زوجة من ثلج
عاش في غابر الزمان شاب في كوخ حقير دون حبيب أو قريب ، ولاحظ في صباح شاتٍ هوابط ثلجية على حافة سطح كوخه ، وقطرات بلورية تلمع في ضوء الشمس ، فهتف : ليت السماء ترسل إلى زوجة في مثل بياض هذا الثلج اللامع وبهائه الأخاذ !
وسمع في مساء ذلك اليوم طرقة على باب كوخه ، فسأل : من ؟!
فجاءه الجواب : أنا الفتاة التي تمنيتها من السماء صباح اليوم ! جئت لأقدم نفسي زوجة لك !
ففتح الباب مرتبكا ، ودخلت فتاة آية في الجمال الفريد . يداها في صفاء زجاج الأوبالين وبريقه ، وخداها المزينان يتألقان في نور البدر .
قال يشجعها : تفضلي !
وسألها بعد استقرارها في المطبخ : متأكدة أنك عزمت على أن تتزوجيني ؟! أنا فقير ، أخدم بأجر كل من يطلب خدمتي ، كما أنني شخص زري الهيئة ، وأنت سنية الطلعة .
فردت بأنها على علم بكل ما قال ، وأنها تقبله على حاله راضية النفس . وكان أن بقيت عنده ، وتزوجا ، وعاشا سنة في توافق وانسجام . وفي يوم دعاهما جار للشاب معروف بمروءته وطيب عشرته للاحتفال بمناسبة تخصه ، واقترح عليهما استعمال الحمام الساخن الذي جهزه في بيته ،ويعده من مفاخره ، فامتنعت الزوجة متحججة بأنها تخاف الماء الساخن أكثر من أي شيء آخر ، فألح عليها زوجها : لا يمكن أن نجرح إحساس مضيفنا وجارنا الكريم !
فوافقت ، ودخلت الحمام ، ولم تخرج ، فانتابه القلق ، ودخل الحمام ، فلم يجد إلا شريطين أزرقين ومشطا فوق ماء حوض الحمام . ذابت .
*عن موقع ل . جي . سي الفرنسي .
وسوم: العدد 684