دبلوماسية أمريكية سابقة: واشنطن تساعد إسرائيل عسكريًا لقتل الفلسطينيين
واشنطن- الأناضول- أعربت الدبلوماسية الأمريكية السابقة “آن رايت”، التي شاركت في سفينة “زيتونة” لكسر الحصار عن قطاع غزة، عزمها مقاضاة إسرائيل بتهمة “اختطاف” سفينة “زيتونة”، وانتقدت واشنطن بسبب مساعدتها تل أبيب عسكريا لـ”قتل الفلسطينيين”.
وخلال مقابلة مع “الأناضول”، أوضحت “رايت” إن سفينة “زيتونة” كانت تُقّل على متنها نساء فقط؛ بهدف تسليط الضوء بشكل أكبر على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2006.
الدبلوماسية الأمريكية السابقة، التي استقالت من منصبها في وزارة الخارجية الأمريكية في 2003 لعدة أسباب منها نقص الجهود المبذولة من قبل إدارتها في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، أضافت أن “العالم ووسائل الإعلام الدولية لا تهتم بما فيه الكفاية بالحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية بطريقة غير شرعية” على قطاع غزة.
“رايت” لفت في هذا الإطار إلى أن العديد من وسائل الإعلام الأوروبية والشرق الأوسطية تحدّثت عن الحملة النسائية بشأن الحصار في غزة، المتمثلة في سفينة زيتونة، “باستثناء الإعلام الأمريكي الذي تجاهل الحادث كعادته؛ لأنه لا يريد نشر شيء يعتقده مناهضًا لإسرائيل”.
وتابعت: “نحن أعلنا هويات النساء المتضامنات على متن سفينة زيتونة، والجانب الإسرائيلي كان يعلم ذلك جيدًا”.
و”زيتونة” هي إحدى السفن التابعة لـ”تحالف أسطول الحرية”، الذي يقوم بتنظيم حملات إنسانية من أجل كسر الحصار على غزة، عن طريق نقل الغذاء والدواء إلى شعب القطاع المحاصر منذ 2008.
وأبحرت هذه السفينة، في 27 سبتمبر/ أيلول 2016، من ميناء “مسينة” بجزيرة صقلية الإيطالية باتجاه شواطئ غزة، على متنها 30 ناشطة من جنسيات مختلفة بينها إسبانيا، والسويد، والنرويج، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 5 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، سيطرته عليها، وتوقيف الناشطات اللاتي كن على متنها، وترحيلهن لاحقاً.
وقوبلت سيطرة إسرائيل على السفينة، بإدانات عربية وإسلامية واسعة، فيما لم يجد الحدث ردود فعل دولية كافية.
وأعربت “رايت” عن استغرابها حيال عدم استخدام القوات الإسرائيلية العنف ضد الناشطات المتضامنات في الحملة، وإرسالها أشخاصًا يرتدون ملابس مدنية وغير مسلحين من أجل اعتراض السفينة “زيتونة” واحتجاز من فيها.
ولفتت إلى أن القوات الإسرائيلية أوقفت ناشطات السفينة بتهمة “الدخول إلى إسرائيل بطريقة غير قانونية”، وقررت فيما بعد ترحيلهن بناء على هذا الأساس، كما حظرت دخولهن إليها مُجددًا لمدة 10 أعوام.
وبيّنت أن السلطات الإسرائيلية اعترضت السفينة “زيتونة” في المياه الدولية على بعد 14 ميلًا عن المنطقة الأمنية، التي حدّدتها هي بنفسها.
وأشارت إلى نيّة الناشطات رفع دعوة قضائية ضد إسرائيل بتهمة “الاختطاف”، دون الكشف عن الجهة التي سيتم المقاضاة أمامها.
وفي معرض ردّها على سؤال حول المساعدات العسكرية الأمريكية الأخيرة لإسرائيل، اعتبرت أنه “من المخزي أن تقرر حكومة الولايات المتحدة أن تعطي 38 مليار دولارا إلى دولة إسرائيل خلال السنوات العشر القادمة”.
وقالت: “هذا أمر مزعج للغاية؛ لأن إسرائيل ليست بحاجةٍ لأموال واشنطن، فهي تملك جيشًا قويًا واقتصادًا ديناميكيًا”.
وأضافت: “الولايات المتحدة تمنح أموالاً إلى إسرائيل لغرض معين؛ وهو قتل الفلسطينيين، لأن هذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي أساساً”.
واعتبرت “رايت” أن الجيش الإسرائيلي يستخدم غزة كـ”منطقة للتجارب العسكرية”، معتبرة أن “الدعم العسكري الأمريكي يساعد إسرائيل على ممارسات كل ما تريده ضد الشعب الفلسطيني بطريقة أسهل”.
ووقعت الولايات المتحدة وإسرائيل رسميا، منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، اتفاقا “غير مسبوق” للمساعدات العسكرية في تاريخ البلدين، وصلت قيمته 38 مليار دولار على مدار 10 أعوام.
وتفرض إسرائيل حصاراً على سكان القطاع منذ نجاح حركة “حماس″ في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير/ كانون ثان 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/ حزيران 2007.
والأمريكية “آن رايت” هي عقيد متقاعد في الجيش الأمريكي، ودبلوماسية سابقة؛ حيث سبق لها العمل في سفارات بلادها بأفغانستان وسيراليون وأوزبكستان وقيرغيزستان.
واستقالت من عملها في الخارجية الأمريكية في العام 2003؛ لعدة أسباب بينها غزوة بلادها للعراق، ونقص الجهود المبذولة من قبل إدارتها في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وسوم: العدد 692