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين وكل ما يخصهم وما لهم وما يُمثلون هو ليس اليمين الإسرائيلي المتطرف بل هو المزاج العام الذي يُمثل الأغلبيـة السـاحقـة في (إسـرائيل) والذين يسـكتون، بل يُشـجعون، على هذا الموقف في سـعيهم للاسـتمتاع بما توفره لهم الدولـة الإسـرائيليـة من رخاءٍ ومسـتوً عالٍ من المعيشـة على حسـاب الفلسـطينيين.
وقال (ليفي) الذي كان يتحدث خلال المؤتمر السنوي لـمجلة (واشنطن ريبورت) تحت عنوان "الأثر الإسرائيلي.. هل هو جيد أم سيء للولايات المتحدة" الذي عُقد اليوم الجمعة في مبنى نادي الصحافة العامة في واشنطن "أنه من الخطأ الكبير أن نُعزي لليمين الإسرائيلي سياسات الإجرام والعنصرية ومعاملة الفلسطينيين كأنهم أدنى من مستوى البشر واحتلالهم وقتلهم بدون أن يرف لهم جفن، بل إن الذي يُلام هو المزاج العام الاسرائيلي الذي يرى ويُشارك في جريمة الاحتلال المستمرة ويريد أن يُعطي إنطباعا للعالم الغربي أنه ـــــ المجتمع الإسرائيلي ـــــ مجتمع ليبرالي يُشاركهم القيم الديمقراطية والتسامح والحرية."
وأوضح أن "هذا المزاج الإسرائيلي العام هو الذي يستمتع بغنيمة سحق الفلسطينيين واحتلال أرضهم كون ذلك يوفر له رخاء العيش" في تل أبيب على بُعد ساعة من غزة أو الخليل.
وذكَّر (ليفي) مسـتمعيـه "إن (شـمعون بيريـس)، رئيـس (إسـرائيل) السـابق الذي قُلد بجائزة نوبل للسـلام ويدعي أنـه ليبرالي ومحب للسـلام فعل لتعزيز الاسـتيطان وقمع الفلسـطينيين أكثر من أي زعيم آخر."
وقال (ليفي) الذي كان جاءت مداخلته تحت عنوان (ماذا أقول للمشرعين الأمريكيين لو تمكنت من استضافتهم في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل): أنه لو أُتيحت له هذه الفرصة "لأخذتهم في جولـة في غزة والخليل ليروا بأم أعينهم كيف تُعامل إسـرائيل الفلسـطينيين وتقتلهم دون تردد وتسـجنهم وتفعل بهم العجائب، وأن تأييدهم غير المكبوح لدولة الاحتلال ـــــ تحت زعم أن إسـرائيل هي الدولـة "الديمقراطيـة" الوحيدة في الشـرق الأوسـط ـــــ ليكتشـفوا أنها (إسـرائيل) ليسـت إلا حكم (آبرثهايد) يُمارس ضد الفلسـطينيين ـــــ وأن هذا الدعم المُفرط وغير المحدود هو الذي يُمكّن (إسـرائيل) من ممارسـة جرائمها يوماً وراء يوم ضد الفلسـطينيين."
وقال (ليفي) مخاطباً المشـاركين في المؤتمر: "إن حياة الفلسـطينيين أرخص من أي وقت مضى: يُعدم الفلسـطيني دون إكتراث وبدون سـبب."
وأضاف: في الوقت الذي "لن تتغير فيه (إسرائيل) ولم تُبادر بإتخاذ خطوة واحدة نحو إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وممارسة (الآبرثهايد) ضد الفلسطينيين، ليس بإمكان أحد أن يُغير ذلك إلا رئيساً أمريكياً قوياً يتمتع بالرُقي والشجاعة الأخلاقية ليُجبر (إسرائيل) على ذلك، ولكن ـــــ وبكل أسف ـــــ فإننا لن نرى رئيساً في المدى المنظور قادراً على القيام بذلك."
وتابع: "الحقيقة هي أن الولايات المتحدة وكذلك (إسرائيل) لا تُريدان حل الدولتين، وما تقوله الإدارة الأمريكية ليس سوى كلام لا يُعزز بثقل أو زخم فعلي للمُضي قُدماً في هذا الاتجاه."
وأنهى (ليفي) محاضرته قائلاً "هناك ثلاثة أنظمة في (إسرائيل): الأول نظام ديمقراطي لليهود الإسرائيليين، والثاني، نظام ديمقراطي/ عنصري بمعنى المشاركة في العملية السياسية للعرب الإسرائيليين مع معاملتهم بعنصرية وعدم مساواتهم في المجتمع، والنظام الثالث هو نظام تمييز عنصري ـــــ (آبرثهايد) ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية."
وسوم: العدد 660