لا تنصح الأحمق !
كانت طيور كثيرة تقيم في شجرة مانجو في غابة ، وكانت سعيدة هانئة في عشاشها الصغيرة . ومن عادة سائر حيوانات الغابة أن تعد أوكارها جيدا قبل موسم المطر ، وهو نفس ما تفعله الطيور لجعل عشاشها آمنة في ذلك الموسم الصعب ، فتراها تستحضر الأماليد وأوراق الشجر لنسج تلك العشاش . وغرد طير : علينا أيضا خزن بعض القوت لصغارنا !
فجمعت الطيور من القوت ما يكفي طول موسم المطر ، وتابعت التهيؤ لزمن الشدة والبرد .
وما عتمت الأمطار أن انهمرت مصحوبة بالرعود والبروق ، فتلبثت كل الطيور والحيوانات في أوكانها ، وتوالى انهمار المطر الدرار أياما . وفي أحد هاتيك الأيام ولج الغابة قرد بلله المطر ، فاستقر على غصن شجرة فيها يرتجف بردا ، والماء يقطر من كل بدنه . وحاول البائس الاهتداء إلى مأوى يقيه غائلة البرد دون جدوى ؛ فأوراق الشجر لم تكن تكفيه وقاء من دفق المطر الثجاج ، فتضجر : أف! ما أقسى هذا البرد !
كانت الطيور تراقب ما يجري له ، فأشفقت عليه إلا أنها ما كان في طوقها حيلة أو وسيلة لنصرته في كربته ، فخاطبه طائر : عشاشنا أصغر من أن تهبك مأوى .
وقال آخر : أخذنا كلنا أهبتنا لموسم المطر ، لو فعلت فعلنا ما كنت في هذه الحال المحزنة الباعثة على الرثاء .
فزمجر القرد عند سماع تلك الكلمات ، وقال : كيف تواتيك الشجاعة على نصحي بما ينبغي أن أفعله ؟!
وانقض محنقا على عش الطائر ومزقه وقذفه أرضا ، فصار الطائر وصغاره في حال يرثى لها .
*عن موقع " قصص قصيرة جدا " الإنجليزي .
وسوم: العدد 737